ناس/وكالات/ من يتجول في الحساب "التويتري" الخاص بوكالة "ناسا" الفضائية الأمريكية، سيقرأ تغريدة مهمة كتبتها أمس السبت، تقول فيها إن المريخ "هو عالم غامض، فاستمع إلى تليفزيون NASA يوم 28/9 حيث سنعلن عن كشف علمي كبير"ومع التغريدة نشرت "لينك" عن مؤتمر صحفي ستعقده في مقرها بواشنطن الساعة 7.30 مساء بالتوقيت السعودي، وفيه سيشارك 5 من علمائها، لشرح تفاصيل ما وصفته بمهم للعلم عن الكوكب الأحمر.
ومنذ السبت، أجمعت مواقع علمية متخصصة، ومثلها التابعة لوسائل إعلام أمريكية وأوروبية، على ما علمته من مهتمين بالشأن المريخي، بحسب ما طالعته "العربية.نت" فيها، وهو أن "الكشف العلمي المهم" حققته عربة Curiosity المتجولة منذ منتصف 2012 كروبوت على سطح الكوكب الأحمر، يتحكم به مركز على الأرض تابع للوكالة التي يتوقعون أن تعلن عن اكتشاف ما يحل لغزا هو الأكبر في المريخ، بإجابته عن أسئلة قليلة ومهمة عن وجود الماء هناك، أو حتى برعم حياة بدائي وبسيط.
الكشف الجديد سيعلنه ألفريد ماكوين، وهو من جامعة أريزونا في توكسون، وباحث رئيسي في تجارب علم التصوير عالي الدقة، المعروف باسم HiRISE كنظام للرصد التصويري، موضوعة أجهزته في القمر الاصطناعي "مارس ريكونيسانس أوربيتر" السالك منذ 2006 حول المريخ، على ارتفاع معدله 300 كيلومتر، والمستمر بمسح ودرس كل صغيرة وكبيرة على كوكب واعد بمفاجآت علمية متنوعة.
ومن أهم التوقعات عن الكشف العلمي الجديد، واحدة تقول إن "ناسا" ستؤكد الإثنين وجود ماء في المريخ عبر توصلها إلى حل لغز يتعلق بظاهرة غامضة فيه، يسمونها Recurring slope lineae وهي خطوط متعرجة متكررة، تبدو في الصور كما الأفاعي، وتظهر في الصور كحلقات مظلمة على الأديم المريخي في الأشهر الدافئة بشكل خاص، وهي الدليل الأكبر حتى الآن على وجود الماء، المبشر الوحيد بتبرعم الحياة في الكوكب الآن، أو حتى في ماضيه السحيق قبل ملايين، أو ربما مليارات السنين.
مكامن عملاقة للماء.. أو حتى محيط بكامله
وما يشير تقريبا إلى أن "ناسا" ربما عثرت على ماء في المريخ، هو مشاركة من ليست من علمائها في المؤتمر الصحفي يوم الإثنين، بل ناشطة في "معهد جورجيا للتكنولوجيا" في مدينة أتلانتا، وهي "ليوندرا أوجها"، لأنها بحسب ما قرأت "العربية.نت" عنها، كانت أول من أشار في 2011 إلى أن ما نراه من حلقات مظلمة في المريخ ليس إلا انعكاسا وترشحات لمياه تحت الأديم فيه، لذلك فالتوقع كبير بأن تعلن الوكالة الفضائية عن وجود مكامن عملاقة للماء، أو حتى محيط بكامله، وهذه وحدها تكفي لإحداث ثورة علمية لها توابع، وتداعيات من نوع آخر أيضا.
وأهم المشاركين في المؤتمر الصحفي هو جيم غرين، المدير في "ناسا" لعلوم الكواكب، إضافة إلى مايكل ماير، الباحث الرئيسي فيها ببرنامج اكتشاف المريخ، وأيضا ماري بيث فيلهلم، وهي من مركز أبحاث "أميس" في موفيت فيلد بولاية كاليفورنيا، والعاملة أيضا في "معهد جورجيا للتكنولوجيا" بأتلانتا، ممن سيجيبون على أسئلة الصحافيين في بث تليفزيوني حي، يمكن متابعته عبر زيارة موقع NASA tv المتضمن "شاشة" فيديو ستعرض كل تفاصيل المؤتمر الصحفي.
وما ستعلنه "ناسا" الإثنين، هو ثاني كشف علمي تعقد بشأنه مؤتمرا صحافيا هذا العام، فقد سبقه في يوليو الماضي إعلانها عن اكتشاف كوكب، سمته Kepler-452b خارج المجموعة الشمسية، وأكدت أنه الشبيه الوحيد بالأرض بين 1030 كوكبا تم اكتشافها حتى الآن، فهو يدور حول نجم من نوع G2 شبيه بشمس الأرض في حجمه ودرجة حرارته، وبعده عنه يجعله صالحا لنشوء الحياة إذا ما توفر الماء فيه، وللسكن أيضا.