مقاتل من المعارضة السورية المسلحة يطلق صواريخ ضد قوات النظام في الضواحي الشمالية لمدينة حماة غرب وسط سوريا (أ ف ب)
قال مقاتلون في المعارضة السورية المسلحة اليوم الخميس إنهم بدأوا الدخول إلى مدينة حماة، وفي الوقت نفسه تقول وسائل إعلام رسمية سورية إن كل محاولات المسلحين لدخول المدينة باءت بالفشل، وإن الجيش السوري يصدهم.
وبينما أكد مقاتلو المعارضة السورية أنهم بدأوا دخول حماة، وهي مدينة كبرى تحاول فيها قوات الحكومة السورية مدعومة بضربات جوية روسية مكثفة منع المعارضة المسلحة من تحقيق تقدم جديد ووقف مكاسبهم الخاطفة.
لكن مصدراً عسكرياً سورياً قال في وقت لاحق إنه "لا صحة للأنباء التي توردها مصادر الإرهابيين حول وصولهم إلى منطقة جسر المزارب أو دخولهم أي حي من أحياء مدينة حماة، وجميع قواتنا بعرباتها وآلياتها المنتشرة على أطراف المدينة تتمركز في نقاط متقدمة وتشكل خطوطاً دفاعية منيعة في مواجهة أي محاولة تسلل للإرهابيين".
وقال حسن عبد الغني القيادي في قوات المعارضة على مواقع للتواصل الاجتماعي "قواتنا بدأت التوغل في مدينة حماة".
ويحاول مقاتلون من المعارضة المسلحة دخول حماة منذ يوم الثلاثاء ويقول الجانبان إن قتالاً عنيفاً دار خلال الليل مع الجيش السوري وجماعات مسلحة مدعومة من إيران بدعم من قصف روسي.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم الخميس إن روسيا تقيم الوضع في سوريا وعلى تواصل دائم مع السلطات في دمشق.
وأضاف أن نطاق المساعدة الروسية لدمشق سيعتمد على هذا التقييم.
وشكلت روسيا وإيران عاملاً حاسماً في مساعدة الأسد على استعادة معظم مناطق سوريا وجميع المدن الرئيسة في الفترة من 2015 إلى 2020 بعد أن سيطرت المعارضة على مساحات شاسعة من الأراضي في السنوات الأولى من الحرب، وتعهدتا بمساعدته مرة أخرى.
غير أن تركيز روسيا ينصب على الحرب في أوكرانيا كما تكبدت جماعة "حزب الله" اللبنانية، الحليف الرئيس لإيران بالشرق الأوسط، خسائر فادحة في لبنان جراء الضربات الإسرائيلية على الجماعة في الشهرين الماضيين. ولعبت جماعة "حزب الله" على مدى سنوات دوراً رئيساً في دعم الأسد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكثفت روسيا الضربات الجوية على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في شمال سوريا خلال الأسبوع الماضي. وقالت مصادر عراقية وسورية إن فصائل من العراق متحالفة مع إيران عززت خطوط المواجهة بعد نقل مقاتلين عبر الحدود يوم الإثنين الماضي.
وتمكنت "هيئة تحرير الشام" والفصائل المعارضة المتحالفة معها من تطويق مدينة حماة، رابع كبرى مدن سوريا، من ثلاث جهات أمس الأربعاء، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أضاف أن الفصائل "طوقت مدينة حماة من ثلاث جهات، إذ باتت موجودة على مسافة تراوح بين ثلاثة وأربعة كيلومترات منها، على إثر اشتباكات عنيفة تخوضها مع قوات النظام التي لم يبق لها إلا منفذ واحد باتجاه حمص جنوباً".
وشنت المعارضة هجمات جديدة على مشارف حماة، وظهر أبرز زعيم لفصيل للمعارضة في مقطع فيديو وهو يتجول في قلعة حلب، التي تعد رمزاً تاريخياً قوياً للسيطرة على شمال سوريا.
وظهر أبو محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام"، وهو يخرج من بوابة القلعة التي تعود للعصور الوسطى، وسط هتافات من أنصاره وبصحبة مقاتلين ملثمين يلوحون بأعلام المعارضة.
وقتل 16 شخصاً في اشتباكات بشرق سوريا، إذ صدت قوات النظام هجوماً شنه مقاتلون متحالفون مع القوات الكردية، وفق ما أفاد به "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أمس الأربعاء.
وبدأت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل حليفة لها، هجوماً واسعاً في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أسفر عن خروج حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، بالكامل عن سيطرة القوات الحكومية للمرة الأولى منذ بدء النزاع في البلاد عام 2011.
في السياق قال متحدث باسم وزارة الدفاع التركية اليوم الخميس إن أنقرة تتعاون وتنسق بصورة وثيقة مع دول المنطقة منذ تجدد الصراع في شمال سوريا الأسبوع الماضي، مضيفاً أنه يجري اتخاذ إجراءات لتحقيق الاستقرار.