مجلس التعاون الخليجي مثال يحتذى للمنظومات الإقليمية الناجحة بمسيرة 4 عقود زاخرة بالإنجازات الكبرى

آخر تحديث 2024-11-28 11:00:05 - المصدر: كونا

من آمنة الشمري (تقرير.إخباري) الكويت - 28 - 11 (كونا) -- على أعتاب القمة الخليجية الـ45 التي تستضيفها دولة الكويت الأحد المقبل نستذكر في هذا المقام مسيرة 43 عاما من الإنجازات الكبرى لمجلس التعاون الخليجي في كل المجالات انعكست على المواطن الخليجي وحققت تطلعات قادته ودوله حتى أصبح المجلس مثالا يحتذى للمنظومات الإقليمية الناجحة على الساحتين الإقليمية والدولية.
ومنذ عقد القمة الخليجية الأولى في أبوظبي في 25 مايو العام 1981 حيث تم إعلان تأسيس مجلس التعاون الخليجي شهدت اجتماعات القمم المتتالية خلال أكثر من أربعة عقود تعزيزا للتعاون والتنسيق بين الدول الست الشقيقة بما يواكب التطورات المتسارعة في العالم وتبادل الخبرات والتجارب المتميزة ما شكل بالتالي رافدا رئيسيا لتحقيق الأهداف والتطلعات المنشودة.
وعلى مدى تلك العقود أسهم التكامل الخليجي في تحقيق رؤية المجلس الرامية إلى تعزيز الاستقرار والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية لدول مجلس التعاون من جهة وتعزيز الروابط الأخوية بين شعوبها من جهة أخرى من خلال إنجازات ومشاريع ومبادرات متنوعة واتفاقيات ومذكرات تفاهم في شتى المجالات.
ولعل أبرز إنجازات مجلس التعاون في مسيرته المباركة صياغة مواقف مشتركة وموحدة تجاه القضايا السياسية التي تهم دول المجلس في الأطر العربية والإقليمية والدولية والتعامل كتجمع واحد مع العالم وفق الأسس والمرتكزات القائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومراعاة المصالح المشتركة بما يصون مصالح دول المجلس ويعزز أمنها واستقرارها ورخاء شعوبها.
ويمكن القول إن من أهم الأهداف السياسية للمجلس خلال عقد الثمانينيات تمثل في المحافظة على أمن دول المجلس واستقرارها من خلال التصدي لمسببات عدم الاستقرار ولمصادر الخطر التي تمثلت بشكل أساسي في تداعيات الحرب العراقية - الإيرانية مما تطلب تحركا جماعيا لدول المجلس للحيلولة دون انتشار رقعة الحرب وتوسعها.
وفي التسعينيات وتحديدا في 1990 و1991 حظي تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي بأولوية مطلقة لدول المجلس لأنه مثل التحدي الأكثر خطورة منذ قيام المجلس في وقت تطلب الأمر بعد تحرير الكويت عملا دبلوماسيا مشتركا لمساندة الشرعية الدولية في سعيها لإلزام العراق بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بعدوانه على الكويت.
ومن الإنجازات السياسية للمجلس مساندة ودعم دولة الإمارات العربية المتحدة في حقها باستخدام كل الوسائل السلمية لاستعادة سيادتها على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي تحتلها إيران منذ العام 1971.
وفي الإطار العربي عمل المجلس بشكل جماعي على دعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعم مسيرة السلام في الشرق الأوسط مع التمسك بالحقوق العربية إضافة إلى دعم ومناصرة القضايا الإسلامية.
وفي المجال الاقتصادي حقق المجلس إنجازات عديدة فيما يخص السوق الخليجية المشتركة والمواطنة الاقتصادية والاتحاد النقدي والعملة الموحدة ومكافحة الممارسات الضارة في التجارة الدولية كذلك في مجال الاتصالات والحكومة الإلكترونية والبريد وبراءات الاختراع والنقل والمواصلات والاتحاد الجمركي والعلاقات الاقتصادية مع الدول والمجموعات الاقتصادية الدولية.
وحرص المجلس على تعزيز العمل العسكري المشترك انطلاقا من قناعة راسخة بوحدة الهدف والمصير وحقائق الجغرافيا والتاريخ المشترك من خلال إقرار العديد من الأنظمة والاستراتيجيات متمثلة في اتفاقية الدفاع المشترك وقوات درع الجزيرة والقيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس.
ومن الإنجازات العسكرية أيضا إنشاء مركز العمليات البحري الموحد والأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية والاتصالات المؤمنة وربط مراكز عمليات القوات الجوية والدفاع الجوي والخدمات الطبية بالقوات المسلحة والتمارين المشتركة والتعاون في مجال الإدارة والقوى البشرية.
وعلى الصعيد الأمني أدرك قادة دول المجلس أن نمو دولهم وازدهارها لا يمكن أن يتحققا إلا في ظل بيئة آمنة ومستقرة فصدرت توجيهاتهم السامية لوزراء الداخلية بالتنسيق والتعاون المستمرين في كل المجالات التي تسهم في تحقيق أمن تلك الدول وأمان شعوبها.
وأولى المجلس اهتماما بالغا بالتعاون في مجال التعليم فحرص على تعزيز دور مكتب التربية العربي لدول الخليج الذي كان قد أنشئ العام 1975 والبناء عليه من خلال إصدار عدة قرارات وإطلاق برامج مختلفة تستهدف تطوير التعليم وتبادل الخبرات التعليمية والتكامل بين المواد الدراسية وتنسيق الجهود في مجال البحث العلمي وتعريب التعليم العالي.
وشملت إنجازات المجلس التعاون في مجالات العمل البيئي وحماية الموارد الطبيعية إقامة الأسابيع البيئية والملتقيات البيئية السنوية للشباب والتعاون في مجال التوعية البيئة من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية والدورات التدريبية للإعلاميين إضافة إلى انشاء مركز الرصد البيئي لدول المجلس.
ومن أهم الإنجازات في المجال الصحي معاملة مواطني دول المجلس في توفير الخدمات الصحية في جميع الدول الأعضاء معاملة المواطنين وإنشاء لجنة للرقابة على الدواء بدول المجلس واعتماد النظام الموحد لإدارة نفايات الرعاية الصحية.
وعلى الصعيد الإعلامي حقق المجلس إنجازات مهمة منها اعتماد الاستراتيجية الإعلامية الموحدة وإنشاء مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك وتبادل البرامج والمواد الإذاعية والتلفزيونية والتعاون في مجال وكالات الأنباء واعتماد ميثاق الشرف الإعلامي.
وشملت إنجازات المجلس التعاون العدلي والقضائي وحماية النزاهة ومكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب علاوة على التعاون بمجال العمل البلدي وحقوق الإنسان إضافة إلى البوابة الخليجية التخصصية للملاحة الجوية ومشروعات السكك الحديد.
ووقعت دول المجلس عددا كبيرا من الاتفاقيات الرامية إلى تعزيز التعاون في كل المجالات ومنها اتفاقية الاتحاد النقدي لمجلس التعاون واتفاقية المحافظة على الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية واتفاقية تنفيذ الأحكام والإنابات والإعلانات القضائية والاتفاقية الاقتصادية.
وتبوأت الدول الخليجية المراكز العربية الأولى وحققت مراكز متقدمة عالميا في معيار الكفاءة الحكومية والبنية التحتية وفق تقرير تصنيف التنافسية العالمي للعام 2024 الصادر عن المعهد الدولي للتطوير الإداري بسويسرا كما كان لتوجيهات قادة المجلس الأثر البالغ في دفع مسيرته المباركة لتحقيق آمال شعوبه وتطلعاتها. (النهاية) أ ش / ت م