شفق نيوز/ في قلب بغداد، حيث يمتزج التراث مع الواقع، تبرز منطقة "البتاوين" كواحدة من أحياء العاصمة العراقية التي تحمل عبق الماضي.
لكن صوراً حصرية التقطتها عدسة وكالة شفق نيوز، أظهرت مشهداً مؤلماً لمبانٍ تراثية من طراز "الشناشيل" البغدادي، التي تقترب من مئة عام، وقد تحولت إلى هياكل مهجورة آيلة للسقوط، مما يعكس الإهمال المستمر لهذه المعالم التاريخية التي كانت تشكل جزءاً أساسياً من هوية بغداد الثقافية.
كما تظهر هذه الصور بشكل جلي، كيف أصبحت المباني القديمة، التي كانت تمثل رمزاً من رموز بغداد، في حالة يرثى لها، إذ رغم تاريخها العريق، تفتقر إلى أعمال الصيانة والترميم، ما يجعلها مهددة بالاندثار، فضلا عن انتشار أكوام النفايات بين أزقتها العريقة.
وكانت البتاوين في السابق موطناً لمجتمعات متعددة مثل المسيحيين واليهود، فضلاً عن المسلمين، وكانت تعد من أحياء بغداد المزدهرة التي تمثل نموذجاً للتعايش.
وتعد هذه الصور توثيقًا حيًا لحالة من الإهمال المعماري في قلب بغداد، فالمباني القديمة التي كانت تشكل جزءًا من هوية المدينة، أصبحت اليوم شواهد على تاريخ مفقود.
كما تبرز حجم الخطر الذي يهدد هذه المعالم التاريخية التي كان من الممكن أن تُعيد تشكيل معالم العاصمة لو تم الاهتمام بها.
يشار إلى أن منطقة البتاوين، أُخضعت، في 29 نيسان 2024، لعملية أمنية وخدمية هي الأوسع منذ سنوات، رفعت عبرها الغطاء عن "عالم سفلي" للدعارة وصناعة وتجارة المخدرات، والجريمة المنظمة.
وبحسب الناطق باسم الداخلية، فإن العملية شهدت القبض على أكثر 618 متهماً في عملية فرض الأمن وتطبيق القانون.