ترك بيكاسو وراءه خمسين الف عمل فني منها الفي لوحة، ولكن ما لا نعرفه عنه هو انه كان يريد انجاز الكثير، وان يعيش كل لحظة من حياته، وكان ايضا يحتفظ بكل شيء ولا يرمي اوراقه القديمة في القمامة، مثل الدعوات والبطاقات البريدية والرسائل...الخ.
200 الف قطعة
تأسس متحف بيكاسو في باريس قبل ثلاثين عاما اي في عام 1985 ثم اغلق لفترة ليعاد فتحه في تشرين اول (اكتوبر) 2014، واليوم يحتفل بمرور عام على إعادة الإفتتاح، بعرض ارشيف ضخم يتكون من 200 الف قطعة تعطي صورة اخرى عن هذا الفنان، او لنقل تعكس صورة بيكاسو من الداخل حسب قول لورون لو بون، مدير المتحف منذ العام الماضي ، وقد عرضت هذه الوثائق خلف زجاج رقيق حسب التسلسل الزمني، وتقابلها أعمال الفنان التي أنتجها في الفترة نفسها..
فمثلا، نرى لوحة بورتريه تمثل دورا مار، التي كانت رفيقته ومصدر وحيه، وهي معبرة رغم ان الشكل الذي نراه لا يشبه مار تماما، فالوجه هنا له انفين وعينين بلونين مختلفين اضافة الى شكله الهندسي الغريب الذي اعتاد بيكاسو استخدامه في لوحاته..
وفي الجهة المقابلة نرى الرسام بملابس السباحة مسترخ على رمال الساحل الى جانب دورا ويبدوان في الصورة مثل زوجين في اجازة والى جانبهما كلبهما.
امتنع عن الرسم
يضم المعرض اعمال بيكاسو، والى جانبها وثائق عن حياته اليومية الاعتيادية، فنرى مثلا بورتريه للراقصة الروسية اولغا، التي احبها الفنان قبل دورا مار بعشر سنوات تقريبا، معلقة الى جانب وثائق وصور هوية استخدمها الاثنان للسفر الى لندن.
وفي تلك الفترة بالذات، عُرف عن بيكاسو انه امتنع عن الرسم لسنة كاملة بين 1935 و1936 رغم غرابة هذا الأمر بالنسبة لرسام مثله لا يمنعه اي شئ عن عمله.
وما حدث هو انه كان يتهيأ في تلك الفترة للتخلي عن أولغا واستقبال امراة جديدة هي ماري تيريز التي كانت تنتظر طفلا منه وهي ابنتهما مايا ثم سيستقبل امرأة ثالثة هي دورا.
فوضى داخلية
ويبدو ان هذه الفوضى الحياتية كانت اكبر من قدرة الفنان إذ تركت اثرها على فرشاته ولكنها لم تؤثر على قلمه. إذ نشاهد في احدى قاعات المتحف عددا من قصائده مكتوبة بخط اليد على شكل كلمات سوداء رسمت على ورق ابيض لا يرافقها اي لون. وقد ترك بيكاسو 280 قصيدة كتبها في حياته.
وهكذا، كلما تعمقنا داخل المتحف، اكتشفنا جوانب من حياة بيكاسو حتى نصل الى لوحات عرضت في افنيون قبل وفاته في عام 1973 بفترة قصيرة ونشاهد فيها رموزا جنسية ادت الى انتقاده في تلك الفترة، وكل هذه اللوحات عرضت دون إطارات كما لو انها علقت للتو. انتهى
.