بحضور رسمي وشعبي واسع.. كرميان تحيي الذكرى السنوية لفاجعة الأنفال (صور)

آخر تحديث 2025-04-14 11:40:10 - المصدر: شفق نيوز
بحضور رسمي وشعبي واسع كرميان تحيي الذكرى السنوية لفاجعة الأنفال صور

شفق نيوز/ أحيت إدارة كرميان، في إقليم كوردستان، يومالاثنين، الذكرى السنوية لفاجعة الأنفال، بإقامة مراسم مهيبة حضرها جمع غفير منالمسؤولين الحكوميين وممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافةإلى عدد كبير من ذوي الضحايا والمواطنين.

وجاءت هذه المراسم، بهدف تجديد العهد بعدم نسيان هذهالفاجعة الأليمة التي ما تزال جراحها مفتوحة رغم مرور عقود طويلة عليها.

وبدأت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداءالأنفال، أعقبها إلقاء كلمات مؤثرة من قبل المسؤولين والحضور، حيث أكدوا جميعًاعلى أهمية استذكار هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام البعثي بحق أبناء الشعبالكوردي، مبينين أن ما جرى كان محاولة لطمس هوية شعب بأكمله عبر حملات تطهير عرقيمنظمة أودت بحياة الآلاف من الأبرياء.

وقال مرسل وكالة شفق نيوز، الذي حضر المراسم، إن جميعالكلمات شددت على ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق العدالة الكاملة لضحاياالأنفال وعائلاتهم.

وطالب ذوو الضحايا، خلال الفعالية بصرف تعويضات ماليةكاملة للعائلات المتضررة، بالإضافة إلى توفير تعويضات معنوية شاملة تضمن الاعترافبما تعرضوا له من معاناة، مع توفير الرعاية الصحية المناسبة لهم، وتأمين خدماتتعليمية وسكنية لائقة تساهم في تحسين ظروف حياتهم.

كما شدد الأهالي، على مطلبهم الحاسم بالاعتراف الرسميوالدولي بحملات الأنفال كجريمة إبادة جماعية، وهو الاعتراف الذي من شأنه أن يضمنالحقوق القانونية لذوي الضحايا، ويشكل رادعًا حقيقيًا أمام تكرار مثل هذه الجرائممستقبلاً.

ولم يغفل ذوو الضحايا خلال مطالبهم ضرورة استعادة رفاتضحايا الأنفال من المقابر الجماعية المنتشرة في أنحاء العراق، والعمل على إعادةدفنهم بطريقة تليق بتضحياتهم، مؤكدين أن استمرار وجود رفات أحبائهم في أماكنمجهولة يمثل جرحًا مفتوحًا لا يمكن أن يندمل دون استردادهم ودفنهم وفقاً للتقاليدوالأعراف.

وبدأت عمليات الأنفال سنة 1987 واستمرت حتى 1988، في حملةمنظمة هدفت إلى إبادة القرى الكوردية وتهجير سكانها، وقد سُميت بالأنفال نسبةً إلىسورة قرآنية استُخدمت زورًا لتبرير القتل والدمار.

وشملت العملية ثماني مراحل عسكرية متتالية، بدأت من مناطقكرميان وقرة داغ، وامتدت إلى بادينان والمناطق الحدودية. استخدم النظام فيها القصفالجوي، الأسلحة الكيماوية، الإعدامات الجماعية، وتدمير أكثر من أربعة آلاف قريةكوردية عن بكرة أبيها.

وأسفرت الأنفال عن استشهاد أكثر من 182 ألف مواطن كوردي،غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، كما تم دفن الآلاف منهم في مقابر جماعية لاتزال شواهدها تروي للأجيال القادمة حجم المأساة.

ولم تكن الأنفال مجرد حملة عسكرية، بل كانت محاولةلاقتلاع الإنسان الكوردي من أرضه وهويته، ومع ذلك، بقيت إرادة الحياة والكرامةأقوى من بطش الطغاة.