براغماتية الكرد وتعامل بغداد مع المتغيرات

آخر تحديث 2025-01-08 18:46:54 - المصدر: ابو فراس الحمداني

ابو فراس الحمداني

مسرور بارزاني يجتمع مع أردوغان رغم إعلان الأخير عن نيته شن هجوم على أكراد سوريا، وذلك في وقت كان فيه زعيما الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني رفاق درب وحلفاء استراتيجيين لتحقيق حلم كردستان الكبرى ،وعقب قيام إيران بقصف أربيل بالصواريخ، سارع نيجيرفان بارزاني إلى زيارة طهران، متناسيًا الضربة متطلعا للمستقبل ومؤكدًا على “عمق العلاقات” التي تجمع إقليم كردستان بالجمهورية الإسلامية.

وما إن أخفق الإقليم في الاستفتاء على الاستقلال حتى تنحى مسعود بارزاني عن قيادة الإقليم، مسلّمًا زمام الأمور لابن أخيه نيجرڤان ليعود إلى بغداد كزعيم سياسي يسعى لبناء تحالفات حزبية، بدلًا من كونه رئيس إقليم يطمح للانفصال.

ورغم أن إقليم كردستان يعاني حصارًا جغرافيًا وسياسيًا من الدول المحيطة به: إيران، تركيا، وسوريا، التي تعارض جميعها تطلعاته، وافتقاره لأي منفذ بحري أو حدود مستقلة مع العالم ، إلا أنه استطاع بناء نفسه وتحقيق الاستقرار والتنمية.

طرحتُ هذه النقاط بعجالة لتوضيح براغماتية الكرد وقدرتهم على تجاوز التحديات.

كم أتمنى من قادة الشيعة في بغداد أن يتبنوا شيئًا من البراغماتية الكردية، خاصة في تعاملهم مع المتغيرات الإقليمية والدولية التي تحيط بالعراق حاليًا ويبتعدوا قليلا عن الشعارات الزائفة ويكونوا واقعيين ويتعاطوا بمسؤولية مع التحديات .