أطلقت دائرة الكتب والوثائق العراقية حملة لإنشاء نسخ رقمية من الكتب والوثائق النادرة التي تحفظ التاريخ الحديث للعراق والقديم، في مسعى لحماية هذا الأرشيف النادر من خطر داعش، وخشية تكرار ما فعله المغول في مكتبة بغداد في القرن الثالث عشر.
ويقول معاون مدير عام الدائرة، جمال العلوجي، ان أكثر من 25 بالمائة من الأرشيف الوطني تعرض للغرق من جراء تعرض أنابيب نقل المياه المؤدية إلى القبو الذي خزنت فيه الوثائق لأضرار بسبب الدبابات الأميركية، وفق ما يؤكد معاون مدير عام دائرة الكتب.
ويضيف أن بعض الوثائق والكتب "تعاني اليوم من التحجر التام نتيجة غمرها بالمياه وبقائها فترات طويلة على هذه الحالة، في القبو الرطب والمعتم"، بعد سنوات على الغزو الأميركي الذي أطاح بنظام صدام حسين.
وعمدت الدار أخيرا إلى إطلاق "حملة لإعادة صيانة ما تم إتلافه من كتب ووثائق والاحتفاظ بالأكثر ضررا، بانتظار استحداث تقنيات تمكن المعنيين من استعادة هذا الإرث المهم"، الذي يختصر عقودا من تاريخ العراق.
وتقع على عاتق الخبراء العراقيين مسؤولية إعادة صيانة الوثائق التالفة وعملية الحفاظ على أرشيف البلاد من الحقبة العثمانية إلى العهد الملكي، وصولا إلى الأنظمة المتعاقبة بعد الإطاحة بالملكية، حسبما يذكر العلوجي.
ويعمد الخبراء "بحذر شديد" إلى ترقيع الوثائق التالفة وكيها في عملية تمهد "لتهيئة المخطوطات لتحويلها إلى مصنفات مايكروفلمية باستخدام كاميرات خاصة وإنارة خافتة ليسهل فيما بعد التعاطي معها من دون تعريضها للتلف".