إلى من بيدهم زمام العراق

آخر تحديث 0000-00-00 00:00:00 - المصدر: شبكة ناس

انتصار السراي //
مأدبة أوجاعنا عامرة بما لذ وطاب لطباخي السياسة ان يقدموه لنا غذاء يومي. وأنتم كما أنتم منذ زمن الوجع الأول، لم نسمع حسيس أنفاسكم. حرباً تلو أخرى ، مجزرة تتبعها مجزرة ، ارهاب من الداخل والخارج حل جوراً بالعراق، ومازالت شفاهكم يابسة لم تبلوها بحرفاً واحدا. ظواهر انسانية واجتماعية عاثت في البلد فجعلته موبوء العقل ، وأنتم كما أنتم في سبات . قصص محزنة لشبابنا وهم يتضورون بشاعة أيام قضوها في الحسرة على ما في أيد الغير من ناس المعمورة ، وقد ولى العمر مدبراً بساعات مريرة لحقوق ضائعة ، وخيرات منهوبة ، ولم تتداولوا حلولاً لأزماتنا العالقة ، والقادمة ـ أمرـ كما يبدو من معطيات الراهن العراقي ، أطفال يلتحفون الشوارع من أجل رغيف حياة ، وأطفال رماها البحر الهائج إلى السواحل البعيدة بين موت وغربة وطن ، وأطفال تباع وتشترى ، وأطفال تترحل من بيت لأخر بعد رحيل الأب بإحدى فؤوس الإرهاب المتنوعة في العراق ، بحثاً عن استقرار من دون جدوى ، ونساء تبحث عن لقمة حلال تستر جسدها عن الرذيلة ، وتسعى بان تمدد أقدامها تحت سقف يضمها مع أبنائها العطشى لأبسط مقومات العيش ، لم تفكروا بهم ولو بأحلام يقظتكم. بودي ان أسئلكم ، هل سمعتم بواعيتنا ؟! ، وهل شاهدتم لحومنا وهي تتطاير في الهواء فيختلط لحم الرجل بالمرأة والطفل بالشيخ المسن ، والعجوز بالشاب؟! وهل تمعنتم جيدا بصور الفضائح الاجتماعية في البلد ، والحروب الأهلية بين العشائر؟! وهل وصلت إليكم نسبة الأعداد المهولة من الأيتام والأرامل والمطلقات ، والجائعين ، والعاجزين ، والمرضى، وأطفال الشوارع ، ومن شرد ليقطن في مخيمات بائسة إلى مستقبلاً مجهول؟!. هل علمتم بان الإنسانية قد ماتت ، وغاب الضمير في التعامل بين أبناء البلد لأنه رحل يبحث عن ملذاته أينما تكون ؟! والمصيبة الأعظم من بين مهالك جمة تتلاقف أبناء جلدتي ، وهي بعد حث الشباب للدافع عن الوطن المتخم بالمطاحن البشرية ، هل استفسرتم عن أكلهم وشربهم وعتادهم ورواتبهم ، وعن حقوقهم بعد الشهادة ، أم تغافلتم ، عن رجال تغازل الموت ، وأنتم في رغيد العيش تنعمون؟! وهل آتاكم حديث الجمع في ساحة التحرير ، اجتمعوا لدرء الفساد، وقلوبهم متنافرة ، المدني يرمي الديني ، والديني يرمي المدني ، بأبشع التهم ، وكلاهما أبناء أمة واحدة؟! الكثير من الوجع سكن أرواحنا ، ما لا طاقة لنا بذكره لأنا نجزم أنكم لا تعيشون عالمنا. حيث تركتم البلد مستباحاً تتحكم به أجندات العالم كله ، وتجاهلتم ان ترسموا له خارطة، خلاص لآهاته.. ختاماً ، بقي في جعبتي الكثير لكن أرهقني ان غيرتكم دفنت حية ، لذا أكتفي بهذا النزف من أوجاعي .. ودمتم حتى يحكم الحق بينا وبينكم.