كانت وزارة العدل الأميركية قالت إن واشنطن اتهمت رجلاً إيرانياً بأن له صلة بما يقال إنه مخطط أمر به "الحرس الثوري" لاغتيال ترمب (رويترز)
نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اتهامات الولايات المتحدة بوجود صلة بين طهران ومؤامرة مزعومة لقتل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، ودعا اليوم السبت إلى بناء الثقة بين البلدين الخصمين.
وقال عراقجي في منشور على "إكس"، "الآن... يتم اختلاق سيناريو جديد... بما أنه ليس هناك قاتل في الواقع، يتم جلب كتاب السيناريو لتأليف كوميديا رخيصة".
وقال عراقجي "اتخذ الشعب الأميركي قراره، وإيران تحترم حقه في انتخاب الرئيس الذي يختاره. والسبيل للمضي قدماً هو أيضاً اختيار... يبدأ بالاحترام"، مضيفاً "إيران لا تسعى إلى الحصول على أسلحة نووية، هذه سياسة مبنية على التعاليم الإسلامية وحساباتنا الأمنية. بناء الثقة مطلوب من الجانبين، إنه ليس طريقاً في اتجاه واحد".
وأعلنت إيران، اليوم السبت، أن الاتهامات التي وجهتها إليها الولايات المتحدة بالضلوع في مخططات اغتيال في الولايات المتحدة تستهدف بصورة خاصة الرئيس المنتخب دونالد ترمب "لا أساس لها إطلاقاً". واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن "المزاعم التي تفيد بأن إيران ضالعة في محاولة اغتيال تستهدف مسؤولين أميركيين سابقين أو حاليين عارية تماماً من الصحة"، وفق ما جاء في بيان صادر عن الوزارة.
التخطيط لقتل ترمب؟
وكانت وزارة العدل الأميركية قالت، أمس، إن واشنطن اتهمت رجلاً إيرانياً بأن له صلة بما يقال إنه مخطط أمر به "الحرس الثوري الإيراني" لاغتيال الرئيس المنتخب، وأضافت الوزارة، في بيان، أن المتهم، ويدعى فرهاد شاكري، أبلغ سلطات إنفاذ القانون "بأنه كلف في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بتقديم خطة لقتل" ترمب.
وذكرت تقارير أن شاكري أبلغ سلطات إنفاذ القانون بأنه لم تكن لديه أي نية لوضع مخطط لقتل ترمب ضمن الجدول الزمني الذي حدده "الحرس الثوري الإيراني".
"الحرس الثوري"
ووصفت وزارة العدل الأميركية شاكري (51 سنة) بأنه تابع لـ"الحرس الثوري الإيراني" يقيم في طهران. وقالت إنه هاجر إلى الولايات المتحدة عندما كان طفلاً قبل ترحيله في عام 2008 تقريباً بعد إدانته بالسرقة.
وقال ممثلو ادعاء إن شاكري طليق ويعتقد أنه موجود في إيران.
كما وجهت اتهامات إلى اثنين من سكان نيويورك كان قد التقى بهما شاكري في السجن، وهما كارلايل ريفيرا وجوناثان لودهولت، على خلفية مساعدته في التخطيط لقتل مواطنة أميركية من أصل إيراني في نيويورك.
ووصفت هذه المواطنة بأنها من منتقدي الحكومة الإيرانية وكانت مستهدفة بالقتل في السابق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اتهامات
ولم يحدد ممثلو الادعاء هوية هذه المواطنة لكن وصفها يتطابق مع مسيح علي نجاد، الصحافية والناشطة التي انتقدت قوانين الحجاب في إيران.
ووجهت اتهامات إلى أربعة إيرانيين في عام 2021 في ما يتعلق بمؤامرة لخطفها وفي عام 2022 اعتقل رجل يحمل بندقية أمام منزلها.
وصدر أمر باحتجاز ريفيرا ولودهولت على ذمة المحاكمة. ولم يرد محاموهما على طلبات للتعليق حتى الآن.
دعوة لتغيير السياسة
وفي سياق متصل، أبدت إيران انفتاحاً تجاه ترمب اليوم داعية الرئيس الأميركي المنتخب إلى تبني سياسات جديدة تجاهها.
وحض نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، ترمب على "تغيير" سياسة "الضغوط القصوى" التي اتبعها مع النظام الإيراني خلال ولايته الأولى.
وقال ظريف للصحافيين "يجب على ترمب أن يظهر أنه لا يتبع سياسات الماضي الخاطئة".
وبات ظريف معروفاً في الساحة الدولية بفضل الدور البارز الذي أداه في المفاوضات التي انتهت بإبرام الاتفاق الدولي في شأن برنامج إيران النووي عام 2015.
وخلال ولايته الأولى التي بدأت عام 2017 سعى ترمب إلى تطبيق استراتيجية "الضغوط القصوى" من خلال فرض عقوبات على إيران، مما أدى إلى ارتفاع منسوب التوتر بين الطرفين إلى مستويات جديدة.
وقام خلال مايو (أيار) 2018 بسحب بلاده من جانب واحد من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى خلال عام 2015 وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، خصوصاً على القطاعين النفطي والمالي.
وردت إيران بالتراجع عن التزاماتها بموجب الاتفاق، ومنذ ذلك الحين قامت بتخصيب اليورانيوم حتى 60 في المئة، أي أقل بنسبة 30 في المئة فقط من الدرجة النووية.
ورأى ظريف اليوم أن نهج ترمب السياسي الذي اتبعه تجاه إيران أدى إلى زيادة مستويات التخصيب.
وأوضح "لا بد من أنه (ترمب) أدرك أن سياسة الضغوط القصوى التي بدأها تسببت في وصول تخصيب إيران إلى 60 في المئة من 3.5 في المئة". وأضاف "كرجل حسابات، عليه أن يقوم بالحسابات ويرى ما هي مزايا وعيوب هذه السياسة وما إذا كان يريد الاستمرار في هذه السياسة الضارة أو تغييرها".
وكان ترمب اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلال ديسمبر (كانون الأول) 2017، وأثناء العام التالي قام بنقل السفارة الأميركية إلى هناك.
واعترف ترمب أيضاً بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها لاحقاً.
كذلك، أصدر ترمب خلال ولايته أمراً باغتيال القائد السابق لـ"فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني ومهندس استراتيجية النفوذ الاقليمي لطهران اللواء قاسم سليماني، بضربة جوية قرب مطار بغداد خلال يناير (كانون الثاني) 2020.