حيث نشرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية، استنادا إلى وثائق لمكتب التحقيقات الفدرالية، معلومات عن النشاطات التجسسية التي استهدفت هذا الكاتب الذي توفي العام الماضي في المكسيك، مشيرة إلى أنها حصلت من هذا الجهاز الأمني الأمريكي على 137 صفحة، رُفعت السرية عنها، وهي جزء من ملف جُمع عن الكاتب الشهير.
وأشارت الصحيفة إلى أن "القسم المتبقي من ملف التجسس على صاحب رواية مئة عام من العزلة، وهو يضم 133 صفحة لا يزال تحت تصنيف سري للغاية"، مضيفة أن "دوافع مكتب التحقيقات الفدرالية إلى اقتفاء أثر الكاتب العالمي غابريل غارسيا ماركيز مبهمة تماما".
وتفيد وثائق مكتب التحقيقات الفدرالي الذي يتولى مكافحة التجسس، بأن ما يمكن وصفه بإحصاء حركات وسكنات ماركيز بدأ حين كان الأخير في 33 عاما من عمره.
وبدأت قصة تتبع ماركيز في عام 1961، حين وصل وزوجته وابنه الرضيع إلى نيويورك، بصفة مراسلا لوكالة الأنباء الكوبية "Prensa Latina".
ولفتت الى ان "من الواضح أن عمل ماركيز لصالح مؤسسة كوبية كان كفيلا بوضعه تحت مراقبة تواصلت 24 عاما، حيث تواصلت كتابة التقارير عنه حتى بعد أن حاز على جائزة نوبل للأدب عام 1982".
الصحيفة الأمريكية لم تكشف عن أي معلومات سرية ذات أهمية عن ماركيز، واكتفت بالحديث بصفة عامة عن عملية التجسس، مرجحة أن من أعطى أمرا بتعقبه هو إدغار هوفر، أول مدير لمكتب التحقيقات الفدرالي ورئيسه على مدى ما يقارب نصف قرن.
يشار الى ان غابرييل غارسيا ماركيز لم يخف مواقفه من السياسات الأمريكية وكان يجاهر بأفكاره الثورية وبالعداء لـ"الإمبريالية" وبصداقته المتينة مع زعيم كوبا التاريخي فيديل كاسترو.
كما عدت واشنطن ماركيز لسنوات "شخصا مخربا"، ورفضت منحه تأشيرة دخول إلى الأراضي الأمريكية، إلا أن الرئيس الامريكي بيل كلينتون رفع عنه حظر السفر، وكشف أن "مئة عام من العزلة" هي روايته المفضلة. انتهى 21/س