زيارة سمو أمير البلاد إلى بريطانيا.. مرحلة مهمة في مسيرة العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين

آخر تحديث 2025-01-14 13:00:05 - المصدر: كونا

(تقرير.إخباري) الكويت - 14 - 1 (كونا) -- تمثل زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى المملكة المتحدة اليوم الثلاثاء تلبية لدعوة شخصية من ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية الملك تشارلز الثالث مرحلة مهمة في مسيرة العلاقات التاريخية الوثيقة الممتدة بين البلدين 125 عاما.
وتعد هذه الزيارة الأولى لسمو أمير البلاد إلى المملكة المتحدة منذ تولي سموه مقاليد الحكم في 20 ديسمبر عام 2023 خلفا لسمو أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.
وسبق لسمو أمير البلاد أن زار المملكة المتحدة حينما كان سموه وليا للعهد أربع مرات كانت الأولى في 18 سبتمبر 2022 ممثلا عن سمو أمير البلاد الراحل لتقديم واجب العزاء بوفاة ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية حيث التقى سموه خلالها الملك تشارلز الثالث.
وجاءت زيارة سموه الثانية إلى بريطانيا في السادس من مايو عام 2023 ممثلا لسمو أمير البلاد الراحل لحضور مراسم تتويج الملك تشارلز ملكا المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية.
وأعقبت تلك الزيارة زيارة ثالثة في 28 أغسطس عام 2023 تلبية لدعوة رسمية من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حيث شمل سموه برعايته وحضوره احتفالية مكتب الاستثمار الكويتي في المملكة المتحدة بمناسبة الذكرى الـ 70 لتأسيسه فيما كانت الزيارة الرابعة في 24 أكتوبر عام 2023 تلبية لدعوة رسمية من الملك تشارلز الثالث.
وتعكس زيارة سمو أمير البلاد إضافة إلى الزيارات المتبادلة التي يقوم بها حكام دولة الكويت وملوك بريطانيا إلى البلدين الصديقين قوة الوشائج التاريخية والصداقة الوطيدة بين الأسرتين الحاكمتين والشعبين الصديقين ومتانة العلاقات بينهما التي تتسم بالتطور المستمر في جميع المجالات.
وتستند العلاقات بين البلدين إلى أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتنسيق حيال القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك واستثمار الصلات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية التي تجمع بينهما في تعزيز أواصر تلك العلاقات وترسيخها.
وتطورت العلاقة بين البلدين خلال العقود الماضية بصورة مستمرة فيما أطرتها الاتفاقيات الموقعة بينهما في شتى المجالات التي كان أولاها الاتفاقية الموقعة في يناير العام 1899 التي مثلت انطلاقة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين الصديقين ودونت عبر تلك السنوات سجلا زاخرا بمجالات متعددة للتعاون والشراكة الاستراتيجية.
وشهدت العلاقات الرسمية بين البلدين الصديقين زيارات متبادلة لحكامهما وكبار المسؤولين فيهما على مدار العقود الماضية كانت أولاها من الجانب الكويتي زيارة الشيخ أحمد الجابر الصباح إلى لندن في أكتوبر العام 1919 إذ كان أول مسؤول كويتي يزور بريطانيا وذلك نيابة عن حاكم البلاد الراحل الشيخ سالم المبارك الصباح لتهنئة ملك بريطانيا الملك جورج الخامس بانتصار بريطانيا وحلفائها في الحرب العالمية الأولى.
ثم زار الشيخ أحمد الجابر الصباح بريطانيا في منتصف عام 1935 حينما كان أميرا للبلاد فيما كانت أول زيارة من الجانب البريطاني زيارة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير الراحل فيليب إلى الكويت في 12 فبراير العام 1979 تلبية لدعوة رسمية من أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.
وتميزت العلاقات الثنائية طوال العقود السبعة الأولى من انطلاقتها بالاستقرار حتى جاء العام 1961 الذي بدأ فيه أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح خطوات مهمة باتجاه مرحلة جديدة أكثر عدالة وعمقا في العلاقات بين البلدين عندما خطا بالكويت الخطوات الأولى نحو الاستقلال.
وكانت أولى تلك الخطوات في 19 يونيو 1961 عندما أعلن الشيخ عبدالله السالم استقلال الكويت وإلغاء معاهدة 1899 مع بريطانيا فيما استمرت الحكومة البريطانية بمساعدة الكويت في الدفاع عن سلامة أراضيها من الأطماع الخارجية وأرسلت قواتها العسكرية إلى الكويت حين كانت تتهددها الأطماع العراقية.
وحينما حدثت كارثة الغزو العراقي للكويت العام 1990 شكلت المملكة المتحدة الحليف الأول للولايات المتحدة الأمريكية في موقفها الرافض للعدوان العراقي وفي تحركها العسكري نحو تحرير الكويت.
وتؤدي مجموعة التوجيه المشتركة الكويتية - البريطانية التي تشكلت العام 2012 وتعقد اجتماعات نصف سنوية دورا بناء ومهما في ترسيخ العلاقات الثنائية وتحويل ما تم الاتفاق عليه الى واقع يحقق مصلحة البلدين.
وتتضمن أبرز المجالات التي تبحثها اجتماعات المجموعة التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والتعليمي إضافة إلى التعاون في البرامج الإنمائية المتعلقة بتحول الطاقة والمناخ والبيئة والأمن الغذائي والتعاون في مجال الصحة الذي يتضمن القطاع الدوائي ورقمنة القطاع الصحي وبرامج تدريب الطواقم الطبية.
واستمرارا لحرص البلدين على تعزيز تلك العلاقات فقد قررا في يناير الماضي اعتبار 2024 (عام الشراكة الكويتية ـ البريطانية) بموجب الاتفاقية الموقعة في 29 أغسطس 2023 على هامش زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى المملكة المتحدة حينما كان سموه وليا للعهد.
وصدر في ذلك الشهر من العام 2024 بيان مشترك عن وزارتي الخارجية الكويتية والبريطانية أكدتا فيه أن العلاقة الوثيقة والمتجذرة بين البلدين الصديقين نمت بشكل مطرد على مدار 125 عاما و"شهدت خلالها دعما وتعاونا مشتركا لمواجهة مجموعة من التحديات الإقليمية والعالمية وللدفاع عن قيمنا المشتركة وتعزيزها".
ويسعى البلدان من خلال الزيارات المتبادلة والاجتماعات الدورية إلى تدشين حوارات استراتيجية عديدة ووضع خريطة طريق لمستقبل أكثر إشراقا لعلاقاتهما استكمالا للمسيرة التاريخية من التعاون والعمل المشترك وترجمة للتطلعات الثنائية الطموحة وتحقيقا للرؤية المشتركة لقيادتيهما نحو افاق أرحب تحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. (النهاية) ع ب د / ت م