أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ - السّنةُ الثّانيَةِ(٢٠) / نـــــــزار حيدر

آخر تحديث 0000-00-00 00:00:00 - المصدر: شبكة سومر للانباء


   {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}.

   عندما بدأ المنهج التكفيري يتبلور على شكل جماعة منحرفة توظّف ما تشابه من آيات الذكر الحكيم ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، كان قرار الخليفة وقتها، الامام أمير المؤمنين (ع) وهو اوّل ضحايا الفكر التكفيري، ما يلي؛

   {لكم علينا ثلاث: لا نمنعكمْ مساجدَ الله أن تذكروا فيها اسم الله، ولا نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نبدؤكم بقتال}.

   كان هذا القرار قبل ان يشهروا السلاح بوجه الدولة والمجتمع، ولما أعلنوا الحرب عليهما وشهروا سلاحهم، منعهم الامام المسجد والفيء وقاتلهم، بعد ان ظلّ يلقي عليهم الحجة تلو الاخرى، والتي اثّرت في كثيرٍ منهم، وبقيت فئة معاندة مصرّة على القتال والإفساد وقطع الطريق وابتغاء الفتنة!.

   لماذا المسجد اذن؟ ولماذا المال!.

   اولاً؛ انّ المسجد يمثّل رمز الشّرعية لكلّ جماعة مسلمة في كلّ مكان، وهو المركز الذي تتمحور وتلتفّ حوله الجماعات المختلفة، فمن يسيطر على حركته سيسيطر على شرعية حركة الشارع والمجتمع بشكل عام، ولذلك تتحصّن الجماعات التكفيرية المنحرفة بالمسجد لغسل ادمغة الشباب، وهذا ما نراه اليوم في طول البلاد وعرضها، اذ تمتلئ مساجد المسلمين بفقهاء وائمة التكفير، يوظّفون خطب الجمعة لبث افكارهم التكفيريّة المنحرفة وسمومهم القاتلة لغسل ادمغة الناس.

   كما انّ المسجد هو رمز الخطاب الديني، وشرعيته، فمن يسيطر على منبر المسجد ومنبر الجمعة، يسيطر على اتّجاهات الخطاب الديني وشرعيّته في المجمتع، ولذلك تحرص الجماعات التكفيريّة على السيطرة على المساجد لشرعنة خطابها مهما كان منحرفاً ومهما ابتعد عن جوهر الدين، اذ يكفي، في عرف الشارع، انه منطلقٌ من منبر المسجد ومنبر الجمعة!.

   ثانياً؛ اما المال، فهو عَصب الجماعات التكفيرية للاستمرار والتمدد والانتشار، فبالمال يشترون الذمم، وبه يغطّون نفقات جرائمهم، ويُنفقون على الشّباب المغرّر بهم لكسبهم الى شبكاتهم الإرهابية.

   كذلك، فبالمال يضلّلون الراي العام من خلال شبكة واسعة من الاعلام والدعاية، خاصة على الشبكة العنكبوتية، الاليكترونية.

   ثالثاً؛ وعندما تبدأ الجماعات التكفيرية الإرهابية حربها الضّروس ضد الامة، فيقتلوا الأبرياء ويسبوا النساء ويدمّروا التاريخ والحضارة والتراث، ويهدموا دور العبادة، فانّ على الامة التصدي لهم على مستويين؛