شفق نيوز/ أفاد مصدر سوري، يوم الجمعة، أن نحو 200 عائلة تستعد لمغادرة مخيم الهول في شمال شرق سوريا باتجاه الأراضي العراقية غداً السبت.
وأوضح المصدر، الذي يتواجد في المخيم بمحافظة الحسكة السورية، في حديث لوكالة شفق نيوز، أنه تم استكمال جميع الترتيبات اللوجستية بالتنسيق مع الحكومة العراقية لنقل هذه الدفعة الجديدة من العراقيين إلى بلادهم.
وأضاف أن عدد الأفراد المشمولين في الرحلة يُقدر بنحو 700 شخص وفق السجلات الرسمية، إلا أن الرقم قد يتغير نظرًا لتكرار تأجيل بعض الأفراد مغادرتهم، تجنبًا لانفصال أفراد العائلات عن بعضهم.
وفي هذا السياق، دخلت حافلات عراقية إلى الأراضي السورية صباح اليوم الجمعة، ترافقها قوات أمريكية لتأمين نقل اللاجئين العراقيين من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى.
مطالب بإعادة نظام الربط العائلي
وأعربت لاجئة عراقية في مخيم الهول، طلبت عدم الاشارة الى اسمها، عن استيائها من إلغاء الحكومة العراقية آلية الربط بين أفراد العائلة الواحدة، مما أدى إلى صدور موافقات خروج فردية لأعضاء من العائلة دون الآخرين.
وذكرت اللاجئة، في حديثها لوكالة شفق نيوز، أن هذا الإجراء تسبب في تفكك العائلات، حيث اضطر العديد من الأشخاص إلى رفض المغادرة خشية تفرقهم داخل العراق أيضا.
وأضافت أنها شخصيا رفضت مغادرة المخيم في رحلة سابقة، بعدما شملت الموافقة اسمها دون والديها المقعدين وشقيقتها التي تعتني بأطفالها الثلاثة، مما دفعها إلى البقاء لتقديم الرعاية اللازمة لهم.
وفي ختام حديثها، ناشدت الحكومة العراقية بإعادة العمل بنظام "الربط العائلي"، لضمان شمول جميع أفراد الأسرة في قائمة المغادرين معا، تفاديا لحالات الانقسام التي تدفع البعض إلى التردد في مغادرة المخيم.
ويوم أمس الخميس أفاد مصدر أمني في محافظة نينوى، أن وجبة جديدة من عائلات عناصر تنظيم داعش، من المتواجدين في مخيم الهول داخل الأراضي السورية، من المتوقع أن يتم نقلها إلى مخيم الجدعة جنوب مدينة الموصل مطلع الأسبوع المقبل.
وقال المصدر، لوكالة شفق نيوز، إن "التحضيرات جارية لاستقبال دفعة جديدة من العائلات المرتبطة بتنظيم داعش، سيتم نقلها من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة في ناحية القيارة جنوب الموصل"، مرجحاً أن "تصل هذه العائلات يوم غد السبت أو بعد غد الأحد".
وأضاف أن "العدد الدقيق للعائلات لم يُحدد بعد، كما لم تُعرف بعد المحافظات التي تنتمي إليها"، مؤكدًا أن "عملية النقل ستجري بالتنسيق مع الجهات الأمنية والحكومية المعنية".
ويُعد مخيم الهول في شمال شرق سوريا من أكبر وأخطر المخيمات التي تضم عائلات تنظيم داعش، ويضم آلاف النساء والأطفال من جنسيات مختلفة.
ومنذ عام 2021، بدأت الحكومة العراقية، بالتعاون مع منظمات دولية، تنفيذ خطة لإعادة عائلات عراقية من المخيم إلى البلاد، حيث يتم استقبالهم في مخيم الجدعة لإعادة تأهيلهم اجتماعيًا ونفسيًا، وسط اعتراضات محلية متكررة، ولاسيما من ذوي ضحايا التنظيم في نينوى، الذين يبدون تخوفهم من عودة هذه العائلات إلى مجتمعاتهم.
وفي منتصف آذار الجاري غادرت 161 عائلة عراقية، تضم 607 أشخاص، مخيم الهول نحو الأراضي العراقية ضمن الرحلة السادسة من نوعها منذ مطلع العام 2025، والـ 23 منذ بداية عمليات التنسيق بين قوات سوريا الديمقراطية (قصد) والحكومة العراقية لإعادة المواطنين العراقيين في مخيم الهول إلى بلدهم.