عاد حضور الأفغان في إطار "لواء فاطميون" في الأراضي السورية إلى الواجهة (أ ف ب)
في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته المعارضة المسلحة لنظام بشار الأسد في سوريا، والذي أدى إلى سقوط مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، في أيدي "هيئة تحرير الشام"، عاد حضور المواطنين الأفغان في إطار "لواء فاطميون" التابع لنظام "الجمهورية الإسلامية" في الأراضي السورية إلى الواجهة والاهتمام الدولي من جديد.
وفي وقت أثيرت نقاشات في هذا الخصوص على شبكات التواصل الاجتماعي بين شرائح المجتمع الأفغاني، طالب رجل الدين الشيعي في أفغانستان آية الله رحيمي سيغاني بامياني في بيان متلفز نشر على مواقع التواصل الاجتماعي المواطنين الأفغان بألا يعرضوا المصالح الوطنية من أجل مصالح الدول الأجنبية للخطر، وألا يكونوا سبباً في تأجيج الحرب في سوريا.
وكما هو معروف فقد أُسس لواء "فاطميون" من قبل "فيلق القدس"، الجناح الخارجي لـ "الحرس الثوري الإيراني"، عام 2013 بهدف إرسال اللاجئين الأفغان إلى سوريا للدفاع عن نظام بشار الأسد.
ويعد حسن مرتضوي، أحد قادة "فيلق القدس" والذي يشغل منصب نائب سفير إيران في أفغانستان منذ عام 2021، أحد مؤسسي "لواء فاطميون"، ويعرف عنه بأنه لعب دوراً رئيساً في عملية التخطيط والتجهيز وتجنيد العناصر الأفغانية في صفوف هذه الميليشيات.
وفي الواقع لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد الأشخاص الذين قاتلوا ضمن "لواء فاطميون" في سوريا، لكن المسؤول الإعلامي لهذه الميليشيات زهير مجاهد أعلن عام 2016 مقتل 2000 مقاتل، وإصابة نحو 8 آلاف من العناصر التي تهمل في صفوف "لواء فاطميون".
ومع استمرار الحرب في سوريا وحضور هذه العناصر هناك فيعتقد أن أعداد القتلى والجرحى ارتفع مقارنة بإحصاءات عام 2016 التي أعلن عنها زهير مجاهد.
وفي الوقت ذاته يعتقد آية الله سيغاني بامياني أنه منذ تأسيس "لواء فاطميون" قتل وجرح نحو 15 ألف عنصر من هذه الميليشيات، كما فقد العشرات منهم أيضاً.
ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية خلال الأعوام الأخيرة أنباء العثور على جثث المفقودين من عناصر "لواء فاطميون" في سوريا، إلا أنه لا توجد تفاصيل دقيقة عن عدد المفقودين.
وأسس "لواء فاطميون" بدعوى "الدفاع عن المقدسات الشيعية"، وبخاصة الدفاع عن مرقد زينب في سوريا، ولهذا انضم كثير من المهاجرين الأفغان الذين يعيشون في إيران إلى هذه الميليشيات بسبب المزايا المالية والوعود التي قطعتها طهران لهم، ومنها الإقامة الدائمة في إيران.
وبعد تراجع حدة الحرب مع تنظيم "داعش" في سوريا عام 2018 اعتقل العشرات من عناصر "لواء فاطميون" الذين عادوا لإيران وترحيلهم إلى أفغانستان، كما قامت الحكومة الأفغانية السابقة باعتقال وسجن بعض من هؤلاء الأشخاص.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشير التقارير إلى أنه في ذروة الحرب مع "داعش" عام 2015 بلغ عدد عناصر "لواء فاطميون" نحو 20 ألفاً، وفي غضون ذلك نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" وثائق حول تجنيد الأطفال والقصر في صفوف هذه الميليشيات.
وكانت محاربة الجماعات التكفيرية مثل "داعش" و"النصرة" في سوريا، والتي تعتبرها طهران تهديداً للشيعة والعالم الإسلامي، هي الفكرة الرئيسة وراء تشكيل "لواء فاطميون - أفغانستان"، كما أن عناصر هذه الميليشيات قريبة أيديولوجياً من مُثل "الثورة الإسلامية" في إيران وأفكار الخميني، مؤسس "الجمهورية الإسلامية" وقادتها.
ورضا توسلي هو القائد الأول لهذه الميليشيات، والذي كان موالياً لفكر الخميني وشارك في الحرب الإيرانية العراقية، وقتل في إحدى المعارك مع المعارضة المسلحة السورية في مدينة درعا بعد أشهر قليلة من تأسيس "لواء فاطميون".
ولكن آية الله رحيمي سيغاني بامياني وصف الحرب في سوريا بأنها "حرب مصالح دول"، وعن حضور "لواء فاطميون" قال إن "هذا ليس جهاداً وحسب، بل عدوان".
وأشار رجل الدين الشيعي الذي يعيش في مدينة باميان في أفغانستان إلى أنه إذا ما دافعت روسيا وإيران عن النظام السوري فإن ذلك يعود لأسباب سياسية وليس لأسباب دينية.
وأردف بامياني قائلاً أن النظام الإيراني يستغل بساطة وجهل المهاجرين الأفغان للزج بهم داخل الحرب في سوريا، مضيفاً أنه "إذا ما كانت الحرب في سوريا جهاداً حقيقياً وفريضة بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، فلماذا لا يذهب الإيرانيين إلى الحرب في سوريا؟ ولماذا قامت طهران بتأسيس 'لواء فاطميون' و'زينبيون' من مواطني أفغانستان وباكستان فقط؟".
وحذر بامياني من أن حضور المواطنين الأفغان في حروب الدول الأخرى سيكون له تأثير سلبي في مصالح ومستقبل أفغانستان، ويجب تجنب مثل هذا السلوك.
وعلى رغم هجوم "هيئة تحرير الشام" على الشمال السوري والذي أدى إلى سقوط عشرات القرى، بخاصة مدينة حلب، لم يُذكر بعد أن قوات "لواء فاطميون" موجودة في هذه الحرب الدائرة في سوريا، لكن المركز الإعلامي التابع لـ "لواء فاطميون" نشر الأحد الماضي مقطع فيديو زعم فيه أن عناصر هذه الميليشيات موجودون حالياً في مدينة حلب السورية.