خطيب الكوفة: دول الاستكبار إلى الجيل الرابع من الحروب والتصدي للفتن منحصر بالحوزة العلمية

آخر تحديث 2024-12-13 15:30:05 - المصدر: بغداد اليوم

بغداد اليوم - النجف

كشف خطيب وإمام صلاة الجمعة في مسجد الكوفة، كاظم الحسيني، اليوم الجمعة (13 كانون الأول 2024)، عن لجوء دول الاستكبار العالمي إلى الجيل الرابع من الحروب للسيطرة على الشعوب.

وقال الحسيني خلال خطبة الجمعة، وتابعتها "بغداد اليوم"، إن "من الأمراض التي تفتك بالمجتمع وتجعله ضعيفًا هشًا هي إثارة الفتن فيه واختلاق النزاعات بين أبنائه بسبب التعصب الجاهلي والأنانية المفرطة، فعندما يفقد البعض القدرة على التعايش السلمي مع من يختلف معهم في الرأي أو المعتقد أو الدين فيعمد إلى إهانتهم وإهانة معتقداتهم وربما محاولة إلحاق الأذى بهم".

وأضاف انه "وفي عصرنا أصبحت إثارة الفتن والاضطرابات في المجتمع الواحد وسيلة من وسائل دول الاستكبار العالمي للسيطرة على الشعوب بل أصبحت علامة أساسية لما يسمى في السياسة الشيطانية بالجيل الرابع للحروب بدل أن تشن حروبًا مباشرة على أي شعب لإخضاعه لهيمنتها الفكرية والاقتصادية والعسكرية".

وتابع الحسيني ان "قوى الشيطان تستثمر وجود اختلاف الرأي والمعتقد والقومية في المجتمع الواحد لتفتعل الأزمات وتحرك الصراعات وتصب الزيت على نارها لتحقيق ما تسميه بالتأكل الداخلي أو الذاتي للمجتمع لتأتي قوى الشيطان لا لحل النزاعات ولا للقضاء على الأزمات وإنما تأتي لإدارتها والتحكم في مساراتها".

وأشار إلى أن "مخاطر إثارة الفتن أصبحت مضاعفة فبالإضافة إلى إضعاف النسيج الاجتماعي وزرع الفوضى فإنها تتيح المجال لانقضاض المشاريع الاستعمارية على ذلك المجتمع وبهذا يكون أهل الفتن مطية للاستكبار العالمي مع أن الإمام علي (عليه السلام) أوصى بأن لا يكون في السلوك أو الكلام أي مساعدة لنماء الفتنة وانتعاشها".

وأوضح ان "المجتمع كأفراد أو جماعات ليس له الحق في أن يتصدى لقضايا عامة ولا فرض الوصاية على الآخرين لأن المجتمع بشكل عام لا يمتلك بعد النظر الذي يمكنه من رؤية العواقب ولا يمتلك الطريقة المثلى في حالات التصدي للقضايا الاجتماعية خاصة تلك التي تشكل حدودًا ملتهبة بين الأديان أو المذاهب أو الأحزاب".

وأكد الحسيني أن "الحق في هذا التصدي منحصر فقط بالحوزة العلمية فإننا جميعًا اتفقنا ورضينا على أنها القائد للمجتمع وكانت وصية السيد الشهيد الصدر(لا تقولوا قولًا ولا تفعلوا فعلًا إلا بعد مراجعة الحوزة العلمية من أجل أن ينضبط المجتمع بالحوزة العلمية قيادةً وتوجيهًا لمنع تمزقه وتشتيت طاقته أمام عواصف الفتن ورياح الأزمات)".