بغداد اليوم - النجف
عزا خطيب وإمام جمعة مسجد الكوفة الشيخ محمد الوحيلي، اليوم الجمعة (27 كانون الأول 2024)، سبب تضاعف قوة الفاسدين والمنحرفين إلى عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقال الوحيلي في خطبة صلاة الجمعة المركزية بالنجف، وتابعتها "بغداد اليوم"، "اعتبر الإسلام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الواجبات الأساسية في حياة الأمة، وترك هذا الواجب تشجيع لأهل المنكر، وسبب لانتشار الفساد والأفكار المنحرفة، فعندما يرتكب الناس المنكرات ولا يعترض عليهم أحد، ولا يرتفع صوت ضد ذلك، فمن الطبيعي أن يقوى خط الانحراف والظلم، ويضعف خط المستضعفين من الناس".
وأضاف:" فعندما يسود الظلم وينحرف الناس، ولا يأمرهم أحد بالمعروف ولا ينهاهم عن المنكر، تتضاعف قوة الفاسدين والمنحرفين، ومن هنا استشعر المرجع الديني الأعلم الناطق الشهيد السعيد السيد محمد الصدر هذا الواقع الفاسد في زمن الطاغية الهدام، ولم يتصدى أحد لأسباب عديدة معروفة لدى الجميع".
وتابع خطيب الكوفة: "لقد وقف شهيدنا الصدر كما وقف أجداده المعصومون (عليهم السلام)، لا تأخذه في دين الله لومة لائم، داعيا إلى تصحيح المسار المنحرف بكل صلابة وشجاعة وقوة، إنضم إليه -بسبب دعوته الصادقة- الشباب المؤمن، الذين إنخرطوا في خطه الشريف، خط أهل البيت (عليهم السلام)".
وأوضح أن "الشهيد الصدر (قدس سره) اتخذ من صلاة الجمعة المباركة -المقامة في مدن العراق- منبرا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى أقامها بنفسه في هذا المسجد المعظم، ومن هذا المنبر الشريف، مرتديا الكفن، في إشارة واضحة لطلب الشهادة في سبيل دين الله، والإصلاح قبل تفاقم الوضع الفاسد".
وواصل: "ونظر لما تحمله خطبة الجمعة من قوة تأثيرية في المجتمع، حيث تعد من أهم وسائل الاتصال الجماهيري، فهي تختص بمزايا لا تتوافر في منبر إعلامي آخر، كونها تمثل شعيرة من شعائر الإسلام، وتتم في جو إيماني مؤثر".
وأشار الوحيلي إلى أن "الطاغية الهدام قد سعى لإفشال تلك المرجعية الثائرة، من خلال محاولة إظهار السيد الصدر (قدس سره) للناس على أنه مرجع السلطة، لإبعاد الجماهير عنه من البداية، لكن شجاعة الشهيد الصدر وحكمته وصبره أسقطت كل محاولات الطاغية".