دعا معهد الحرب والسلام الدولي وزوجة الاعلامي العراقي عمار الشابندر اليوم الثلاثاء الى احياء ذكرى رحيل الشابندر في كنيسة سانت برايدس وسط لندن وسط جمع من أصدقائه ورؤسائه وأقربائه ومعارفه. وحضرت "ايلاف" التذكار الذي كان منظّماً بطريقة تليق بذكرى الراحل، وانهمرت دموع زوجته أنجيلا طويلا وهي تهتم بأطفالهما، وقدمت الورود الى أصدقاء زوجها عرفانا منها بدعمهم وصداقتهم له. وكان الشابندر يتولى إدارة الفرع العراقي لمعهد الحرب والسلام الذي يدرب الصحافيين على تغطية النزاعات. كما أشرف على العديد من دورات تدريب الصحافيين السوريين ايضا في تركيا وكان صديق الكثير من الصحافيين العرب. الحقوقي السوري عبيدة فارس قال لـ"ايلاف" مثّل لقاء اليوم لأصدقاء وزملاء عمار الشابندر فرصة لتأكيد التضامن مع الإعلاميين والعاملين في منظمات المجتمع المدني، ممن يدفعون حياتهم ثمناً للقيم التي يعملون على نشرها في المجتمع. وأكد "لقد كان عمار نموذجاً لأولئك الذين اختاروا أن يكونوا في موقع متقدم في مكان خطر، لأنّه يرى أن نشر القيم التي كان يحلم بها ببناء عراق يتّسع للجميع تستحق هذه المخاطرة، مع أنه كان يملك الفرصة البديلة في البقاء خارج العراق حيث كان أصلاً، وحيث كان يمكن أن يبقى". وشدد "إن الصحافة، ومعها المجتمع المدني ككل، بحاجة إلى مثل هذا التضامن الدولي الذي شهدناه اليوم من أجل عمار، ونحن في سورية نتطلع إلى مثل هذه اللقاءات لاستذكار الصحفيين الذين قتلوا أو اعتقلوا في سورية منذ عام 2011 وحتى اليوم". وقال المدير التنفيذي للمعهد أنتوني بوردين أن وفاة عمار الشابندر هي مأساة لعائلته الجميلة وصدمة عميقة لكل واحد منا في معهد الحرب والسلام. وتحدثت الكاتبة الألمانية سوزان فيشر عن مناقب الشابندر (39 عاما ) كما تحدث العديد من رؤسائه المباشرين عن تصميمه وعزمه وايمانه الذي لايلين. وتحدث زملائه كيف أن عمار قد كرس للمساعدة في بناء العراق الجديد وصنع السلام والديمقراطية وأنه كان لا يفقد الامل بالمستقبل ومازال يعطي الامل رغم رحيله. وأشاروا الى أنه جاء الى باب الاعلام ليس من باب المهنة بل من باب المسؤولية وانه وكان واحدا من المبدعين ومن أعضاء المجتمع المدني الحقيقي، وأن شخصيته حازت على الاحترام بشكل كبير من قبل المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين الغربيين والصحافة الدولية، وكان محبوبا من قبل زملائه، وأن فقدانه هو ضربة كبيرة للعراق، ولنا جميعا. وكان الشابندر بين قتلى سيارة ملغومة انفجرت قرب مطعم شعبي وسط العاصمة بغداد يوم 2-5 هذا العام وارتفع عدد قتلى انفجارها إلى 15 قتيلا. وتخرج الشابندر الذي عاد إلى العراق بعد سقوط حكم الرئيس السابق صدام حسين في 2003، بعد أن حصل على شهادة في علم الاجتماع والعلاقات الدولية من جامعة ويست مانيستر في لندن. وقال بريت ماكغورك، مساعد المنسق الأميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش، في تغريدة له انذاك على تويتر، "اليوم في بغداد، سرق الإرهابيون حياة صديقي... لن يتمكنوا أبدا من إسكات روحه، أو روح الشعب العراقي".