قال صادق الطائي، الباحث الاجتماعي العراقي، إن “النهوة العشائرية” بالعراق أمر متبع منذ خمسينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أنه أمر يحد من حرية النساء. وأضاف الطائي، خلال حواره لبرنامج “حديث الرافدين” على شاشة الغد العربي، مساء السبت، أنه من الناحية الدينية، فهذا الزواج باطل. “النهوة” عرف عشائري موروث، وتعني تعطيل زواج المرأة من قبل ابن عمها بكلمة للمتقدم لخطبتها، وهي “أنت منهي”، ومن خلال هذه الكلمة يمكن أن تبقى هذه المرأة عانسا مدى حياتها، إلا رقّ قلب ابن عمها فيعمد هو إلى الزواج منها أو إذا ما تم دفع مبلغ من المال إلى ابن العم لإرضائه، وبالتالي “يفك النهوة”، والموافقة على زواج ابنة عمه من الشخص الذي دفع المبلغ. والنهوة ليست من اختصاص ابن العم فقط، إذ يمكن لأي من أقارب المرأة أن “ينهي عنها”، لتبقى عانسا مدى الحياة، كما أنها ربما تكون ثأرية، فمثلما ينهي ابن العم عن زواج ابنة عمه، كذلك بإمكان إخوة هذه المرأة أن ينهوا عن زواج أخوات ابن عمهم. وهكذا تعيش بعض الأسر العراقية في دوامة لا نهاية لها تكون ضحيتها المرأة التي ربما تفكر في الانتحار أو ربما تهرب مع من تحب ليتم الزواج بعيدا عن العائلة، وتسمى هذه المرأة عندئذ بـ”الناهبة” لتبدأ عندها مشاكل لا تنتهي إلا بقتل “الناهبة”، ولن تنتهي المشكلة عند هذا الحد إذ ستتم مطالبة الشخص الذي هرب مع المرأة بالفصل، الذي غالبا ما يكون مرتفعا، وإلا فإن القتل بانتظاره.