"مجزرة حلبجة".. 400 طفل كوردي مفقود في إيران منذ 30 عاماً

آخر تحديث 2024-11-09 08:45:07 - المصدر: شفق نيوز

شفق نيوز/ بعد أكثر من ثلاثة عقود على مجزرة حلبجة، ما يزال مصير نحو 400 طفل عراقي مجهولاً، كانوا قد نُقلوا إلى المستشفيات الإيرانية لتلقي العلاج عقب الهجوم الكيميائي الذي شنّه النظام العراقي السابق على المدينة في عام 1988. 

وعلى الرغم من مرور السنوات، فإن العديد من هؤلاء الأطفال لم يعودوا إلى وطنهم، وسط ظروف غامضة تتراوح بين مقتل آبائهم وأمهاتهم خلال الهجوم، أو التبني من قبل عائلات إيرانية.

حاجي آوات، أحد الناجين من الهجوم، روى لموقع "الحرة" تفاصيل مأساة فقدان شقيقه الصغير أثناء الهروب إلى إيران. 

وقال آوات: "بعد أن تعرضنا للقصف، لجأنا إلى سرداب تحت الأرض هرباً من الهجوم الجوي، لكننا تفاجأنا بروائح غريبة تشبه التفاح، ما دفعنا إلى مغادرة الملاجئ والفرار نحو الجبال المحاذية لإيران". 

وأضاف أنه خلال فترة العلاج في المستشفيات الإيرانية، انفصل عن والدته وأخواته، واكتشف لاحقاً أن شقيقه البالغ من العمر أربع سنوات قد فُقد.

بحسب لقمان عبد القادر، رئيس جمعية ضحايا العنف الكيميائي لحلبجة، فقد تم تسجيل 119 طفلاً مفقوداً لدى جمعيتهم، إلا أن المتابعات كشفت عن أن العدد الإجمالي يصل إلى نحو 400 طفل تم تشريدهم بعد الهجوم.

وأضاف عبد القادر أنه على الرغم من المناشدات المستمرة للحكومة العراقية والجهات الإيرانية، إلا أن التحقيقات الرسمية لا تزال تراوح مكانها.

من جانبه، انتقدت الناشطة الحقوقية باخان فاتح إجراءات البحث عن الأطفال المفقودين، مؤكدة أن العديد من العائلات الإيرانية ترغب في إعادة هؤلاء الأطفال إلى أسرهم الأصلية، لكن الإجراءات القانونية المعقدة تبطئ من سير العملية. 

وطالبت الحكومة العراقية بتكثيف الجهود وتسهيل العودة للأبناء المفقودين، مؤكدة أهمية استخدام عينات الـ(DNA) لمطابقة هويات العائلات.

في خطوة مهمة، شكلت حكومة إقليم كوردستان لجنة متخصصة لمتابعة ملف الأطفال المفقودين، بالتنسيق مع الجهات الإيرانية. 

وقال عبدالله حاجي محمود، وزير الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم كوردستان، إنهم بصدد بحث القضية مع القنصلية الإيرانية، مؤكداً أن العملية تسير على طريقها الصحيح رغم التحديات.

ورغم الجهود المستمرة، يبقى مصير العديد من الأطفال في إيران غير معروف، فيما يتساءل الناجون عن العدالة التي طالما انتظروها. 

فبينما يسعى البعض للعودة إلى ديارهم، ما يزال الكثيرون يعانون من جروح الماضي، حتى مع اقتراب الذكرى السنوية 33 للهجوم الذي خلّف وراءه أكثر من 5000 قتيل من المدنيين.

المصدر: موقع قناة الحرة