حجر صحي في نينوى يُحدث اضطرابًا ويفضح "تلاعباً" بنتائج فحوص طبية

آخر تحديث 2025-03-16 02:05:08 - المصدر: شفق نيوز

شفق نيوز/ خرج المئات من مربي المواشي في منطقة كوكجلي شرق الموصل في تظاهرة ليلية احتجاجًا على إجراءات الحجر الصحي التي فُرضت على حقولهم بسبب تفشي الحمى القلاعية بين العجول والأغنام.

وكوكجلي، بوابة الموصل الشرقية، تُعرف بأنها واحدة من أهم مراكز تربية العجول والأغنام في العراق، حيث تضم عشرات الحقول والمزارع التي يعتمد عليها مربو المواشي لتوفير اللحوم والأسواق المحلية والمجازر.

وتشتهر المنطقة ببيئتها المناسبة لتربية المواشي، إذ توفر مساحات واسعة للرعي والتسمين، مما جعلها وجهة رئيسية للتجار والمستثمرين في قطاع الثروة الحيوانية.

وتُعد مركزًا حيويًا لتزويد الأسواق العراقية باللحوم، حيث يعتمد عليها عدد كبير من المحافظات المجاورة، كما أن قربها من الموصل يعزز نشاطها الاقتصادي، رغم أهميتها، تواجه المنطقة اليوم تحديات كبيرة، أبرزها الأمراض الوبائية مثل الحمى القلاعية، ما يهدد الإنتاج الحيواني ويؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي.

وقال مراسل وكالة شفق نيوز، إن المتظاهرين استخدموا شاحنات المواشي لقطع الطريق الرئيسي والاستراتيجي بين الموصل وأربيل، معترضين على منعهم من نقل حيواناتهم، في الوقت الذي يُسمح فيه لبعض الجهات بنقل المواشي إلى مجازر تعود لمنفذين دون أي محاسبة، بحسب قولهم.

وأضاف أن القوات الأمنية بادرت بمحاولات لإعادة فتح الطريق والتفاوض مع المحتجين الذين طالبوا بمعاملة إنصاف والسماح لهم بالتحرك كما هو الحال في مناطق أخرى، رغم بقاء الطريق مقطوعًا حتى الآن.

وجاءت هذه الاحتجاجات عقب إعلان محافظ نينوى، عبد القادر الدخيل، فرض حجر صحي على 22 حقلًا للمواشي في كوكجلي، في إطار جهود احتواء انتشار المرض وحماية ما يمثل 43% من إجمالي الثروة الحيوانية في العراق.

ومن جهة أخرى، كشف النائب السابق وعد القدو عن تفاصيل ورود الحمى القلاعية إلى العراق، متهمًا جهات متنفذة في وزارة الزراعة بالتلاعب بنتائج الفحوصات البيطرية.

وأوضح القدو في منشور له تابعته شفق نيوز أنه حذر الجهات المختصة قبل أكثر من ثلاثة أشهر ونصف من شحنة تضم حوالي 2000 عجل قادمة من إثيوبيا، والتي تُصنّف دولها ضمن المناطق التي تحمل الفيروس المتحور وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وعلى الرغم من إرسال وفد بيطري لفحص المواشي، أفادت الفحوصات الأولية بخلو العجول من المرض، إلا أن النتائج تلاعبت بها لاحقًا، ما أدى إلى استيرادها عبر ميناء أم قصر ونقلها إلى منطقة الفضيلية في بغداد، حيث ظهرت الإصابات بعد عشرة أيام من وصولها، يقول القدو.

وأشار إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في استيراد المواشي من الدول غير الموثوقة صحيًا، محذّرًا من استغلال الأزمة لأغراض سياسية، وأكد أن الحلول لا تكمن في اللقاحات المتوفرة حاليًا، نظرًا لعدم قدرتها على القضاء على الفيروس المتحور، بل تستلزم علاجات مساندة تشمل خافضات الحرارة والمضادات الحيوية مثل الأمبيسلين بالإضافة إلى فيتامين سي لدعم مناعة الحيوانات.

ومنذ قرابة الشهر، تفشى في العراق فيروس الحمى القلاعية، الذي تسبب بهلاك الآلاف من المواشي، ودخلت الجهات المعنية بحالة استنفار للسيطرة عليه، ما تسبب بانخفاض أسعار اللحوم بشكل عام، بسبب عزوف المواطنين عنها.