شهد "مذبحة" لعسكريين بالجيش السابق.. البصرة ترمم قصراً يحمل بصمات عثمانية وبريطانية (صور)

آخر تحديث 2025-03-27 00:25:08 - المصدر: شفق نيوز
شهد مذبحة لعسكريين بالجيش السابق البصرة ترمم قصرا يحمل بصمات عثمانية وبريطانية صور

شفق نيوز/ قصر "مضحي" الذي يتوسط صحراء الزبير غربي البصرة قارب عمره 130 عاماً، شهد العديد من الأحداث السياسية والعسكرية والاجتماعية حتى صدر أمر من النظام السابق قبل أربعة عقود من الزمن بغلقه نهائياً بعدما شهد "مذبحة" لضباط وجنود من الجيش في ثمانينيات القرن الماضي.

واليوم أعلنت مفتشية آثار وتراث البصرة، عن إطلاق منحة حكومية لإعادة تأهيل قصر "مضحي" التراثي، والذي يعود بناؤه لسنة 1895 ميلادية، ويعد من أهم الواجهات التراثية في المحافظة حيث ما تزال منقوشة على جدرانه أسماء وذكريات الجنود العثمانيين والبريطانيين.

وقال مدير المفتشية مصطفى الحُصيني لوكالة شفق نيوز، إن "حكومة البصرة المحلية وافقت على مشروع إعادة تأهيل قصر مضحي التراثي من خلال منحة خاصة ووفق ضوابط اليونسكو التراثية ليصبح معلماً وله شأن كبير في تحريك الفعاليات الثقافية داخل المحافظة، لاسيما احتضان الأعمال الفنية كالمسلسلات والأفلام التاريخية".

تاريخ القصر

وأضاف الحصيني، أن "القصر بناه عبد العزيز الهنوف سنة 1895 للاستجمام والاستخدامات العسكرية والتجارية، وكان المتوكل على القصر الشيخ مضحي عبد الهادي في مطلع القرن المنصرم"، موضحاً إن "العثمانيين استولوا على القصر في فترة من الفترات وبعدها البريطانيين في الحرب العالمية الثانية، وما زالت ذكريات الجنود منقوشة على جدرانه".

وتابع، أن "القصر يقع في منطقة خور الزبير غربي البصرة، وتبلغ مساحته أكثر خمسة آلاف متر مربع تشمل مجموعة من الساحات والغرف التي بنيت بطريقة فندقية متداخلة والخانات والحجرات وبطريقة معمارية متقنة من اللبن والجص والطين المقاوم للتقلبات الجوية والعواصف الترابية والرملية التي تشهدها المنطقة".

أهمية القصر عبر التاريخ

وأوضح الحصيني، أن "موقع قصر مضحي في عمق الصحراء أمام شبه الجزيرة العربية أعطاه مكاناً إستراتيجياً استغله العثمانيون آنذاك لصد الغزوات والغارات البدائية القادمة إلى العراق عبر البصرة، ويحتوي على أبراج مراقبة عديدة يقف عليها الجندي العثماني للمراقبة والحراسة".

وبين، أن "القصر تملّكه مضحي عبد الهادي، بعد انتهاء عهد العثمانيين وبقي عبد العزيز الهنوف، يزوره بين الحين والآخر قادماً من شبه الجزيرة العربية، حتى أطلق عليه هذه التسمية من قبل أهالي المناطق القريبة".

الحرب العالمية الثانية

وتابع الحصيني، أن "البريطانيين استولوا على القصر في الحرب العالمية الثانية وهذا ما اثبتناه من خلال الدلائل على جدرانه وباحاته، والتي تتضمن أسماء وكتابات لجنود وضباط بريطانيين، حتى تضمن بعد المواقف والذكريات لهؤلاء الجنود منقوشة بشكل واضح على الجدران".

وأوضح، أن "مالك القصر عبد العزيز الهنوف، عاد إليه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأحياه من جديد عبر تخصيصه لأن يكون مكاناً للاستجمام وإقامة الحفلات والولائم، حتى حدثت مشكلة أمنية فيه سنة 1983 تسببت بقتل عدد من الضباط والجنود ليصدر أمراً رئاسياً من النظام السابق بإغلاق القصر إلى نهاية الحرب الأخيرة، وبعد سنة 2003 أعيد افتتاحه كمعلم تراثي مثبت في جريدة الوقائع الرسمية".