يا مصر.. يا كويت.. حذارِ من المصالحة الوطنية /غفار عفراوي

آخر تحديث 0000-00-00 00:00:00 - المصدر: شبكة سومر للانباء


من إمن العقاب أساء الادب، نظرية أمنية واجتماعية ونفسية مهمة، مستلهمة من حديث للمعصوم عليه السلام. ففي كل المجالات هناك إساءات وهناك أفعال غير محمودة يقوم بها فرد أو جماعة، فإن إمن هذا الفرد من العقوبة إزاء هذا الفعل المشين، فإنه سيكرره مرات ومرات، بل إنه سيدفع بالآخرين للقيام باي فعل مشين وإجرامي قبيح بسبب عدم وجود رادع او محاسب او معاقب له.

في العراق ، وبعد سقوط النظام البعثي 2003، عاشت الجماهير العراقية افضل ايامها، فكان التعايش بين جميع أبناء الشعب العراقي بطوائفهم ومذاهبهم وقومياتهم أجمل ما يكون، حين كان اركان حزب البعث وأعضاءه بكافة مستوياتهم في الاشهر الاولى بعد السقوط في أضعف حالاتهم ونفوذهم،. فبعضهم هرب خارج البلد، والبعض الاخر ( ختل ) في مكان بعيد عن أعين الناس، بل ان بعضهم كان يتنكّر بزي النساء اذا أراد الخروج من البيت لساعات معدودة.

الا ان الوضع تغير شيئاً فشيئاً، فبعد ان إمنوا العقوبة من الشعب الذي اكتوى بنارهم لسنين طوال، وبعد تسلط حكومات عميلة للغرب ولم تكتوي بنار البعث وأغلب اعضاءها مزدوجي الجنسية ، بدأ هؤلاء بالعودة الى الواجهة مرة أخرى، ومن ثم الانتماء الى الاحزاب العراقية بكافة توجهاتها، وصاروا أصحاب نفوذ وسطوة على القرار السياسي العام في البلد، بعد أن دخلوا الى البرلمان والحكومة العراقية !! مما أتاح لهم العودة الى نهجهم المعروف بالتآمر مع العصابات والدول الداعمة للإرهاب، فبدأت العمليات الإجرامية في أغلب محافظات العراق، وحصدت التفجيرات الإرهابية أرواح مئات الآلاف من العراقيين طيلة 12سنة تقريباً.

هنا أود ان اوجه كلامي للأشقاء في دولة الكويت والأشقاء في دولة مصر، وكذلك الى حكوماتهم بجميع مستوياتها، وأقول لهم لا تأمنوا جانب الأحزاب المعارضة لكم واجعلوها تحت النظر دائماً، ولا تنخدعوا بمؤتمرات للمصالحة أو العودة الى أحضان الوطن أو أي تعبير آخر ممكن أن يعيد من تسببوا بالعمليات الارهابية التي جرت مؤخراً.

بل انني انصح القوات المسلحة ومن بيده القرار الأمني أن تكون الاعدامات في الشوارع وفي أماكن تنفيذ العمليات الإرهابية ليكونوا عبرة لغيرهم ممن تسوّل له نفسه السير على نهج الإرهاب الأعمى الذي لا يرى الا الدم ولا يعرف سوى لغة القتل.

أقتلوهم حيث ثقفتموهم ولا تأخذكم بهم رأفة ولا إنسانية ولا تعيروا اية أهمية لما يكتب أو ينشر أو يعرض في وسائل الاعلام المتعاونة معهم، اجعلوا من قانون مكافحة الإرهاب نهجاً لتطهير البلاد من كل مجرم وإرهابي ، وارفعوا شعار الموت لكل طائفي ، وانصحكم بالبحث عن مكامن الارهاب، ومدارس التجهيل والتسطيح والتشويه الفكري الذي يمارس من قبل شيوخ الفتنة والدجل والخداع.

ونصيحتي موجهة الى كل الدول الاسلامية وبالخصوص العربية منها ان تبادر الى تشكيل تحالف أمني قوي تشترك فيه المؤسسة الدينية في كل دولة لان منبع الارهاب فكري بالأساس ، فاذا تمت توعية وتثقيف الشباب المسلم وتعريفه بان هذه الحركات التي تدعي الاسلام هي حركات ارهابية مدعومة من دول الغرب وبالخصوص اسرائيل ، فسنكون بمأمن من شر كبير سيكون أثره عاصفاً بجميع شعوب المنطقة ولن تكون هناك دولة مسيطرة على أمنها الا بالعمل سوية مع باقي الدول وبنفس واحد ونهج واحد هو ايقاف الفكر التكفيري وإعادة العلاقات بين كل الحكومات .

واخيراً اتمنى من الدول العربية وحكوماتها ومؤسساتها كافة ان تتمعن في هذه الآية الكريمة وتفسرها جيداً:

"وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ". الانفال 60.