فاز الروائي الجامايكي مارلون جيمس (المولود عام 1970 ) بجائزة مان بوكر هذا العام تقديراً له على روايته ( موجز تاريخ سبعة قتول A Brief History of Seven Killings). وجيمس هو أول كاتب من أصل جامايكي (في البحر الكاريبي) يفوز بهذه الجائزة المهمة، التي لم يُسمح بها لكتّاب من خارج الكومنولث البريطاني إلا في السنتين الماضيتين فقط. وقد شغلت الجائزة العناوين الرئيسة في وقت سابق حين أعلن المنظمّون قائمة طويلة تضمنت خمسة أميركيين، ظل اثنان منهم في القائمة النهائية ــ آن تايلر، لروايتها ( بكرة خيط أزرق )، وهانَيا ياناجيهارا لـ ( حياة صغيرة )، كما تقول بيرتا مايَر في تقريرها هذا.
وتستند رواية جيمس ( موجز تاريخ .. ) على محاولة اغتيال من واقع الحياة لنجم الموسيقى بوب مارلي عام 1976.
وقد وصفها مايكل وود، رئيس هيئة التحكيم، بأنها أكثر الكتب إثارةً على قائمة هذا العام، لكنه أضاف قائلاً: « إن قراءتها ليست بالأمر السهل. فهي كتاب كبير. وهناك بعض المادة العسيرة وقدر من السباب، لكنه كتاب لا يصعب استيعابه «.
كما يحذر الناقد روسيكرانس بالدوين القرّاء بأن يكونوا متهيّئين له: إنه كتاب مزدحم. تتضمن شخصياته قتلة مقبلين، ورؤساء عصابات من مختلف الأنواع، وصحافيين، وضباطا من الـ CIA .
وهناك شبح سياسي، وحتى بوب مارلي أكثر شبحيةً نفسه، يُشار إليه ببساطة على امتداد الكتاب بـ «المغني».
وفي الأساس، هي حياة بعد أخرى أثّر بها العنف، والموسيقى، والسياسة. وكلها محشوة، وأعني محشوة بالفعل، في رواية من 700 صفحة أو ما يقارب ذلك، تُروى من أكثر من عشر وجهات نظر، على مدى 30 سنة.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة NPR، وصف جيمس الكتاب بأنه « ما بعد بعد كولونيالي post-post-colonial». وأعتقد ــ وذلك لمجرد أنني لا أستطيع التفكير بشيءٍ ما أكثر طرافةً الآن ــ بأن « ما بعد بعد كولونيالي « جيل عصراني من الكتّاب، لا نكون فيه مدفوعين بحوارنا مع البلد الأم السابق [ المملكة المتحدة].
ولم تكن القوة الحاضنة لنا ونحن نكبر في السبعينيات والثمانينيات هي المملكة المتحدة. كانت الولايات، كانت أميركا. ولم تكن قوة أمبريالية، كانت نفوذاً ثقافياً فقط. وأنا على يقين من أن هذا الكتاب لو كُتب في السبعينيات أو الستينيات، فإن الشخصيات كانت ستنتهي في لندن. ما كانت لتنتهي في البرونكس ( شمالي مدينة نيويورك ).
وتجلب الجائزة للفائز بها مبلغ 50,000 جنيه استرليني ( نحو 76,000 دولار )، وتحقق له في العادة قوة دفع كبيرة لمبيعاته.
وجاء في تقرير لصحيفة الغارديان اللندنية أن الفائز بجائزة العام الماضي ريتشارد فلاتاغان لاحظ اختفاء 10,000 نسخة من روايته ( الطريق الضيّق نحو الشمال العميق ) من الرفوف خلال الأسبوع الذي أُعلن فيه فوزه بهذه الجائزة.