ارنست خوري … يعكس الصمت العربي الذي استحال مواقف خجولة بعد ساعات على إعلان الاتفاق النووي الإيراني، حجم الوهن من المحيط إلى الخليج. كما أنه يعكس كيف ظلّت دبلوماسية النظام الرسمي العربي، في مشرقه ومغربه وخليجه، تسير على مبدأ الاتكال على حالة “الستاتيكو” حيال إيران، أي الوضع القائم منذ 12 عاماً، حين بدأت مفاوضات الخمسة زائد واحد مع إدارة الرئيس الأسبق محمد خاتمي. فهذا “الستاتيكو” ضَمِن للعرب ثلاثة مكاسب: عدم مهاجمة إيران مباشرة لأي دولة عربية من جهة، ثم عدم مهاجمة إيران عسكرياً من الغرب وإسرئيل بما ينتج عن ذلك من تمدد النيران إلى كل المنطقة (وإن كان بعض العرب يرغبون في توجيه ضربة عسكرية لإيران، لكن ظلّ الموقف الرسمي العربي الغالب رافضاً فعلاً مثل هكذا خيار انتحاري)، وثالثاً حرمانها من حيازة القنبلة الذرية بما يوسّع دائرة قوة هذه الدولة التوسعية أصلاً. هذا ما كان يناسب النظام العربي الرسمي فترةً طويلة من تسليم أوراق الدبلوماسية العربية الغائبة لواشنطن وبقية مراكز القرار في الغرب. في هذا الوقت، كانت إسرائيل تعمل بجهد استثنائي لعرقلة الوصول إلى لحظة الاتفاق التاريخي، بالتهويل والتهديد والتوسّل، وليس سراً أن حرص الكتلة الغربية على منع إيران من إنتاج القنبلة النووية، أخذ في الاعتبار الأساسي عدم كسر الاحتكار النووي للدولة العبرية في المنطقة. فشل العرب في الإبقاء على الوضع القائم المناسب لهم، وفشلت إسرائيل في إعاقة الوصول إلى “اتفاق سيء” بمصطلحات بنيامين نتنياهو وأسلافه. الأولون فشلوا من دون أن يفعلوا شيئاً، أما دولة الاحتلال ففشلت على الرغم من جهودها، فلهذا أجر ولذاك لا شيء. فشلت تل أبيب لأن الأسطورة العربية عن أن إسرائيل تحكم أميركا وتملي إرادتها على العالم، غير صحيحة، لكنها في المقابل ستكسب جوائز ترضية “تعويضية” من نوع آخر، من واشنطن خصوصاً، على شاكلة مساعدات عسكرية ومالية والمزيد من الحصانة السياسية للعدوانية الصهيونية. أما العرب، فباستثناء المزحة السمجة لبش