ظهرت عناصر ما تسمى بدولة العراق والشام "داعش" الإرهابي، في قطاع غزة بشكل علنى لأول مرة اليوم، وسط ذهول سكان القطاع، وصمت كامل من حركة حماس. وأعلن قيادي سلفي بارز في غزة، عن مبادرة للوساطة بين الجماعات السلفية الناشطة في القطاع والمؤيدة لتنظيم داعش الإرهابي، وحركة حماس، بغية احتواء الخلاف الذي نشب بين الطرفين، وبلغ مداه مؤخرًا بنشر إصدار لداعش يتوعّد غزة بـ"الدماء والأشلاء". وقال عصام صالح خلال مؤتمر صحفي عقده في حديقة "الجندي المجهول"، وسط مدينة غزة، إنه تجرى حوارات مع حركة حماس في غزة، من أجل التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف التوتر ونزع الخلاف، حسبما أفاد موقع "24" الإماراتى. وأضاف: "دعونا الطرفين إلى تحكيم الشريعة الإسلامية وإحكام العقل في جميع المشاكل، ونسعى للتوصل لاتفاق يكون من بنوده التنسيق في الجهاد والتدريب وكل ما يتعلق بمصيرنا المشترك وهو مواجهة العدو الصهيوني". وأوضح صالح أن جهود الوساطة تسعى إلى التوصل لاتفاق يقضي بإطلاق سراح المعتقلين من السلفيين ورد الأموال والأسلحة، وعدم القيام باعتقالات أخرى على أن يتم وقف أي أعمال عدائية من جهة التيار السلفي. وشدد القيادي السلفي على وجوب استنكار التفجيرات الداخلية التي يقوم بها بعض الشباب، وكذلك الاعتقالات والتعذيب اللذين يتعرض لهما بعض المؤيدين لداعش وغيرها من الجماعات المتشددة في سجون حماس. وأكد صالح أنه متفائل، بالتوصل إلى اتفاق قريب، ينهي الخلاف، وإراقة الدماء من الطرفين، بهدف التفرغ لمواجهة إسرائيل، نافيًا أي علاقة للتيار السلفي الجهادي في غزة بالهجمات التي استهدفت قوات الجيش والشرطة المصرية في محافظة شمال سيناء، الأربعاء الماضي. وفيما يتعلق بالإصدار الأخير الموجّه لحماس في غزة، قال صالح إنه عمل مُستنكر، ولا يمثّل إلا من ظهروا فيه وسمحوا بنشره، وقال: "نطالب جميع العقلاء بأن يوقفوا أولئك الذين يصدرون إصدارات معادية، فنحن بحاجة للتعاون والتوحد وليس مواجهة بعضنا البعض". وظهر إلى القيادي السلفي خلال المؤتمر الصحفي العشرات من مؤيدي داعش والمنسوبين إليه مرتدين نفس الملابس التي اعتاد عناصر داعش الظهور بها في أماكن سيطرتهم، فيما تعمد البعض منهم إخفاء وجهه. وأثار الظهور العلني لهؤلاء وسط مدينة غزة حالة من الاستغراب والدهشة بين أهالي غزة، الذين اعتبروا سماح حماس لهم بعقد المؤتمر والظهور بتلك الطريقة اعترافا ضمنيا بوجود التنظيم وشرعية نشاطه.
. . . . . .