حركة احرار البحرين الاسلامية
بمرور الوقت يتعمق تفاؤل البحرانيين يحتمية التغيير في بلدهم، ويزدادون اصرارا وثباتا وتحديا. وكلما امعنت العصابة الخليفية في التنكيل والاضطهاد ازدادت نبرة التحدي وارادة التغيير لدى ابناء البحرين. وقد اصبح واضحا ان البلاد لا يمكن ان تحكم بقوى اجنبية عبر وسطائها الخليفيين الذين انكشف ضعفهم وخواؤهم وغربتهم عن مشاعر الشعب والانتماء للوطن. فالمواطن الشريف لا يسلم سيادة البلاد للاجانب، ولا يستقوي على ابناء قومه بغيرهم. الخليفيون كانوا غرباء عن ارض اوال، وعاشوا قرنين على ارضها بالقهر والغلبة ولم يشعروا يوما بالانتماء لها ولا لتربتها وثقافتها وتراثها، ولن يشعروا يوما بالولاء لها او القرب من شعبها. وربما استطاعوا احداث شرخ بين مكونات شعبها الاصلي، وفتحوا شرخا طائفيا بينهم، ولكن السنة الشرفاء الاصليين سيكتشفون قريبا ان السياسة الخليفية لا تساوي بينهم وبين ابناء القبيلة الحاكمة. وكما ان داعش قد سلطت على الامة وأضرت كثيرا بمصالح المسلمين السنة في العراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس والمغرب والجزائر، فان المجنسين الذين جاء بهم الخليفيون سيكونون ايضا اكثر ضررا بالمكون السني المغلوب على امره. ان مصالح المواطنين الشيعة والسنة واحدة برغم محاولات العصابة الخليفية دق اسفين بين ابناء الوطن الواحد. وحتى الآن ما يزال ثوار الشعب يهتفون بوحدة الوطن والمواطنين ويرفضون التفريق على اساس العرق او الدين او المذهب. انما ذلك خلق آل خليفة الذين كانوا مستعدين للتضحية بالوطن وسيادته واستقلاله من اجل بقائهم في الحكم، وسيضحون بالسنة كما ضحوا بالشيعة من اجل ذلك. فما الذي فعله ابراهيم شريف (السني) غير ترويجه لمشروع وطني يساوي بين المواطنين ويرفض الوصاية عليهم. وبالامس خرجت السيدة زهراء الشيخ مع رضيعها حبيب والغصة تملأ نفسها، برغم ارتفاع معنوياتها وصمودها.
لن ينكسر احد من ابناء الشعب، رجلا او امرأة، فالسجون اصبحت مدرسة للمناضلين برغم عنائها وتعذيبها وما ينتاب السجين من تنكيل واضطهاد. الخليفيون انما يعيشون في الوقت الضائع بسبب الدعم الاجنبي، السعودي والبريطاني، ولكن الى متى سيظل هذا الدعم؟ فهناك استياء يعم الكثيرين، خصوصا بعد اتضاح دور بريطانيا في دعم المجهود الحربي السعودي بتزويد الرياض بقنابل وصواريخ موجهة ومعلومات استخباراتية حول المواقع اليمنية، وخبراء لتشغيل تلك المعدات، يعملون في مراكز التحكم والتوجيه والادارة السعودية. وهذه هي المرة الاولى التي تعترف دولة غربية بانها تدعم رسميا بشكل عملي العدوان السعودي على اليمن. هذا برغم ان الحرب لا تستند لشرعية دولية لانها حرب عدوانية وليست دفاعية. وهذا ما دفع باكستان لرفض الاشتراك فيها برغم الضغوط السعودية عليها. والواضح انه بالرغم من الخبرة البريطانية باوضاع المنطقة فان قراراتها تبتعد تدريجيا عن الحكمة وتخضع لرغبات انظمة استبدادية تعتبر من اكثر انظمة العالم السياسية تخلفا وظلما وفسادا. لقد اصبح الغربيون الذين رفعوا شعارات الحرية والديمقراطية وحكم القانون وحقوق الانسان ضعفاء امام الاغراءات المالية الخليجية. وهناك ضجة كبيرة في فرنسا ضد تدخل الرئيس اولاند شخصا لتوفير رغبات الملك السعودي خلال زيارته لسواحل "ريفيرا" في الاسابيع المقبلة، ومن بينها انشاء مصعد كهربائي وسلم يوصل ما بين قصره وشاطيء البحر. يحدث ذلك برغم اصرار الحكم السعودي على الاستمرار بتدمير اليمن وقتل شعبها، واستمرار اعتقال نشطاء حقوق الانسان في السعودية مثل رائد بدوي ووليد ابوالخير والشيخ نمر النمر ومئات آخرين من النشطاء والعلماء.
شعب البحرين اختار طريق التغيير مستخدما وسائل العصيان المدني، ومتوكلا على الله وعلى نفسه وجهود شبابه. ولذلك هزم العدو الخليفي سياسيا وحقوقيا واخلاقيا، واصبح يحظى باحترام احرار العالم بنشاطه المتواصل واصراره الدؤوب على تحقيق اهدافه المشروعة. لقد هتف العالم مطالبا بحرية النشطاء المعتقلين مثل نبيل رجب والشيخ علي سلمان وابراهيم شريف ومجيد ميلاد. كما طالب خبراء الامم المتحدة مرارا بالافراج الفوري وغير المشروط عن قادة الثورة. وتحت الضغط الدولي بدأت العصابة الخليفية تمارس اسلوب التذاكي على المواطنين. فبعد تعريضهم للتعذيب في طوامير السجون، بدأت تنتهج اسلوبا مراوغا آخر، وذلك بتخفيف لهجة الحديث والترغيب تحت عنوان التعاون الحقوقي والسياسي والسعي لاقامة العلاقات بين الخليفيين والبحرانيين. فخبراؤهم الاجانب يوجهونهم لابعادهم عن السقوط في الهاوية. انها خطط خبيثة لحماية نظام الحكم الخليفي على حساب الشعب تارة بالقمع، واخرى بالتهديد، وثالثة بالترغيب والوعود الجوفاء. الامر الذي يبعث على الطمأنينة ان هناك قيادات ميدانية جديدة أكسبتها المعاناة خبرات قيمة، ووفرت لها مناعة من الاستدراج للمشاريع التي تطيل عمر نظام الحكم الخليفي. وبذلك اصبح الهدف الاول للثوار انهاء هذا العهد ورفض اية محاولة، مهما كانت براقة، وبغض النظر عمن يتقدم بها، تؤدي لاعادة الوضع السابق واعادة تمكين المعذبين والجلادين الخليفيين من رقاب المؤمنين.
واليوم تأتي مجزرة البعثات لتكون حلقة اخرى من مسلسل البطش الخليفي بالبحرانيين، ونهب اموالهم لانفاقها على عملائهم والموالين لاستبدادهم. فالطلاب ذوو الجذور الاصلية في البلاد المتفوقون يحرمون من البعثات وفرص الدراسة بسبب انتمائهم الديني، وهو فصل عنصري وتمييز على اسس دينية واضطهاد ثقافي يعتبر في العرف الدولي جريمة لا تنفصل عن مشروع ا?