هجرة جماعية للايزيديين من العراق يتسبب بكارثة انسانية غير مسبوقة

آخر تحديث 0000-00-00 00:00:00 - المصدر: كتابات

أعلنت مصادر ايزيدية عراقية عن تصاعد هجرة لالاف الايزيديين الى بلغاريا عبر تركيا سيرا على الاقدام وبواسطة الحافلات في اكبر هجرة للمكون العراقي منذ احتلال تنظيم داعش مناطقه الرئيسية في العراق في آب الماضي وسط تحذيرات من كارثة انسانية جديدة توقهم في براثن مافيات الهجرة. وأكدت النائبة الايزيدية فيان دخيل ان 5 الاف نازح ايزيدي بضمنهم نساء واطفال وكبار في السن قد اضطروا الى هجرة جماعية من تركيا نحو بلغاريا عبر الحافلات والسير على الاقدام .. ودعتهم الى تقدير خطورة قرارهم الذي "قد يتسبب بالحاق اضرار بالاطفال والكهول نظرا لبعد المسافة وكنا نتمنى لو انهم قاموا باستشارة أطراف فاعلة قبل قيامهم بهذه الخطوة حتى لا تتفاقم مأساتهم اكثر ومراعاة القوانين الدولية والاوربية خاصة في مسائل الهجرة وعبور الحدود الدولية" كما قالت في بيان صحافي اطلعت على نصه "أيلاف" الاحد. واكدت ان أكثر من 3 آلاف إيزيدي يغادرون العراق شهرياً حاليا ويلجأون إلى دول اوروبية.. موضحة ان موجة من نزوح الايزيديين وعائلاتهم قد بدأت خلال الأسابيع القليلة الماضية وخاصة من الشباب وبواقع أكثر من 100 إيزيدي يومياً. والقت باللوم في هذه الهجرة على تأخر تحرير مناطق الإيزيديين وانتشار الممارسات الاسلامية المتطرفة. ودعت السلطات العراقية الى التعجيل "بتحرير ما تبقى من المناطق الإيزيدية الواقعة بقبضة عصابات داعش الارهابية والإسراع بإعادة تأهيل البنى التحتية للمناطق المحررة". وأضافت النائبة دخيل ان جهودا تبذل لمساعدة هؤلاء الخمسة الاف نازح اينما كانوا "عبر اتصالاتنا مع اربيل وبغداد وانقرة فضلا عن المنظمات الانسانية الدولية والأممية لتخفيف معاناتهم ،وكذلك الاتصال مع عدد كبير من أعضاء برلمان الاتحاد الاوروبي لتبني قرار تسهيل لجوء هؤلاء المهجرين في الدول الأوربية وبالاخص في ألمانيا". وشددت النائبة الايزيدية على "اننا لا نشجع احدا على الهجرة كما لا نمنع احدا من القيام بذلك بالأخص في ظل الظروف المأساوية التي يمر بها المهجرون" .. ودعت السلطات التركية الى التعامل باسلوب حضاري وانساني مع النازحين الايزيديين واحترام حقوق الانسان وحرية الرأي كما طالبت النازحين بأحترام القوانين التركية . مصير مجهول لالاف الايزيديين في تركيا ومن جانبه اشار المرصد العراقي لحقوق الانسان الى وجود 3 الاف ايزيدي في تركيا حاليا يواجهون مصيراً مجهولاً بعدما فروا من بطش تنظيم داعش خلال الاشهر التسعة الاخيرة بإتجاه الحدود العراقية التركية. واوضح المرصد ان توجه النازحين الايزيديين نحو بلغاريا جاء بعدما ضيقت السلطات التركية عليهم الخناق في المخيمات ومنعت الغالبية منهم من الخروج منها. وقال ان النازحين الايزيديين الهاربين من العراق سكنوا في مخيمات بمناطق نصيبين وميديات و ديار بكر بالإضافة الى وجود المئات يسكنون الهياكل في ديار بكر كما أن هناك آخرين في مناطق ميديات وشرنخ وسيلوبي حيث يعيشون وضعاً انسانياً صعباً. واضاف المرصد ان جميع هؤلاء النازحين هم من قضاء سنجار هربوا الى تركيا بعد سيطرة تنظيم داعش على على مناطقهم، واختطافه الالاف منهم كما ان عدم ثقتهم بحكومة اقليم كردستان العراق كانت سبباً اخر للهرب باتجاه تركيا واكد انه عندما حاول النازحون الخروج من المخيمات ضيقت السلطات التركية الخناق عليهم، وقامت الشرطة بمحاصرة المخيمات لكنهم اصروا على الخروج منها وبدء عملية النزوح باتجاه الحدود التركية البلغارية في محاولة للوصول لاي دولة أوروبية. واشار المرصد في بيان صحافي اليوم ان عشرة حافلات نقلت النازحين الذين تمكنوا الخروج من مخيم واحد بإتجاه المناطق القريبة من الحدود مع بلغاريا." وعبر المرصد عن استغرابه من الصمت الذي وصفه بغير المبرر من قبل وزارتي الخارجية والهجرة والمهجرين العراقيتين لعدم متابعة مؤسساتهما المعنية بالنازحين لهذه التطورات .. وعن قلقه من عدم اتخاذ مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة أية اجراءات يمكنها وقف تدفق العوائل الايزيدية باتجاه الحدود وفتح افق تعاون اكبر مع السلطات التركية لتقديم الخدمات لهم .. محذرا من هذا الاهمال قد يتسبب بكارثة انسانية جديدة للايزيديين نتيجة مضايقات وابتزاز مافيات تتواجد في المنطقة. وطالب المرصد الحكومة العراقية بالاسراع في مفاتحة الحكومة التركية واتخاذ الاجراءات اللازمة التي تحفظ حياة الثلاثة الاف انسان، قبل ان تحل بهم كارثة انسانية بسبب الجوع او العطش.. كما دعا المجتمع الدولي الى التحرك الفوري والعاجل واتخاذ الاجراءات اللازمة لانقاذ ارواح مجتمع وديانة تُباد دون ذنب ويؤكد اهمية ان تنسق المؤسسات العراقية المعنية مع الجهات الدولية لتقديم المساعدة لهم. وكانت المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان قد اعلنت مطلع العام الحالي أن 3583 إزيديا مازالوا مفقودين ويجري البحث عن مصيرهم بينهم 1597 من النساء وأقرت بعدم توفر معلومات كاملة عنهم وفيما اذا كانوا قتلوا او اختطفوا خلال العمليات العسكرية التي شهدتها الموصل والمناطق المحيطة بها في منتصف حزيران (يونيو) عام 2014 لكنها أوضحت انه تم تحرير 441 إزيديا منهم من قبضة التنظيم و280 فتاة بعضهن حوامل.