بطولات كأس الخليج.. تاريخ حافل بالتنافس الرياضي وتعزيز روابط الشعوب الخليجية

آخر تحديث 2024-12-19 12:00:04 - المصدر: كونا

من يعقوب البشير وحماد المطيري (تقرير.إخباري) الكويت - 19 - 12 (كونا) -- من خلال فكرة من الأمير الراحل خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود ترجمها الاتحاد البحريني إلى واقع بزغ فجر بطولات كأس الخليج لكرة القدم التي تنطلق نسختها ال26 في الكويت اعتبارا من السبت المقبل وتستمر حتى الثالث من يناير 2025.
وتجاوزت البطولة التي انطلقت نسختها الأولى عام 1970 في مملكة البحرين كونها مجرد منافسة رياضية لتتحول إلى منصة جامعة للشعوب الخليجية وتساهم على أمد عقود في تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين دول المنطقة إضافة إلى تعزيز التنافس الشريف في المجال الرياضي.
وجاءت موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على إقامة البطولة بعدما عرض وفد الاتحاد البحريني برئاسة الشيخ محمد بن خليفة الفكرة على الرئيس الأسبق للاتحاد الإنجليزي ستانلي راوس أثناء أولمبياد مدينة مكسيكو عام 1968.
وأعقب ذلك توجيه المنامة دعوة إلى السعودية والكويت لعقد اجتماع في مقر بلدية البحرين لبحث مسودة نظام البطولة عرضت على ممثلي الدول المشاركة وجرت الموافقة عليها بالإجماع والاتفاق على استضافة البحرين للنسخة الأولى في عام 1970.
وأدخل ممثلو المنتخبات بعض التعديلات على فقرات النظام العام للبطولة وذلك خلال اجتماع عقد على هامش النسخة الأولى من بطولة كأس الخليج حيث تقررت إقامتها كل سنتين واختيرت المملكة العربية السعودية لاستضافة نسختها الثانية.
ويقضي نظام البطولة بأن المنتخب الفائز بالكأس ثلاث مرات يحتفظ بها إلى الأبد على أن تتنافس المنتخبات بعد ذلك على كأس جديدة على غرار النظام المعمول به في كأس العالم.
وشهدت مسيرة البطولة التي تدخل النصف الثاني من عقدها الخامس ستة أشكال للكأس التي تقدم للبطل المتوج باللقب حيث ظهرت الكأس الأولى التي تم تصميمها في البحرين ونفذت في لبنان من الذهب الأبيض وكانت عبارة عن غصنين من الزيتون وشكل سداسي الأضلاع يرمز إلى الدول الخليجية.
وفي النسخة الرابعة للبطولة جرى تقديم كأس جديدة من الذهب الخالص بتصميم قطري في أعقاب احتفاظ منتخب الكويت بالكأس الأولى طبقا لنظام البطولة الذي يقضي باحتفاظ الفريق الفائز ثلاث مرات متتالية بالكأس للأبد.
ومع النسخة التاسعة في عام 1988 قدمت البطولة شكلا جديدا للكأس بعد احتفاظ منتخب الكويت بالكأس الثانية حيث استوحيت الكأس الجديدة من جذع شجرة وخريطة لدول الخليج وتمت صناعتها في فرنسا.
ثم عادت قطر لتقدم التصميم الرابع للكأس في تاريخ البطولة قبيل النسخة الحادية عشرة التي استضافتها الدوحة عام 1992 الذي استند في فكرة تصميمه إلى "المبخر" أعلاه كرة وعلى جانبيه صقر الشاهين الذي يرمز إلى اللاعب المهاري.
وقدمت السعودية التصميم الخامس للكأس خلال الدورة التي أقيمت عام 2002 على أرضها حيث كان التصميم مستوحى من مبخر يحمل كرة قدم أعلاه وملون بألوان المنتخبات الخليجية.
وكان التصميم السادس لدرع البطولة من نصيب قطر وهو التصميم الثالث الذي تقدمه في تاريخ البطولة والذي لا يزال باقيا منذ ظهوره للعلن في بطولة عام 2004 وهو عبارة عن مبخر تعلوه لآلئ حولها (الغترة والشماغ) الخليجيين حيث صمم من الذهب الخالص وتم التنفيذ في إيطاليا.
وخلال البطولات ال25 الماضية خاضت المنتخبات الخليجية 388 مباراة شهدت تسجيل 969 هدفا فيما تعد النسخة الرابعة من البطولة التي أقيمت عام 1976 في الدوحة البطولة الأكثر أهدافا برصيد 84 هدفا مقابل 19 هدفا في نسختها الأولى الأقل أهدافا.
وشهدت النسخة الرابعة للبطولة أكبر نتائج مبارياتها منذ عام 1970 حيث تمكن منتخب الكويت من الفوز على المنتخب العماني بثمانية أهداف نظيفة.
ولا يزال منتخب الكويت يحتفظ برصيد من الأرقام القياسية في تاريخ البطولة حيث يعد الأكثر تتويجا برصيد عشرة ألقاب والمنتخب الوحيد الذي فاز بأربعة ألقاب متتالية فيما احتفظ بالكأس الخليجية للأبد مرتين كانت الأولى عقب النسخة الثالثة التي أقيمت في الكويت عام 1974 والمرة الثانية عقب التتويج السادس للمنتخب الكويتي في نسخة عام 1986.
كما يعد اللاعب الكويتي جاسم يعقوب هو الهداف التاريخي للبطولة بواقع 18 هدفا سجلها في ثلاث دورات شهدتها البطولة كان آخرها عام 1976.
وخاض منتخب الكويت على مدار سنوات البطولة العدد الأكبر من المباريات بواقع 115 مباراة متفوقا على المنتخبين القطري والإماراتي اللذين خاضا 114 مباراة.
كما يتصدر (الأزرق) المنتخبات الأكثر أهدافا بواقع 200 هدف في البطولة مقابل 34 هدفا للمنتخب السعودي أقرب منافسيه في الرصيد التهديفي.
وتوج المنتخب العراقي بطلا لكأس الخليج 4 مرات في الأعوام 1979 و1984 و1988 و2023 فيما حقق المنتخب السعودي لقب كأس الخليج ثلاث مرات خلال الأعوام 1994 و2002 و2003.
أما منتخب قطر فحقق اللقب ثلاث مرات الأولى في (خليجي 11) عام 1992 والثانية في (خليجي 17) عام 2004 قبل أن يحصد لقبه الثالث في (خليجي 22).
وحقق المنتخب الإماراتي اللقب مرتين في عام2007 خلال البطولة التي أقيمت على أرضه فيما حصد لقبه الثاني العام 2013 بالبحرين.
وحصل منتخب عمان على لقب كأس الخليج مرتين الأولى في عام 2009 في البطولة التي أقيمت في سلطنة عمان وتوج باللقب لأول مرة في تاريخه والثانية في 2017 بالكويت.
كما حقق منتخب البحرين أول لقب له في كأس الخليج عام 2019 بعد فوزه في المباراة النهائية على منتخب السعودية بهدف نظيف فيما شارك منتخب اليمن لأول مرة في نسخة عام 2003 واستمر في المشاركة منذ ذلك الحين ولم يحقق اللقب.
ولطالما لعبت الجماهير الخليجية دورا محوريا في التأكيد على أن الرياضة وسيلة لتعزيز الأخوة بين الشعوب إذ لم تقتصر مشاركتهم على التشجيع فقط بل كشفت عن أنهم سفراء للمحبة والتضامن عبر رفعهم لافتات تحمل رسائل السلام والمحبة بين الدول المشاركة.
وفي كأس الخليج ال23 في العام 2017 وبعد تعرضها للإيقاف الدولي لكرة القدم استضافت الكويت تلك النسخة بعد رفع الإيقاف بفضل الجهود الخليجية حيث توافدت الجماهير الخليجية ليس فقط للتشجيع بل للتعبير عن فرحتها بعودة النشاط الرياضي الكويتي مما عزز أجواء الأخوة والتضامن في وجه كل التحديات.
كما تعد النسخة الـ24 من البطولة التي استضافتها قطر مثالا حيا على دورها في تجاوز المنعطفات لتؤكد البطولة عمق الروابط بين الشعوب الخليجية حيث امتلأت المدرجات بجماهير متحمسة من جميع أنحاء الخليج.
وكانت استضافة العراق للنسخة الخامسة والعشرين من البطولة مثالا على تضامن خليجي واسع النطاق فقد شهدت حضورا جماهيريا خليجيا كثيفا ما عكس دعما إقليميا قويا واحتفالا بوحدة الشعوب الخليجية في أجواء مفعمة بالأخوة والمحبة.
وفي تجسيد حقيقي لرمزية التعاون مع الدول المضيفة وتمثيل رائع للتضامن الخليجي تتعاون كل دول المنظومة الخليجية مع الدولة المضيفة سواء عبر رفع التحديات اللوجستية أو تقديم المساندة المعنوية في إثبات واضح لروح التعاون والإيمان بالمصير المشترك بين شعوب الخليج ما يجعل البطولة رمزا للالتقاء الثقافي والتضامن الأخوي.
ومنذ الانطلاقة التاريخية للبطولة وخصوصيتها الفريدة في العمق الخليجي لا تزال تشكل رافدا أساسيا في بناء الوعي المشترك وتعزيز الروابط بين أجيال المنطقة إضافة إلى ترسيخ الهوية الخليجية. (النهاية) ي ع ب / ح م د