الأنبار تؤهل متحفها الحضاري وافتتاحه مرهون بـ"نقل الآثار"

آخر تحديث 2025-01-07 12:55:08 - المصدر: شفق نيوز

شفق نيوز/ بعد سنوات من الترميم والتجهيز، باتمتحف الأنبار الحضاري جاهزاً لاستقبال زواره، في خطوة تهدف لإحياء التراث الثقافيوالحضاري للمحافظة.

ومع اكتمال كافة الترتيبات اللوجستية والتقنية،بما في ذلك تجهيز المبنى بمنظومات حديثة للحماية والمراقبة والتبريد، وتجهيز أكثرمن 500 قطعة أثرية للنقل من المتحف الوطني إلى الأنبار، يبقى افتتاح المتحف معلقاًبسبب تأخر الموافقات الرسمية المتعلقة بنقل القطع الأثرية.

وقال مدير مفتشية آثار الأنبار، عمار عليحمادي، لوكالة شفق نيوز، إن "متحف الأنبار الحضاري تعرض للتدمير والتخريبإبان الهجمة الإرهابية التي نفذتها عصابات داعش عام 2014، حيث طال المتحف دمارتجاوزت نسبته 50% نتيجة العمليات العسكرية في المحافظة".

وأوضح حمادي أن "الهيئة العامة للآثار،عبر مفتشية آثار الأنبار، بادرت بعد تحرير المحافظة إلى تنظيف المتحف وإزالةالركام، وفي عام 2021، تمت مفاتحة حكومة الأنبار المحلية بشأن ترميم المتحف، وتمتالموافقة على المشروع على مراحل".

وأضاف، أن "المرحلة الأولى من الترميم جرتعام 2020، واستكملت المرحلة الثانية عام 2022، وتضمنت أعمال إصلاح البناء،بالإضافة إلى تحديث منظومات البنى التحتية من تمديدات صحية وكهربائية، فضلاً عنتجهيز المتحف بمنظومات حديثة مثل كاميرات المراقبة، منظومات إطفاء الحرائق،ومنظومات التبريد والتدفئة المركزية، ليكون البناء جاهزاً لاستقبال القطعالأثرية".

وأشار حمادي إلى أن "المتحف يحتوي علىأكثر من 500 قطعة أثرية تخص محافظة الأنبار، بالإضافة إلى قطع تمثل أدواراً حضاريةمشتركة مع محافظات أخرى".

وتابع "تم استحصال الموافقات الرسمية منقبل وزارة الثقافة، ممثلة بوزير الثقافة، لإعادة هذه القطع الأثرية من المتحفالوطني إلى متحف الأنبار الحضاري".

وأكد أنه "في نهاية عام 2024، اكتملتالإجراءات اللوجستية اللازمة لتجهيز القطع للنقل، حيث تم وضعها في أكثر من 20صندوقاً حديدياً تمهيداً لنقلها"، مبيناً أن "جميع الترتيبات النهائيةجاهزة، بما في ذلك تأمين المتحف، وتجهيزه بكافة المستلزمات التقنيةوالإدارية".

وحول التحديات التي تواجه افتتاح المتحف، أوضححمادي أن "التحدي الأبرز هو استحصال الموافقات النهائية المتعلقة بنقل القطعالأثرية".

وأردف، أن "محافظة الأنبار أبدت استعدادهاالكامل للمشاركة في تأمين المتحف والمساهمة الفاعلة في تنظيم عملية الافتتاح،بالتعاون مع مديرية تربية الأنبار وجامعة الأنبار".

ولفت مدير مفتشية آثار الأنبار، إلى أنه"نحن الآن بانتظار الموافقات الرسمية لإطلاق المتحف كصرح ثقافي في المحافظة،ليكون وجهة للزوار وطلبة الجامعات والمدارس، يعرّف الأجيال على تاريخ وهويةالأنبار الحضارية".

والمتحف، الذي تعرض للتدمير خلال سيطرة تنظيمداعش عام 2014 على المحافظة، يُعد صرحاً ثقافياً مهماً يبرز الهوية التاريخيةللأنبار، ويمثل محطة هامة للباحثين والزوار وطلبة المدارس والجامعات.

ويعد متحف آثار الأنبار في الرمادي من أهمالمتاحف التاريخية في العراق، ويحتوي مئات القطع الأثرية التي تعود حقبتها لآلافالسنين وأكثرها تعود إلى مدينة إيتا التاريخية القريبة من مدينة هيت حاليًا التييرجع تاريخها إلى سبعة آلاف عام وقطع أخرى تعود لحقب زمنية قديمة من تاريخ الأنباروالعراق عموما، نهبها داعش لتمويل عناصره بالمال والسلاح.

كان المتحف يضم إلى جانب القطع الأثرية الكثيرمن المخطوطات النفيسة واللوحات الفنية وأواني الفخار والفضة والذهب ومشاهد آثاريةلدولة بني العباس التي كانت عاصمتها محافظة الأنبار.

من جانبه، أكد المؤرخ سعد الآلوسي على"أهمية متحف الأنبار الحضاري كصرح ثقافي يعكس تاريخ محافظة الأنبار وهويتهاالحضارية".

وقال الآلوسي لوكالة شفق نيوز، إن "متحفالأنبار الحضاري ليس مجرد مكان لعرض القطع الأثرية، بل هو ذاكرة تاريخية تسجل تطورالحضارات التي مرت على هذه المنطقة، من العصور القديمة وحتى الفتراتالإسلامية".

وأشار إلى أن "محافظة الأنبار تزخر بمواقعأثرية وتراثية تعود إلى آلاف السنين، بدءاً من العصور السومرية والبابلية، وصولاًإلى العصر الإسلامي"، مضيفاً أن "هذه القطع الأثرية الموجودة في المتحفتمثل شاهداً حياً على الإسهامات الحضارية للأنبار، سواء من خلال عمارتها، تجارتها،أو دورها الثقافي".

وأوضح الآلوسي أن "افتتاح المتحف سيعزز منوعي الأجيال الجديدة بأهمية الحفاظ على التراث الوطني"، مبينا أن"المتحف سيصبح مركزاً تعليمياً لطلبة المدارس والجامعات، ومقصداً للباحثينوالزوار الراغبين في التعرف على تاريخ الأنبار، ما يساهم في تعزيز ارتباطهمبهويتهم الثقافية".

ودعا الآلوسي إلى "دعم جهود افتتاح المتحفوتوفير الحماية اللازمة له، كما أن الحفاظ على المتحف هو واجب وطني يُسهم في إبرازالوجه الثقافي والحضاري للمحافظة أمام العالم".