بغداد - واع
قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء اليوم الثلاثاء، أن الحكومة سخرت كل الجهود للحفاظ على استقرار المسيحيين في البلاد، فيما أكد الالتزام ببناء عراق موحد ومستقر.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقته وكالة الانباء العراقية (واع)، أن " رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، شارك مساء اليوم الثلاثاء، أبناء شعبنا من المسيحيين قداسَ ليلة الميلاد المجيد، الذي أقيم في كاتدرائية مار يوسف بمنطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد".
وبارك السوداني، "في كلمة بالمناسبة، لكل المسيحيين في العراق والعالم أعياد الميلاد المجيد، داعياً الله عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على العراقيين جميعاً، بالأمن والسلام والازدهار"، مؤكداً "اعتزازه بمشاركة إخوتنا المسيحيين الاحتفال بهذه المناسبة التاريخية العظيمة، التي تمثل فرصة للبشرية لكي تراجع نفسها، وتنظر بما تحقق من تعاليم السيد المسيح عليه السلام، وأن تقتبس منها ما يحقق صفاء القلوب والعقول."
وبين أنّ "العراق يعد مركزاً تاريخياً للمسيحية في الشرق الأوسط، والمسيحيون أسهموا عبر التاريخ في بناء حضارات بلاد الرافدين، وأنهم كانوا دائماً يعملون على بناء بلدهم بكل إخلاص وتفانٍ.
وقال رئيس مجلس الوزراء في كلمته: ان "ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)، مناسبة للتأكيد على العراق المتنوّع الموحّد، ونتمسك بهذا التنوّع الذي يمثل مصدر قوة لكل العراقيين"، مبينا "عاشت كل المكونات والأطياف في العراق على مدى آلاف السنوات، ومرّت علينا عشرات الحضارات والأديان، وكان الجميع دائماً في حال من التآخي والمحبّة والتعاون".
وأضاف: "دائماً نشير إلى تنوع شعبنا بوصفه ميزة تجعل العراقيين أكثر انفتاحاً وقبولاً للآخر"، لافتا إلى أن "الحكومة سخّرت كل إمكانياتها من أجل حفظ استقرار المسيحيين في العراق، وتقديم التسهيلات لعودة من كان منهم في الخارج ليسهموا في بناء بلدهم."
وبين أنه "قبل أيام احتفلنا بيوم النصر الكبير على داعش، الذي تحقق بتضحيات شعبنا من كل المكوّنات"، مؤكدا انه "في النصر على داعش، انتصرت المبادئ السامية للرسالات السماوية، سواء كانت المسيحية أو الإسلامية".
ولفت إلى أن" الجميع مدعو إلى خلق هويّة عراقية عابرة للأطياف والأديان، وهي الضمانة لبناء دولة المواطنة"، موضحا أنه " مررنا بفترة صعبة بعد العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا في غزّة ولبنان، حيث جرى استهداف المُسلمين والمسيحيين، أمام عجز المجتمع الدولي في الإيفاء بواجباته والتزاماته".
وأشار إلى أن " العراق بيّن بوضوح موقفه إزاء هذه الجرائم، مع الحفاظ على المصالح العليا للبلد، وعدم زجّ العراق في ساحة الصراع والحروب"، مضيفا: "نطمئن الجميع أنّ الحكومة، ومعها كل القوى السياسية والمرجعيات الدينية، ومن خلفهم كل أبناء شعبنا، هم في حالة تماسك، ومتوحدون، للمحافظة على مصلحة العراق".
وتابع، أن "وقفة شعبنا المشرفة في مختلف المحطّات، وخلال عامين من عمل حكومتنا، كانت الأساس في نجاح برنامجنا على مستوى الإصلاحات الاقتصادية"، مؤكداً: "ملتزمون بمسار التنمية والإصلاح الذي يراعي مصالح الجميع، ويعزز العراق القوي المستقر".