شيوع "الخيانة الالكترونية" يضاعف معدلات الطلاق في العراق

آخر تحديث 2015-11-26 00:00:00 - المصدر: واي نيوز

ارتقت نسب الطلاق في العراق التي تنتج جراء الخيانة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأن تشكّل ظاهرة، طبقاً لأحاديث قضاة متخصصين بالملفات الشرعية.

 

وقالت محاكم أحوال شخصية إن هذه "الظاهرة" مازالت تتضخم حتى أوصلتْ الانفصال بين الأزواج إلى أعلى معدلاته خلال السنوات الأخيرة، لكنها أكدت أن نوع الحديث الموثّق مع الأشخاص الغرباء كفيل بتحديد طبيعته إن كان خيانة من عدمها.

 

وسجل العراق منذ بداية العام الحالي نحو 50 ألف حالة طلاق رسمي بمعدل 150 حالة يومياً، فيما جاءت بغداد في المرتبة الأولى بين المحافظات بنحو 22 ألف حالة.

 

وبموجب الإحصاءات الرسمية فان المعدلات تصاعدت بما يقارب الضعف عمّا كانت عليه في العام 2004، بسبب التغييرات التي طرأت على المجتمع من بينها دخول التكنولوجيا بأنواعها إلى البيوت.

 

ويلوّح قاضي الأحوال الشخصية في بغداد أحمد جاسب الساعدي بأن "دعاوى عديدة كان سببها الرئيس حوارات أو صور أرسلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتم ضبطها".

 

ويجدّ الساعدي في حديثه لـ "واي نيوز"، أن "الخيانة الزوجية من الناحية الواقعية لم تقتصر فقط على الزنا"، وقال "بل طرقت أبوابا أخرى لم تكن معروفة للمجتمع في السابق".

 

ويلوم "المشرّع لعدم مواكبته التطور التكنولوجي حتى الآن"، وطالب في الوقت ذاته بـ "قوانين تعالج الحالات المستحدثة".

 

ويفسّر قاضي دعاوى الزواج والطلاق أن "فلسفة الزنا لا تقتصر على صورته النمطية الحالية؛ لأنها أخذت أبعاداً أخرى بالتزامن مع تطور أساليب الخيانة".

 

ويشرّح إحدى الحالات  بأن "طلاقاً حصل بين زوجين لكثرة أصدقائهما على موقع (فيس بوك)، والطرفان أقرّا بذلك أمام المحكمة، بحجة أن كلا منهما يردّ على مواقف الآخر بالطريقة ذاتها".

 

والقضاء العراقي وبحسب الساعدي "لم يعرف أسباب طلاق كهذه إلا مؤخراً مع اتساع نطاق تعاطي المجتمع العراقي مع وسائل التواصل الافتراضية".

 

من جانبه، أفاد القاضي الثاني علي خلف عياش بان "دعوى رفعت مؤخراً أمام محكمة الكرادة يطلب فيها رجل الطلاق من زوجته بعد اكتشافه لعلاقات تجمعها مع غرباء عبر الانترنت".

 

وتابع عياش في حديثه لـ "واي نيوز"، أن "الزوج وثّق تسجيلات صوتية لهذه العلاقة، وصور أرسلتها زوجته إلى احد الرجال".

 

وأشار إلى أن "هذه القضية عدّتها المحكمة خيانة زوجية وقد قضتْ بالطلاق؛ لأن الحديث الموثّق لا ينسجم مع طبيعة الحياة الأسرّية".

 

لكنه عاد ليوضح "نحن نقدر طبيعة الكلام بين الرجل والمرأة"، موضحا أنه "ليس كل ما يرد على لسان احد منهما يكون سبباً للطلاق، فهناك حوارات لا تجري إلا بين الزوجين وهنا نقول ان الواقعة خيانة".

 

وعن كيفية تحقق المحكمة من حصول الخيانة الالكترونية، أجاب عياش "من خلال جميع وسائل الإثبات، وفي مقدمتها توثّيق المراسلات أو التسجيلات الفيديوية أو الصوتية عبر أقراص مدمجة وعرضها على المحكمة للتأكد من صحتها وعدم فبركتها بالتعاون مع الخبراء الفنيين".

 

ويلحظ القاضي كاظم عبد الزيدي في تعليقه لـ "واي نيوز"، أن "أغلب المنفصلين لا يقرّون بأن السبب هو الخيانة نتيجة الأعراف المجتمعية، لكن بعد السير في الدعوى تتضح لنا الحقيقة".

 

ويرى الزيدي أن "التواصل الالكتروني لم يبق الخيانة رهينة المراسلات فقط، بل تحولت في بعض الأحيان إلى واقع ملموس".

 

ويسرّد واحدة من الحالات الغريبة بأن "رجلا تعرف على امرأة متزوجة عبر (فيس بوك) واتفقا على اللقاء رغم أنهما يسكنان في محافظتين متباعدتين".

 

وأوضح الزيدي أن "المرأة استغلت غياب زوجها واستقبلت عشيقها في بيتها ومارست معه علاقة جنسية"، مبيناً "لكن زوجها عاد فجأة ليكتشف الأمر".

 

وزاد أن "المحكمة قضت بطلاق خلعي بعد تنازل الزوجة عن حقوقها كافة من بينها المهر المؤجل من بينها تسليم طفلها للأب".

 

 

من إياس حسام الساموك