أزمة الرواتب والوضع الاقتصادي.. أبرز أمنيات أهالي السليمانية للعام الجديد (صور)

آخر تحديث 2024-12-28 12:30:07 - المصدر: شفق نيوز

شفق نيوز/ وسط الاستعدادات والاحتفالات لاستقبال العام الجديد، بعد أن أوشك عام 2024 على النهاية، باتت أمنيات وتطلعات المواطنين، هي السمة الأبرز هذه الأيام، ولاسيما في محافظة السليمانية، إذ تقدمت أمنية حل أزمة الرواتب والوضع الاقتصادي، على الأخريات، مثل تحقيق الاستقرار وتشكيل حكومة إقليم كوردستان. 

ورغم أن السليمانية تُعرف بكونها إحدى أكثر المدن هدوءًا نسبيًا في العراق، إلا أن القلق بشأن الأمن العام يبقى حاضرًا، إذ يقول أحمد جلال، صاحب محل تجاري في السليمانية، لمراسل شفق نيوز: "نحن نعيش في منطقة أكثر أمانًا من غيرها، لكن غياب الاستقرار السياسي والاقتصادي يجعلنا نشعر بأن هذا الأمان قد لا يدوم".

وامتدادا لقضية الأمن، فإن الناشط المدني هاوري كارزان، شمل في تصريحه شفق نيوز: المنطقة بقوله "نأمل أن تتعزز جهود الحكومة في الأمن خلال العام الجديد، ليس فقط في كردستان بل في جميع أنحاء العراق، كما نتمنى أن يتحقق الاستقرار في سوريا، حيث يعاني إخوتنا الكرد هناك من صراعات متكررة حرمتهم من حقوقهم". 

لقمة العيش

ومنذ سنوات، يتأخر صرف رواتب موظفي الإقليم، حتى أصبح هذا الملف يؤرق المواطنين في الإقليم، وتشير الإحصاءات إلى أن 30% من الموظفين الحكوميين اضطروا للاستدانة خلال الأشهر الأخيرة لتغطية احتياجاتهم الأساسية.

سامان شيرزاد، وهو معلم في مدرسة حكومية في السليمانية، يقول لمراسل شفق نيوز، "الوضع أصبح لا يُطاق، ننتظر شهورًا للحصول على رواتبنا، وعندما نحصل عليها، تكون مقتطعة أو غير كافية، نحن الان في نهاية عام 2024 ولم نتسلم سوى عشرة رواتب ولم يكن أحدها في وقته المحدد".

وكانت وزارة المالية في إقليم كردستان، أعلنت في بيان رسمي مؤخرًا أن، الحكومة تواجه تحديات مالية بسبب قلة الإيرادات وسياسات بغداد المالية، لكنها تعمل على توفير حلول مستدامة بالتعاون مع بغداد. 

الأزمة المالية الحالية ليست جديدة على الإقليم، لكنها تفاقمت مؤخرا، وأدت لزيادة في أسعار المنتجات مع غياب الدخل أو تطويره، وبحسب زينب محمد، ربة منزل، فإن "الأسعار في السوق ترتفع باستمرار، بينما الدخل ثابت حتى الأشياء الأساسية أصبحت عبئًا على العائلات".

وحول هذا الأمر، يوضح الباحث الاقتصادي فريد محمد، لوكالة شفق نيوز، أن "الأزمة المالية تتطلب حلولًا شاملة، مثل تنويع مصادر الدخل وتشجيع الاستثمار المحلي، وكوردستان بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية جذرية، خصوصا وأن بغداد بدأت تسيطر على مصادر اقتصاده، لهذا أجد أن تحسين الوضع الاقتصادي الآن يقع على عاتق بغداد بدرجة كبيرة".

من جانبه، يروي عدنان مصطفى، وهو عامل بناء، "كنت أعمل يوميًا، لكن الآن العمل نادر بسبب الركود الاقتصادي، أصبحت أبحث عن أي فرصة عمل لأطعم أطفالي". 

أما روان كمال، خريجة جامعية عاطلة عن العمل، فتقول: "حلمت كثيرًا بمستقبل مشرق بعد التخرج، لكن الواقع أصعب مما توقعت، كل الأبواب مغلقة، والهجرة أصبحت خيارًا وحيدًا أمامنا". 

حكومة تمثل الجميع

وكان لتشكيل حكومة إقليم كوردستان، حصة من تطلعات أهالي السليمانية، بل اعتبرت أولوية لضمان حقوق الجميع، إذ يقول رياض محمود، وهو مراقب للشأن السياسي بالسليمانية، لوكالة شفق نيوز، إن "تأخير تشكيل حكومة وطنية تمثل كافة الأطراف السياسية هو السبب الرئيس للأزمات المتكررة خلال الفترة الأخيرة".

ويضيف "نحن بحاجة إلى إدارة تحترم التعددية وتحافظ على التوازن بين جميع المحافظات". 

فيما تذهب، هدى رسول، وهي معلمة في السليمانية، في تصريحها، إلى أن "الحكومة الوطنية يجب أن تعمل على تحسين العلاقة بين أربيل وبغداد، بما يضمن استقرار الإقليم وحقوق شعبه، كما نأمل أن تكون هناك جهود لدعم الكرد في سوريا ومنحهم حقوقهم بعيدًا عن الصراعات".

ليدخل أهالي السليمانية عام 2025 بأحلام كبيرة وآمال في تحقيق الأمن والاستقرار وإنهاء المعاناة اليومية، وهذا مرتبط بالقرار السياسي والخطط الاقتصادية المدروسة، ليصبح العام الجديد بداية جديدة لهم ولعائلاتهم، وليس مجرد عام آخر من المعاناة.