الحكيم يشدد على ضرورة التواصل مع القوى السياسية في الإصلاحات وخلق شراكة حقيقية

آخر تحديث 0000-00-00 00:00:00 - المصدر: وكالة من كربلاء الخبر

 

شدد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم، على ضرورة تواصل رئيس الوزراء حيدر العبادي مع القوى السياسية في الاصلاحات من اجل خلق شراكة حقيقية.

وقال الحكيم في خطبة صلاة العيد التي اقيمت بمكتبه في بغداد اليوم، ان "العراق جزء مهم وحساس من هذه المنطقة الحيوية من العالم، وكل دول المنطقة تعاني من أزمات كبيرة وصراعات مفتوحة، وللأسف الشديد أصبح العراق مدخلاً لهذه الصراعات ومحطاً لهذه الأزمات"، مضيفا "لقد عملنا بقناعة كبيرة على ان يكون وطننا جسراً للتلاقي وممراً للعلاقات الإقليمية والدولية السليمة ولكن صراع الارادات الإقليمية والدولية كان اكبر بكثير من طاقاتنا المحدودة ومن امنيات شعبنا المحروم في العيش بحرية وسلام".

واضاف ان "البلد يقاتل اليوم من اجل تحرير محافظات عزيزة علينا من يد التكفير والإرهاب والتطرف والفكر المنحرف، ونحن لا نقاتل فصيلاً إرهابياً محدداً او مجموعة ضالة هنا او هناك وانما نقاتل جذور الانحراف التاريخي واسقاطاته المعاصرة، نحن نقاتل من لا يؤمنون بالحياة الحرة الكريمة التي وهبها الله لنا ويحرفون كلام الله ويشوهون رسالته ويقدمون خدمة عظيمة لأعداء الله والاسلام والإنسانية".

واوضح "نحن نعلم انها معركة طويلة وشرسة ويجب ان نعد لها ما نستطيع من قوة ومن تحالفات رغم ان ما سيحسمها في النهاية هو التوكل على الله والارادات المؤمنة القوية"، مبينا : "في خضم هذه المعركة الوجودية مع الارهاب التكفيري الداعشي فأننا نخوض معركة اخرى مؤلمة وخطيرة وهي معركة الإصلاح ضد الانحراف ومعركة النزاهة ضد الفساد ومعركة بناء الدولة والمؤسسات ضد منهج بناء الأشخاص والذوات".

وبين الحكيم "اننا اليوم اذا اردنا ان نلتفت الى الوراء لنقيم وبموضوعية مسيرة 12 عاماً بكل حلاوتها ومرارتها وبكل اخفاقاتها وانجازاتها نستطيع ان نحكم وبسهولة بأن هناك الكثير من الفرص الكبيرة الضائعة مع الأسف الشديد كان بالإمكان ان تستثمر لبناء حياة أفضل للمواطن العراقي وبناء مؤسسات أقوى للدولة العراقية، ولكن انشغال القوى السياسية بالصراعات الفئوية والحزبية الضيقة والسماح بالتدخلات الخارجية ضييع فرصا كبيرة على وطننا وشعبنا من الصعب تعويضها".

 

وقال: "اليوم لدينا حكومة تسعى لإنتاج رؤية لمشروع دولة، ولديها الإرادة لبناء دولة، وتحتاج منا جميعا الدعم والمساندة لان الواقع صعب ومعقد ولا يمكن إصلاحه بيوم وليلة، ولكن بنفس الوقت على الحكومة ان تساعد نفسها أولا وان تكون واضحة وصريحة وشفافة مع القوى الخيرة في هذا الوطن والتي تؤمن بمساعدتها وتوفير الغطاءات اللازمة لها"، لافتا الى ان "المرجعية العليا وهي ترسم بوصلتنا في خضم هذه العواصف المتتالية والأمواج العاتية قدمت الكثير من الدعم والاسناد وعلى الحكومة ان تستثمر هذا الدعم في خلق شراكات حقيقية من اجل الانطلاق بالإصلاحات الجذرية المهمة".

 

ولفت إلى ان "العراق كبير وواقعه متشابك ولا تستطيع أي جهة مهما كانت ان تقوده منفردة، ولا يستطيع أي شخص أيا كان ان يصل به إلى بر الأمان، وهذه تجارب العالم أمامنا وجميعها تثبت لنا ان المشاركة الحقيقية الفعالة هي أساس النجاح والفردية والاقصائية هي سبب الفشل واساس البلاء"، مؤكدا "سنبقى داعمين وبقوة لهذه الحكومة مادامت مؤمنة بمشروع بناء الدولة والمؤسسات، وهنا أقول وبكل صراحة اننا أمام عملية بناء من الأساس وليس عملية تطوير وإعادة بناء، ولذلك يجب ان تكون عملية بناء متكاملة".

 

ودعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي الى ان "يكون اكثر صبرا على اخوته وندعوه ايضاً ان يكون اكثر اقداماً في اجراء الإصلاحات الجذرية الفعالة، وان يكون أكثر تواصلا كي يشرح سياساته ويوضح خطواته ويفسر رؤيته وبرنامج عمله"، موضحا ان "التواصل هو الأساس لخلق فهم مشترك، مع تقديرنا للتحديات التي نواجهها جميعا وفي مختلف المجالات أمنيا واقتصاديا واداريا وسياسيا".

 

وبخصوص التظاهرات قال الحكيم إن "اغلب محافظاتنا شهدت تظاهرات احتجاجية شرعية عبرت عن الإحباط من الأوضاع الخدمية في عموم العراق ومن التقاطعات والتجاذبات السياسية التي عطلت الكثير من طاقات هذا البلد، وكانت مظاهرات عفوية وجماهيرية صادقة، وقد دعمناها وشاركت جماهيرنا في بعضها، ولكن الملفت ان هناك اياد خفية مختلفة أرادت ان تجير هذه الاحتجاجات لمصالحها السياسية الضيقة وان تستخدمها في تصفية خصومها"، مبينا ان "البعض أراد ان يوجه هذه الاحتجاجات ضد التيار الإسلامي خصوصا والنيل منه وتحميله ضريبة كل الإخفاقات والتراجعات والأزمات التي أصابت العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة والنيل من رموزه الإسلامية"، وفال: "قد تحملنا الامر في بدايته لأننا ندرك ان شعبنا واع وان هذه الممارسات لن تنطلي عليه وانه سيكتشف عاجلا ام اجلا الجهات التي تقف وراءها ونوايا وخلفيات من يروج لها والاهداف التي تختبئ خلفها".

 

ونوه الى ان "الدولة العراقية الحديثة تأسست منذ ما يقارب الـ 100 عام ولم يكن التيار الإسلامي في أي مرحلة من مراحلها في السلطة عدا السنوات العشر الأخيرة، وقد عانت من الحروب الداخلية والخارجية والانقلابات المتوالية، وفي العقد الأخير كان التيار الإسلامي جزء من عملية سياسية متنوعة ولم يتجاوز وجودهم فيها نصف أعضاء الحكومات المشكلة، ومع ذلك هم يتحملون المسؤولية في عدم تقديمهم نماذج كافية من شخصيات قيادية متمكنة في إدارة الدولة ووضع الخطط الصحيحة".

 

وتابع "أيضا يتحملون المسؤولية في عدم اتفاقهم على مشروع موحد لبناء الدولة، ويتحملون المسؤولية في عدم إنشاء مؤسسات سياسية داخل أحزابهم وتياراتهم قادرة على إنتاج جيل سياسي متمكن من أدوات السلطة وإدارة الدولة"، مستدركا "مع اقرارنا بكل هذا فانهم لا يتحملون وحدهم اوجه الفشل والاخفاق، فهناك قوى سياسية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار شاركت في الحكومات المتعاقبة وهناك قوى دولية وإقليمية كانت فاعلة وحاضرة على الساحة العراقية وكان لتدخلها وإراداتها المتقاطعة حصة كبيرة من الوصول الى حالات من الاخفاق والفشل".

 

قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ان "علينا ان نضع النقاط على الحروف وان لا نسمح باستغلال احباط الناس من اجل تحميل المسؤولية الكاملة لتيار قدم الكثير من التضحيات ويمتلك تاريخاً ملؤه الشهادة والبذل، ان شعبنا واعٍ ومدرك وكل محاولات التسقيط الحاقدة لن تثنيه عن الدفاع عن خياراته العقائدية وايمانه بتياراته الصادقة المجاهدة".

 

وخاطب الحكيم الشبا?