شفق نيوز/ شهدت مدينة السليمانية يوم الأحد، تصعيدًا كبيرًا في وتيرة الاحتجاجات بسبب تأخير صرف رواتب شهري تشرين الأول وتشرين الثاني الماضيين، حيث لجأ موظفو مؤسسات حكومية عدة إلى الإضراب عن العمل كوسيلة للضغط على الجهات المعنية للإيفاء بالتزاماتها المالية.
ويعكس هذا التصعيد، حالة الإحباط والاستياء المتزايدة بين العاملين في القطاعات العامة، الذين باتوا يواجهون أزمات معيشية خانقة.
وأكد مراسل وكالة شفق نيوز، أن الإضرابات شملت قطاعات حيوية في المدينة، من بينها موظفو مديرية مرور السليمانية وموظفو قسم القانون في جامعة السليمانية وإدارة تقاعد البيشمركة.
وأضاف أن العاملين في هذه القطاعات قرروا مقاطعة دوامهم الرسمي، احتجاجًا على استمرار تأخير صرف رواتبهم المتأخرة، لشهرين متتاليين، مطالبين الحكومة بالإسراع في توفير مستحقاتهم المالية.
وقال موظفو قسم القانون بجامعة السليمانية، إن تأخير الرواتب أثر بشكل كبير على أدائهم الوظيفي ومستوى معيشتهم، مشيرين إلى أن الوضع أصبح لا يُطاق مع تراكم الديون والالتزامات المالية.
من جانبهم، أعرب العاملون في مرور السليمانية، عن استيائهم من تجاهل مطالبهم، مؤكدين أن استمرار هذا الوضع قد يدفعهم إلى تصعيد أكبر في الأيام القادمة.
و تعكس هذه الإضرابات حالة من التوتر المتصاعد في السليمانية، حيث باتت المطالب المعيشية تتصدر قائمة أولويات الشارع العام، ومع اتساع رقعة الإضرابات، يزداد الضغط على الجهات الحكومية لإيجاد حلول عاجلة للأزمة، وسط مخاوف من تأثيرها السلبي على استقرار القطاعات العامة في المدينة.
يعاني إقليم كوردستان بشكل عام ومحافظة السليمانية بشكل خاص من أزمات مالية متكررة ناجمة عن تعثر الاتفاقات المالية بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد، ويؤدي ذلك إلى تأخر صرف الرواتب بشكل مستمر، ما يفاقم من معاناة الموظفين الحكوميين.
ويُشار إلى أن هذا النوع من الإضرابات ليس الأول من نوعه، حيث شهدت السليمانية خلال السنوات الماضية احتجاجات مشابهة تطالب بتحسين الظروف المعيشية وصرف المستحقات المتأخرة، دون تحقيق حلول جذرية حتى الآن.