القصة الحقيقية لغزوة الشرع السورية

آخر تحديث 2025-01-10 02:00:06 - المصدر: اندبندنت عربية

رجل يلتقط صورة مع مقاتلين وقوات أمن موالية للحكومة السورية الموقتة فوق دبابة في حي الزهراء بمدينة حمص، 4 يناير 2025 (أ ف ب)

باختصار ومن دون "لفة أو دوار"، انتهى دور بشار الأسد، فقالوا له أخرج وغادر البلاد، وأتوا بأبي محمد الجولاني الذي أصبح أحمد الشرع لاحقاً ليحل محله.

ومن قبله صدام حسين، أتت به الاستخبارات المركزية الأميركية وعندما أدى دوره بتدمير الأمة والعراق، أسقطوه. كانت الـ"سي آي أي" جندته في القاهرة وتدفع له مرتباً يتسلمه من السفارة الأميركية هناك.

كذلك كان مصير الشاه، كان "عميلاً" ثم أتوا "بعميل" آخر هو الخميني وحملوه على طائرة فرنسية نقلته من باريس حيث كان يقيم ويحتمي، وحطت به في طهران حيث لا يزال يحكم فكره وحزبه منذ أكثر من نصف قرن تقريباً.

ما هي مصلحة فرنسا بتسيير طائرة جامبو عملاقة من باريس إلى طهران لتحمل الخميني وأعوانه؟. ومعروف أن الاستخبارات البريطانية والأميركية كانت قد أعادت الشاه إلى الحكم بعد انقلاب على رئيس الوزراء المنتخب محمد مصدق عام 1953.

كان انقلاب القذافي مدبراً على الملك السنوسي عام 1969، فقد كان القذافي "عميلاً" للاستخبارات البريطانية التي جندته أثناء وجوده في بريطانيا كطالب جندي متدرب.

 بل إن عبدالناصر نفسه كان عميلاً للاستخبارات وجندته وليدبر الانقلاب على الملك فاروق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 ولا أستبعد أبداً أن يحيى السنوار جنده "الموساد" الإسرائيلي أثناء وجوده في سجون الاحتلال، وتآمر معه كي يقوم بعملية "طوفان الأقصى" لكي تقضي على غزة وأهلها وطردهم من القطاع وإعادة احتلاله، وإلا فكيف تشرح لي كيفية قيامه بعملية في وضح النهار بهذا الحجم من دون أن يكتشفه الـ"شين بيت" أو "الموساد" أو حتى الاستخبارات الأميركية.

وبالعودة للجولاني-الشرع، فسينتهي دوره قريباً، سيتم اغتياله كي تشيع الفوضى في سوريا، ويستقوي الإرهاب و"داعش" وتستعر حرب بين العراق وسوريا تغذيها إيران وإسرائيل، وستعود المنطقة لحروب "داحس والغبراء" على أسس طائفية وهكذا.

أغبط صديقي الذي يحلل الأمور ويفهمها بالبساطة المبسطة أعلاه. بل أحسده على سهولة ووضوح الأمور لديه، فكل شيء له تفسير وتحليل جاهز، لا يرى إلا بعين واحدة، كل ما يجري حولنا من أحداث ووقائع تقع ضمن التفسير المؤامراتي. كل شيء مؤامرة، وكل من لا يعجبه عميل أتت به جهات مجهولة. لا يسميها أحياناً، وينسبها لأشباح غير معروفة في غالب الأحيان.

اختزل صديقي كل تضحيات الشعب السوري ومآسيه طوال 14 عاماً من الثورة والموت والتشرد والتهجير والسجون والتعذيب والبراميل المتفجرة بمؤامرة وأدوار وزعت وانتهى دور ممثليها خلال أسابيع قليلة.

أخبار وقراءات ومحاضرات وندوات وجلسات نقاش وجلسات "عصف ذهني"، ومؤسسات دراسات و"دبابات فكرية"THINK TANKS  تحاول فهم ما يجري حولنا، وهي أحداث متسارعة وعاجلة وغامضة ومحيّرة، ويفشل أكثر الناس متابعة وقدرة على التحليل على فهمها، لكنها سلسة وسهلة وواضحة بالنسبة إلى صديقي.

كلما استمعت إلى تفاسير صديقي هذا، تذكرت بيتاً للشاعر أحمد بن محمد السديري:

المستريح اللي من العقل خالي *** ما بلجّات الهواجيس غطّاس

وهو يقارب بمعناه بيتاً شهيراً لأبي الطيب المتنبي:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم