(تقرير.إخباري) الكويت - 17 - 12 (كونا) -- عاما بعد آخر تزداد العلاقات الكويتية - البريطانية الممتدة 125 عاما رسوخا ومتانة بفضل الرؤى التي يتقاسمها البلدان الصديقان حول القضايا الإقليمية والعالمية وحرص قيادتيهما على تعزيزها بما يسهم في تحقيق مصالحهما المشتركة.
وكدلالة على متانة هذه العلاقات الثنائية ورسوخها على كل المستويات تأتي الزيارة الرسمية التي بدأها صاحب السمو الملكي الأمير إدوارد دوق إدنبره والوفد المرافق إلى البلاد صباح اليوم الثلاثاء.
وشهدت العلاقات الكويتية - البريطانية في العقود الماضية تطورا مطردا أطرته الاتفاقيات الموقعة بينهما في كل المجالات بدأت بالاتفاقية الموقعة في يناير 1899 التي مثلت انطلاقة العلاقات الدبلوماسية الثنائية الرسمية ودونت عبر تلك السنوات سجلا زاخرا بمجالات متعددة للتعاون والشراكة الاستراتيجية.
وتستند العلاقات بين البلدين إلى أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك واستثمار الصلات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية التي تجمع بينهما في تعزيز أواصر تلك العلاقات وترسيخها.
واستمرارا لحرص البلدين على تعزيز تلك العلاقات فقد قررا في يناير الماضي اعتبار 2024 "عام الشراكة الكويتية ـ البريطانية" بموجب الاتفاقية الموقعة في 29 أغسطس 2023 على هامش زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى المملكة المتحدة حينما كان سموه وليا للعهد.
وصدر في ذلك الشهر من 2024 بيان مشترك عن وزارتي الخارجية الكويتية والبريطانية أكدتا فيه أن العلاقة الوثيقة والمتجذرة بين البلدين الصديقين نمت بشكل مطرد على مدار 125 عاما و"شهدت خلالها دعما وتعاونا مشتركا لمواجهة مجموعة من التحديات الإقليمية والعالمية وللدفاع عن قيمنا المشتركة وتعزيزها".
وذكر البيان أنه سيتم التركيز مستقبلا على التعاون بين البلدين في مجالات التجارة والاستثمار والدفاع والأمن السيبراني والتعليم والثقافة والتنمية الدولية وأن الحوار الاستراتيجي بينهما سيمثل فرصة لتعزيز التعاون في الملفات الدولية الرئيسية وللدفع قدما بالتعاون حول قضايا السياسة الخارجية الرئيسية التي تدعم أمن وازدهار البلدين والاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل واغتنام الفرص التي تظهر في عالمنا المتغير باستمرار.
وعززت الزيارات المتكررة بين قادة البلدين وكبار المسؤولين فيهما توسيع آفاق التعاون في شتى الميادين وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بينهما لاسيما في مجالات الدفاع والأمن والاقتصاد والاستثمار والثقافة والتعليم.
وشكلت زيارة سمو أمير البلاد حينما كان وليا للعهد إلى المملكة المتحدة في 24 أكتوبر العام 2023 تلبية لدعوة رسمية من ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية الملك تشارلز الثالث لبنة جديدة في العلاقات التاريخية الوطيدة والمتميزة بين البلدين الصديقين.
وتعد تلك الزيارة الرابعة التي قام بها سموه إلى المملكة المتحدة منذ توليه ولاية العهد إذ كانت الأولى في 18 سبتمبر 2022 ممثلا سمو أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح لتقديم واجب العزاء بوفاة ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية التقى سموه خلالها الملك تشارلز الثالث.
وجاءت زيارة سموه الثانية لبريطانيا في السادس من مايو عام 2023 ممثلا سمو أمير البلاد الراحل لحضور مراسم تتويج الملك تشارلز ملكا المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية أعقبتها زيارة أخرى في 28 أغسطس عام 2023 تلبية لدعوة رسمية من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حيث شمل سموه برعايته وحضوره احتفالية مكتب الاستثمار الكويتي في المملكة المتحدة بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيسه.
وشهدت العلاقات الثنائية استقرارا طوال العقود السبعة الأولى من انطلاقها وصولا إلى العام 1961 ليبدأ أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح خطوات مهمة باتجاه مرحلة جديدة أكثر عدالة وعمقا في العلاقات بين البلدين عندما خطا بالكويت الخطوات الأولى نحو الاستقلال.
وكانت أولى تلك الخطوات في 19 يونيو 1961 عندما أعلن الشيخ عبدالله السالم استقلال الكويت وإلغاء معاهدة 1899 مع بريطانيا فيما استمرت الحكومة البريطانية بمساعدة الكويت في الدفاع عن سلامة أراضيها من الاطماع الخارجية وأرسلت قواتها العسكرية الى الكويت حين كانت تتهددها الأطماع العراقية.
وحينما حدثت كارثة الغزو العراقي للكويت عام 1990 شكلت المملكة المتحدة الحليف الأول للولايات المتحدة الامريكية في موقفها الرافض للعدوان العراقي وفي تحركها العسكري نحو تحرير الكويت.
وتؤدي مجموعة التوجيه المشتركة الكويتية - البريطانية التي تشكلت العام 2012 وتعقد اجتماعات نصف سنوية دورا بناء ومهما في ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين وتحويل ما تم الاتفاق عليه الى واقع يحقق مصلحة البلدين.
وتتضمن أبرز المجالات التي تبحثها اجتماعات المجموعة التعاون الاقتصادي والتجاري والحفاظ على تدفق الاستثمارات المتبادلة والتعاون الثقافي وكذلك المجال التعليمي ولاسيما برامج الابتعاث للدراسة في المملكة المتحدة والتعاون الإنمائي الذي يبحث تبادل الخبرات في هذا المجال.
كما تتضمن بحث إمكانية التعاون في البرامج الإنمائية المتعلقة بتحول الطاقة والمناخ والبيئة والأمن الغذائي إلى جانب بحث التعاون في مجال الصحة الذي يتضمن القطاع الدوائي ورقمنة القطاع الصحي وبرامج تدريب الطواقم الطبية.
ويسعى البلدان من خلال الزيارات المتبادلة والاجتماعات الدورية إلى تدشين حوارات استراتيجية عديدة ووضع خريطة طريق لمستقبل اكثر اشراقا لعلاقاتهما استكمالا للمسيرة التاريخية من التعاون والعمل المشترك وترجمة للتطلعات الثنائية الطموحة وتحقيقا للرؤية المشتركة لقيادتيهما نحو آفاق أرحب تحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. (النهاية) ع ب د / أ ن د