شبكة ناس تنشر (14) حلقة من مذكرات نارية خطيرة لقيادي في حزب الدعوة الاسلامية

آخر تحديث 0000-00-00 00:00:00 - المصدر: شبكة ناس

مذكرات الدكتور سليم الحسني عن حزب الدعوة الاسلامية وشخصيات اسلامية اخرى //=========================================

إسلاميو السلطة (1)


السيد عمار الحكيم.. وارث الزعامة والولاء
سليم الحسني
جاءته الزعامة مبكرة سهلة، مثل سنوات عمره السابقة، فمن رعاية مترفة في طهران، في منزل فخم من احيائها الراقية نشأ السيد عمار الحكيم، محاطاً بالحرس، يرافقونه في ذهابه وايابه في سيارة من طراز (سيمرغ) مخصصة للمسؤولين، مُصنّعة لمقاومة الرصاص والطرق الوعرة والمناورات السريعة.لم يرّ العراق إلا بعد سقوط النظام البعثي، دخله وهو على بعد سنوات قليلة من زعامة المجلس الأعلى وريثاً لوالده السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله. فواصل حياة الترف التي ألفها، وزاد عليها الحراسات والقصر البالغ الفخامة في منطقة الجادرية ببغداد، حيث تنتصب حواجز الاسمنت ومفارز التفتيش لتقطع الشوارع المؤدية اليه. فيما تترامى على مقربة منه حياة مليئة بالتعاسة والخوف والمرض والحزن، مثل أغلب مناطق بغداد ومدن العراق.لم يكن بحاجة الى عمر الرجال وتاريخ النضال وشيب اللحية، فوراءه رصيد من المجد الأسري يلتصق بالمرجع الأعلى للشيعة السيد محسن الحكيم طاب ثراه، وعشرات من شهداء آل الحكيم على يد النظام البائد، وعلى يمينه أحد مراجع الشيعة السيد محمد سعيد الحكيم، أما على يساره فطاقم من المخضرمين في قيادة المجلس الأعلى منذ زمن عمه الشهيد السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله، نقلوا ولاءهم من عمه الى والده ثم وضعوه بين يديه، فكلمة منه تنهي مستقبلهم السياسي. بهذه العناصر صار جزءً مهماً من العملية السياسية، يواجه شركاءها بمحياه النوراني، ويخطب على جماهيره من وراء باقة الزهور بصوته الناعم، يتحدث اليهم عن الصبر والتحمل ومقاومة الإرهاب بنبرة دافئة لم يمر عليها الغضب والصخب والتعب.في بداية قيادته للمجلس الأعلى، استبشر بعض الكتاب والمثقفين فكتبوا عنه مقالات تشجيعية بانه القيادة الشابة في العراق، ظناً بأنه لا يحمل إرث الماضي المعقد في صراعاته وتنافساته المزعجة، وأنه يريد ان يسهم في خدمة العراق وشعبه، من خلال الاستعانة بالكفاءات والخبرات والمعرفة المعاصرة في فن الإدارة والتنفيذ. لكن بضعة أشهر كانت كافية لتجعلهم يفقدون الأمل فيه، فلقد عرف السيد عمار الحكيم، أنها معركة وجود فئوي، ينتفع فيها من يساير قوانينها وضوابطها. بينما يربح الشعب من يتمرد على أخطائها ويتجه لتصحيحها، وبين هذا وذاك اختار الأول فكان مثل غيره، يهاجم الفساد بالكلام، ويقاوم الإرهاب بالصور، ويعالج الخلل بالأمنيات.
استعجل السيد عمار الحكيم الشهرة والدور، فمد جسور العلاقة مع الملوك والأمراء والشيوخ، حتى اقام منظومة جيدة من العلاقات مع السعودية وقطر والكويت والبحرين والاردن، لكنه واجه مشكلة الموقف الشيعي الذي يفرض عليه أن يحدد أين هو والى اين يريد؟. ففي البحرين ثورة مظلومة لشعب مظلوم، وفي السعودية وهابية سوداء تفتي بقتل الشيعة، وفي قطر تآمر دفين ينفق الأموال لتمويل الإرهاب، وفي الأردن مخابرات ومعسكرات يتخرج منها الإرهابيون، وفي الكويت نعمة الهدايا التي لا يعود منها زائر إلا وقد ثقلت جيوبه برزم الدولارات.وإزاء هذا الاحراج، فضل الحياد في معركة ليس فيها حياد. فأقنع نفسه بأن يخرج على مريديه يجلس وراء منضدة الزهور الجميلة، يشجب الإرهاب ويدعو الى طاولة مستديرة وينادي بالوحدة، ويعظ بزهد أهل البيت عليهم السلام.. صوته كما هو لم يتغير ناعم، نبرته كما هي دافئة، يشير بيده الرقيقة التي لم يمسها تراب الشوراع، مهدداً تنظيم داعش بالويل والثبور.على مقربة من قصره الضخم، ومن وراء الأسوار وحشود الحرس، تبكي امرأة على ابنها المقتول، يبكي أب على ابنه المفقود، تنتظر فتاة أباها الذي يقاتل في ديالى وصلاح الدين والانبار.. وهناك طفل يحمل كيساً ملأه من قمامة القصر قوتاً لعائلته.يدين السيد عمار الحكيم الفساد، ويدعو الى مكافحته، لكنه لم يكشف حتى اللحظة، فاسداً واحداً في كتلته.يتبع عن السيد عمار الحكيم






إسلاميو السلطة (2)
المجلس الأعلى من الحكيم الى الحكيم
سليم الحسني
لا أحد ينكر شخصيته القيادية، ومنزلته العلمية، إنه السيد محمد باقر الحكيم الرقم الصعب في المعارضة العراقية، أحد القادة المؤسسين لحزب الدعوة، والمقرب المعتمد من الامام الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره. وقد ارتبط تاريخ المجلس الأعلى بشخصيته منذ تأسيسه وحتى استشهاده رحمه الله عام 2003م.في صيف عام 1998، كنت التقيه بين فترة وأخرى، وفي احدى المرات دار الحديث عن المجلس الأعلى، فقلت له أن مبررات وجوده قد انتهت، فقد بدأ المجلس كتشكيل جبهوي للفصائل الإسلامية وقد انتهى الى فصيل من بين فصائل عديدة، فأكد أنه بصدد إعادة هيكليته. ويبدو ان تطورات الساحة العراقية المعقدة والمرتبكة قد أبقت الأمور على ما هي عليه. لكنه مع اقتراب سقوط صدام، كان قد تخلى عن زعامة المجلس عملياً لصالح السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله، وقد كانت له أيضاً مكانته في المعارضة، ودوره في احداثها ونشاطاتها وكذلك موقعه المتقدم في العملية السياسية وفي الإئتلاف الوطني حتى وفاته.كان متوقعاً أن تؤول قيادة المجلس الى أحد قياداته المعرو