بين الأزقة العتيقة.. "سيد الخشب" يُبقي نبض المهنة حياً في أربيل (صور)

آخر تحديث 2025-04-06 18:17:08 - المصدر: شفق نيوز

شفق نيوز/ وسطالأزقة القديمة لسوق القيصرية التراثي في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، مازال "زهير" يواصل شغفه بمهنة النجارة وصناعة الأدوات الخشبية، محافظاًعلى إرث حرفي يمتد لأكثر من ثلاثين عاماً، في وقت تزداد فيه تهديدات الاندثار بسببالتطور الصناعي وتغير أنماط الاستهلاك.

ويقول زهير فيحديث لوكالة شفق نيوز، إنه ما زال يحتفظ بمحله داخل السوق، حيث يعرض ويبيع أدواتخشبية منزلية تقليدية مثل "الفرشات، التختات، الغربال، المناخل،والشبك"، بعضها يُصنع محلياً، خصوصاً المناخل والغرابيل، فيما تُستورد البقيةمن دول مثل الصين وتركيا وإيران، إضافة إلى مدينة الموصل.

ورغم الانتشارالواسع للمنتجات العصرية، يتحدث زهير، قائلاً إن "الإقبال على الأدواتالتقليدية لم يتراجع، بل يشهد أحياناً انتعاشاً ملحوظاً".

ويوضح"العديد من الزبائن ينجذبون للطابع الفلكلوري للأدوات، بعضهم يشتريها لاستخدامهااليومي، وآخرون يفضلونها للزينة لما تحمله من عبق التراث".

ويشير زهير إلىأن "أبرز التحديات التي تواجه الحرفة تتعلق بصعوبة النقل نتيجة الزحاماتالمرورية، وابتعاد ورش التصنيع إلى خارج المدينة، فضلاً عن قلة توفر الموادالمستوردة في الأسواق، مما يربك وتيرة العمل".

كما يلفت إلى أن"السياحة تلعب دوراً كبيراً في استمرار المهنة"، موضحاً أن "سياحمن وسط وجنوب العراق، وحتى أجانب، يشترون هذه الأدوات كقطع تراثية مميزة، إذ لاتتوفر في مناطقهم".

ورغم قلةالعائدات مقارنة بالمهن الحديثة، يتمسك زهير بمهنته، معبّراً عن حبّه العميق لها"بقيت خمس أو ست محال فقط تمارس هذه الحرفة، بينما تحولت أغلب المحال لبيعالكماليات. قد لا يستمر أبناؤنا في هذه المهنة، لكنها ستبقى جزءاً من تراثنا وهويةمدينتنا".

زهير، بحرفيتهوإصراره، يمثل صورة حية للحفاظ على الموروث الشعبي الذي ما يزال ينبض في قلبأربيل، حيث تلتقي الأصالة مع الحداثة في تناغم فريد يعكس روح المدينةوتاريخها العريق.