الرسم على وجوه الأطفال.. فرحة تصنعها شابات بغداديات "حالمات" (صور)

آخر تحديث 2025-01-06 15:20:08 - المصدر: شفق نيوز

شفق نيوز/ لم تعدمراكز التسوق "المولات" والمنتزهات في العاصمة العراقية بغداد، تقتصرعلى الترفيه عبر الألعاب المتوفرة فيها، بل أصبح لوجوه الأطفال حصة كبيرة، إذيتجهون سريعا لزاوية الرسم، بهدف تحويل وجوههم الصغيرة إلى لوحات، سواء قطط أوشخصيات كارتونية شهيرة، وغالبا ما يتركون الرسمة لفترة طويلة، ويرفضون إزالتها عندعودتهم للمنزل.

وأخذ الرسم علىالوجوه، حيزا كبيرا، حيث يصطف الأطفال أمام رسامات شابات، كن ذات يوم يحلمن بأنيصبحن فنانات أو يحصلن على وظيفة حكومية، إلا أنهن وجدن نفسهن أمام وجوه بريئة، هيالقطعة الأساس لإظهار مواهبهن.

ويعد الرسم على الوجوهأحد أشكال الفن التعبيري القديم، ويستخدمفيه الطلاء أو مستحضرات التجميل لتزيين الوجه بأنماط وصور مختلفة، حتى أصبحالرسم على وجوه الأطفال، وخاصة في المهرجانات والاحتفالات من الأنشطة المعتادة،ويسمح بعض الآباء والمعلمين للأطفال بالرسم على وجوههم بغية الإحساس بسحر الفن.

ودفع الإقبال على هذهالرسوم، بالعديد من الرسامين والرسامات لاصطحاب فرشاتهم وأصباغهم للعمل في النواديوالمولات والمنتزهات، ومنهم من قضى وطراً طويلاً بمزاولة هذا العمل، خاصة منالشباب الذين لم يجدوا فرص العمل بمؤسسات الدولة.

مها حسين 22 عاما، وهيخريجة معهد الفنون الجميلة في بغداد، ولم تحصل على وظيفة حكومية، قالت لوكالة شفقنيوز: "كنت في البدء أراقب عمل الرسومات على وجوه الأطفال، وجربت الرسم علىوجوه أبناء أختي وكانوا سعداء بذلك".

وأضافت حسين،"بعد ذلك شاركت في احتفالات تطوعية خاصة بالأيتام، وشعرت بفرح الأطفال وهميشاهدون الرسم على وجوههم، ما شجعني على فتح محل متنقل وتسجيل حساب على مواقعالتواصل الاجتماعي، لتقديم خدمات الرسم في الحفلات الجماعية أو حفلات تخرجالأطفال".

وتتخذ هذه الرسامة،منذ 4 أعوام مكانا لها في متنزه الزوراء الشهير في بغداد، لممارسة عملها، الذييزداد الإقبال عليه خلال السفرات المدرسية أو أيام العطل الرسمية.

ويشعر الأطفال غالبًابالإثارة بشأن مظهرهم الجديد بعد الرسم على وجوههم، إذ يمكن للأطفال التحول إلىشخصياتهم المفضلة كالأبطال الخارقين أو الحيوانات وشخصيات الرسوم المتحركة، وفقالرسامة حسين، حيث تؤكد "هذا الأمر يعزز ثقتهم بنفسهم عندما يرون الآخرينيشيدون بهم خلال الأنشطة الجماعية".

"نستخدمفي الرسم على وجوه الأطفال الواناً مائية واصباغاً مختلفة"، هكذا تبدأالرسامة حنين مجيد، حديثها لوكالة شفق نيوز، وهي تعمل في إحدى مولات العاصمة.

ووفقا للرسامة مجيد،التي تضع أمامها لوحات بأحجام مختلفة ودونت أسفلها سعر كل لوحة، أن "الطفليقف أمام اللوحة ويختار الشكل الذي يرغب برسمه على وجهه، ومن ثم أقوم بتنفيذه بدقةعالية حتى تظهر الرسمة على وجه الطفل بشكل أوضح".

وتستغرق الرسمةالواحدة من 3 إلى 4 دقائق، بحسب مجيد، وتؤكد "أشعر بسعادة بالغة حين أرىالطفل ينظر في المرآة ليرى وجهه بعد الرسم، وتعلو قسماته علامات الرضاوالامتنان".

وحول طموحها، فإنالرسامة تقول "كان طموحي ينصب على رسم لوحات فنية وإقامة معارض شخصية، إلا أنأعباء الحياة اختصرت موهبتي في الرسم على وجوه الأطفال".

ولعل خبرة بعضالرسامات بهذه المهنة، تتيح لهن معرفة نوازع الأطفال من خلال الأشكال التي يرغبونبها، إذ تكشف الرسوم ميول الأطفال العاطفية أو الرياضية وفق الرسامة، فاطمة علي.

إذ توضح علي أنه"من الجميل رؤية الطفل يعبر عن نفسه".