صعدت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم يناير المقبل 22 سنتاً أو 0.3 في المئة إلى 73.53 دولار للبرميل
استقرت أسعار النفط على نطاق واسع اليوم الأربعاء، وسط تزايد المخاوف من أن يؤدي تصاعد الأعمال القتالية في حرب أوكرانيا إلى عرقلة إمدادات النفط من روسيا، ووسط بيانات تظهر ارتفاع مخزونات الخام الأميركية.
وصعدت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم يناير (كانون الثاني) المقبل 22 سنتاً أو 0.3 في المئة إلى 73.53 دولار للبرميل.
وحالت الحرب المتصاعدة بين روسيا، المنتج الكبير للنفط، وأوكرانيا دون تراجع الأسعار هذا الأسبوع.
وقال محلل السوق لدى "آي جي" ييب جون رونغ "قد نتوقع أن تظل أسعار خام برنت مدعومة فوق مستوى 70 دولاراً في الوقت الحالي، مع استمرار مراقبة المتعاملين في السوق للتطورات الجيوسياسية".
وقالت موسكو إن أوكرانيا استخدمت أمس الثلاثاء منظومة الصواريخ التكتيكية الأميركية (أتاكمز) لضرب الأراضي الروسية للمرة الأولى، في المقابل خفف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الاشتراطات المقيدة لشن هجوم نووي.
وهذا الارتفاع أكبر من الزيادة البالغة 100 ألف برميل التي توقعها محللون استطلعت "رويترز" آراءهم، لكن مخزونات البنزين انخفضت بمقدار 2.48 مليون برميل مقارنة بتوقعات محللين بزيادة قدرها 900 ألف برميل، وذكرت المصادر أن مخزونات نواتج التقطير هبطت أيضاً بواقع 688 ألف برميل الأسبوع الماضي.
الأمين العام لـ"أوبك" خلال "كوب 29": النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
في الأثناء قال هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 29" إن "النفط الخام والغاز الطبيعي ’هبة من الله‘، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة".
وأضاف في كلمة ألقاها في المؤتمر الذي تستضيفه باكو عاصمة أذربيجان إنهما "في الواقع هبة من الله"، وتابع قائلاً "اتفاق باريس يركز على خفض الانبعاثات وليس على اختيار مصادر الطاقة".
صادرات العراق من زيت الوقود
في غضون ذلك ذكرت مصادر وبيانات شحن أن صادرات العراق من زيت الوقود من المتوقع أن تسجل هذا العام أعلى مستوياتها السنوية على الإطلاق، بعد تعزيز البلاد للشحنات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وسط تراجع الطلب المحلي حتى مع زيادة الإنتاج.
وستدعم زيادة صادرات زيت الوقود عائدات النفط لثاني أكبر منتج في "أوبك" على رغم ركود شحنات الخام هذا العام بسبب قيود على الإنتاج وضعها تحالف "أوبك+"، الذي يضم "أوبك" إلى جانب حلفاء آخرين.
ومن المتوقع أيضاً أن تسهم زيادة الصادرات العراقية في زيادة المعروض العالمي وخفض الأسعار المتزايدة في آسيا مع خفض كلف المواد الخام في المصافي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفقاً لحسابات تستند إلى بيانات من "كبلر" ومجموعة بورصات لندن، من المتوقع أن تتجاوز صادرات العراق من زيت الوقود 18 مليون طن متري (380 ألف برميل يومياً) لعام 2024، وهو حجم سنوي قياسي، لتتجاوز الرقم القياسي المسجل العام الماضي الذي زاد على 14 مليون طن.
وتجاوزت الصادرات 2.15 مليون طن متري في أكتوبر 2024، وهو أكبر مستوى شهري على الإطلاق، وفقاً لـ"كبلر" ومجموعة بورصات لندن، وتتجه معظم شحنات العراق من زيت الوقود إلى سنغافورة والهند.
ولم ترد شركة تسويق النفط العراقية "سومو" بعد على طلب للتعليق في شأن توقعات الصادرات القياسية هذا العام.
صادرات العراق من زيت الوقود أعلى من مليوني طن في نوفمبر الجاري
وقال المحلل المعني بسوق النفط في الشرق الأوسط لدى "إف جي إي" بالاش غين، إن "صادرات العراق من زيت الوقود في أكتوبر الماضي جاءت وسط انخفاض موسمي في الطلب المحلي بنحو 100 ألف برميل يومياً مقارنة مع الشهر السابق".
من جانبه أشار كبير المحللين المعنيين بالنفط في "كبلر" رسلان خصاونة، إلى أن "صادرات العراق من زيت الوقود تتجه بفارق كبير نحو تسجيل مستوى قياسي هذا العام بعد زيادة الإنتاج المحلي مع إعادة فتح مصفاة كربلاء".
ووفقاً لوحدة أبحاث النفط في مجموعة بورصات لندن، اتجه العراق إلى كبح صادرات الخام لتعويض الإنتاج الزائد التزاماً بالحصص المحددة في "أوبك+"، وذلك عبر معالجة كميات أكبر من الخام في المصافي وتحويلها إلى منتجات نفطية.
من جهته قال أحد كبار المحللين المعنيين بالنفط في "كبلر" إمريل جميل، "نعتقد أن العراق زاد إنتاجه من المنتجات النفطية من أجل البقاء ملتزماً باتفاق خفض الإنتاج على رغم فائض الخام".
وتوقع جميل أن تظل صادرات العراق من زيت الوقود أعلى من مليوني طن في نوفمبر تشرين الثاني الجاري، في حين قال غين، المحلل لدى "إف جي إي"، إن الصادرات ربما تتراجع عن أعلى مستوياتها في أكتوبر الماضي في الشهرين المقبلين عندما يبدأ العراق التخزين الشتوي للوقود لتلبية الطلب على التدفئة.