حديقة زهور نمت داخـل قنابــل

آخر تحديث 0000-00-00 00:00:00 - المصدر: وكالة من كربلاء الخبر

 

 

ليس بالضرورة ان يكون الانسان قد درس الفن أكاديميا كي يكون باستطاعته تحويل الأشياء الجامدة إلى اعمال فنية نابضة بالحياة، لتشكل بدورها صورة ممتعة تثري خيال المتلقي وخير دليل على ذلك ان اغلب المبدعين في العالم كانوا أناسا من دون شهادات، فالمبدع يستند الى التخيل الافتراضي وخلفيته الثقافية والاجتماعية والسياسية والفكرية التي تربى عليها داخل أسرته على الاقل.

 

وعلى هذا فالعمل المنتج يتخذ أشكالاً متعددة, أما ان يتماشى مع الجمهور بخط مستقيم واحد، او يتقاطع معه، او قد يكون ذا رؤى دلالية بشكل

 

متواز .

 

وهذه الفكرة تؤثر في خيارات المبدع فهي اما ان تجعله نجح بالفرضية الشعورية كتجربة شخصية, او يترك للمتلقي قضية التأويل والفرضيات التي ممكن ان يحيل هذا العمل لاجلها، مثالاً على ذلك قامت امرأة فلسطينية من قرية بلعين، بزرع حديقة مليئة بالزهور اذ نمت هذه الزهور داخل قنابل الغاز المسيل للدموع التي جمعتها بالفترة التي كانت الاشتباكات فيها قائمة بين الجنود الإسرائيليين و الشعب الفلسطيني، فكرت هذه السيدة ربة البيت ان تحول هذه القنابل الى مزرعة زهور لتوصل من خلالها رسالة سلام ومحبة الى العالم بأسره، وقد نجحت فعلاً بذلك من خلال اهتمام اغلب الناس بهذه المزرعة وتصويرها والكتابة عنها كعمل ابداعي مهم، رسالته الاولى هي الزهور بدل العنف