"علي اللبناني".. قصة ايثار عراقية أخرى

آخر تحديث 2024-11-25 19:15:05 - المصدر: بغداد اليوم

بغداد اليوم- ديالى

على بعد 30 كيلومترًا شمال شرق ديالى، تقع ناحية أبي صيدا، إحدى أقدم نواحي المحافظة والتي تأسست قبل 70 عامًا. تتميز بطبيعتها العشائرية وأجوائها الزراعية الخلابة، حيث أن أغلب الأراضي عبارة عن بساتين مترامية للنخيل والحمضيات.

استقبلت هذه الناحية خلال الأسابيع الماضية العديد من العوائل اللبنانية، أغلبها من ذوي الشهداء، من أجل إيوائها بعد نزوحها عقب تعرض مناطقها إلى عمليات قصف من قبل الكيان المحتل.

الأهالي في هذه الناحية لم يكتفوا بإيواء هذه العوائل من خلال تقديم المنازل المجانية، بل عمدوا إلى توفير مصادر رزق لأرباب هذه العوائل".

"علي اللبناني" واحد من تلك العوائل، يمتهن الحلاقة، أكد في حديثه لـ "بغداد اليوم"، أنه جاء قبل أسابيع إلى ناحية أبي صيدا قادما من لبنان بعدما قدمت أسرته وأقاربه العديد من الشهداء والجرحى. الأهالي لم يكتفوا بتقديم منزل مجاني مع تجهيزه قدر المستطاع، بل عمدوا إلى فتح مصدر رزق له وهو محل الحلاقة، وأيضًا تجهيزه في صورة إنسانية تعبر عن أصالة وعطاء هذا الشعب.

وقال علي إن "كل العوائل اللبنانية تعيش في طمأنينة ودعم شعبي في ناحية أبي صيدا وبقية مناطق ديالى". وأشار إلى أن "ما وجده في أبي صيدا، يستحق الثناء والإشادة نظرًا لكرم الأهالي وتفاعلهم مع قضية الشعب اللبناني". ولفت إلى أن "المضي في العمل يأتي من أجل تأمين مصدر رزق لأسرته، لأنه يحاول أن يجتهد وينجح في إيجاد مصدر رزق لأسرته مع وجود تفاعل من قبل المواطنين".

كاظم الشمري، وهو إعلامي من أبي صيدا، أشار إلى أن عدد العوائل اللبنانية التي تم استضافتها من قبل الأهالي في مركز الناحية والقرى يقترب من 20 عائلة. حيث تم تشكيل تنسيقية عليا للدعم اللوجستي والإنساني من خلال تأمين المنازل المجانية وتجهيزها، إضافة إلى السعي إلى خلق نوع من التكافل الاجتماعي من خلال توفير مبالغ مالية شهرية للعوائل الفقيرة والمحتاجة مع ضمان مساعدة الحالات المرضية وإسعافها بالتنسيق مع دائرة صحة ديالى.

ولفت إلى أن الأهالي يعتبرون اللبنانيين أشقاء لهم وهم يقدمون كل شيء من أجل ضمان الراحة والسكينة لهم".

رئيس هيئة المواكب الحسينية في ديالى، علي أحمد طاهر، أكد أن عدد العوائل اللبنانية وصل إلى مئات في ديالى وهي منتشرة في قرابة 40 منطقة من أقضية ونواحي وقرى. وجميع المنازل التي تم إيواء العوائل بها قدمت بشكل عفوي من قبل الأهالي دون أي مقابل. إضافة لذلك، تم تشكيل تنسيقيات مركزية على مستوى الأقضية والنواحي لدعم تلك العوائل باعتبارهم ضيوفًا.

كما لفت إلى أنه بين فترة وأخرى تصل وجبة من العوائل وهي تقوم بالواجب من ناحية الإيواء وتوفير مستلزمات الدعم الرئيسية.