شفق نيوز/ بعد أيام على الهزيمتينالقاسيتين ضد برشلونة (0-4) في الليجا، و(1-3) أمام ميلان بدوري أبطال أوروبا، بدامدرب نادي ريال مدريد كارلو أنشيلوتي، منفصلا عن واقع الفريق الكارثي، إذ اشتعلتنار الانتقادات ضده وضد لاعبي الريال من الجماهير والإعلام، وبات المدرب مهددابالرحيل عن منصبه خلال الأسابيع المقبلة.
وظهر أنشيلوتي فيالمؤتمر الصحفي عقب الهزيمة المؤلمة أمام ميلان، وقال "الفريق يجب أن يحاولتحقيق الفوز في المباراة القادمة أمام ليفربول"، وكأن مشكلة الريال تكمن فيالفوز في مباراة أو مباراتين.
لكن مشكلة الميرنجي أعمقبكثير من مجرد تحقيق الفوز في عدد من المباريات بدوري الأبطال للتأهل إلى ثمنالنهائي، لأن التأهل سيكون متاحًا حتى إذا تعثر الفريق أمام ليفربول، بينما تمثلالأمور الفنية، الاختبار الحقيقي أمام أنشيلوتي.
مبابي وبيلينجهام
مبابي الذي انضم في صفقةمجانية لريال مدريد مطلع الموسم الحالي بعد نهاية عقده مع باريس سان جيرمان، لميقدم الأداء المطلوب منه حتى الآن في المباريات الكبرى، فضلا عن ضعف معدل أهدافه.
وسجل النجم الفرنسي 8أهداف، وقدم تمريرتين حاسمتين خلال 15 مباراة خاضها مع ريال مدريد في مختلفالمسابقات.
ولعل الحصيلة التهديفيةالضعيفة، ليست مشكلة مبابي الوحيدة مع الملكي، لكن أكثر ما يلام عليه في الفترةالحالية، ضعف أدائه الدفاعي، وعدم الضغط بشكل قوي على مدافعي الخصوم، ومن ثم تظهرالثغرات في وسط الملعب.
ووفقا للسجلات التييحتفظ بها المدربون البدنيون في ريال مدريد، فقد قطع مبابي مسافة 8 كيلو مترات فقطفي الكلاسيكو، رغم سرعة وتيرة المباراة.
وتُعد هذه المسافة أقلبكثير مما يقطعه بقية اللاعبين، الذين يتجاوزون 10 كيلو مترات وقد يصلون إلى 12 أو13 كيلو مترا.
وهذا الأمر يثير القلقفي غرفة ملابس ريال مدريد لأسباب متعددة، أبرزها أن تهاون مبابي في أداء المهام الدفاعية،يجبر زملاءه على القيام بمسئوليات إضافية، ويخل بكامل خطة استعادة الكرة.
وبالنظر إلى الخريطةالحرارية لمبابي في مباراة ميلان، فهو لم يتراجع خطوة واحدة بعد خط الوسط، حيث كانفي وسط ملعب المنافس طوال 90 دقيقة.
ولم يؤد اللاعب الفرنسي،أي دور دفاعي لمساعدة زملائه طوال المباراة، رغم الأزمة الدفاعية والأخطاءالكارثية للاعبي الملكي أمام الروسونيري.
ويعد جود بيلينجهام أحدأكبر المتضررين من الخلل التكتيكي، على الرغم من أنه يركض أكثر من أي وقت مضى، لكننتائجه هي الأسوأ منذ وصول مبابي إلى البرنابيو.
ولهذا السبب، هناك بعضالاستياء لدى الجهاز الفني لريال مدريد، تجاه دور كيليان مبابي في التحلي بالجهدالدفاعي.
بيلينجهام أصبح دورهدفاعيًا أكثر، وابتعد عن منطقة الجزاء، خلافا للدور الذي لعبه في الموسم الماضي.
ويفسر الابتعاد عن منطقةالجزاء، في الرسم الخططي الجديد، التراجع التهديفي المخيف للنجم الإنجليزي، الذيسجل 14 هدفا من داخل المنطقة في الموسم الماضي.
وخلال الكلاسيكو، ضحىأنشيلوتي بجود بيلينجهام على الجهة اليمنى لمراقبة أليخاندرو بالدي، والقيام ببعضالأدوار الدفاعية، والرجوع إلى عمق الملعب للتحكم في ديناميكية الفريق.
التحسن الدفاعي
ريال مدريد منذ بدايةالموسم الحالي، خاض 16 مباراة بمختلف المسابقات، واستقبلت شباكه 18 هدفا، ولم يخرجبشباك نظيفة سوى في 4 مباريات فقط، كانت في الدوري الإسباني.
وبات ضروريا، تحسينالجوانب الدفاعية، إذ يظهر الفريق الملكي في كل مباراة، مستباحًا من الجانبينوالعمق.
وفي آخر مباراتين ضدبرشلونة وميلان، استقبلت شباك الريال 7 أهداف، وهو رقم كبير يكشف حجم المعاناةالدفاعية والأخطاء الكارثية التي يُعاني منها الفريق الملكي.
ولا يمكن إغفال الإصاباتالتي ضربت ريال مدريد، بداية من الحارس تيبو كورتوا، وداني كارفاخال والنمساويديفيد ألابا.
ومع هذه الإصابات، لاوجود لبدائل مميزة، كما رفضت الإدارة، فكرة تدعيم الخط الدفاعي خلال الميركاتوالشتوي المقبل، بجانب وجود ثغرة في خط الوسط بعد اعتزال توني كروس.
فرصة للشباب
كما يتوجب على كارلوأنشيلوتي، منح دقائق المشاركة للاعبين الشباب والموهوبين، مثل أردا جولر وإندريكوإبراهيم دياز.
أردا جولر شارك في 292دقيقة فقط هذا الموسم، خلال 11 مباراة، أما إندريك ظهر في 107 دقائق خلال 9مباريات.
ورغم أن إندريك سجلهدفين في هذه الفترة القليلة، لكن أنشيلوتي لم يستفد منه جيدا وتركه على دكةالبدلاء في آخر 6 مباريات دون أن يحظى بدقيقة واحدة للمشاركة.
وشارك المغربي إبراهيمدياز في 184 دقيقة، خلال 8 مباريات، وسجل هدفا واحدا.
إقالة مرتقبة
في حالة عدم قدرةأنشيلوتي على حل الأمور الفنية خلال فترة قصيرة واستعادة الثقة، قد تتجه الأموربشكل حتمي إلى قرار الإقالة.
ورغم أن أنشيلوتي حتىالآن، لا زال يحظى بثقة الإدارة برئاسة فلورنتينو بيريز، لكن هذا الصبر لن يستمرطويلا إذا لم تتحسن النتائج.
وتظهر بعض الأسماءالمرشحة لخلافة أنشيلوتي مثل راؤول جونزاليس أسطورة النادي والمدير الفني الحاليلفريق الكاستيا، وهناك أيضًا زين الدين زيدان مدرب الريال السابق، والذي لا يرتبطبأي عقد حاليا.
ومن ضمن المرشحين أيضًا،الأرجنتيني سانتياجو سولاري، والذي قاد الفريق الملكي لفترة مؤقتة خلال موسم (2018-2019).
كما يوجد اتجاه للانتظارلنهاية الموسم، من أجل التعاقد مع تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن، والذي قادالفريق لحصد الثنائية المحلية في ألمانيا خلال الموسم الماضي.