يقول وزير الدفاع آشتون كارتر، ان الولايات المتحدة مستعدة لنشر طائرات هليكوبتر هجومية ومستشارين اضافيين لمساعدة القوات العراقية في معركة طويلة الامد لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي من مسلحي داعش.
لعدة اشهر من التحضير العسكري، تسعى القوات الامنية العراقية للتقدم واستعادة المدينة رغم فرضها حصاراً حول محيطها منذ شهور، ويقول مسؤولون في البنتاغون في هذا الشأن، ان القوات الامنية العراقية في تقدم واضح وراسخ ضد مسلحي التنظيم المتطرف.
التحشيد العسكري اليوم يُصنف على انه دفع نهائي ضد المسلحين، رغم ان المعركة ستتجه في اسلوبها الى حرب المدن. ويقول مسؤولو وزارة الدفاع الامريكية، انهم بانتظار إصدار اوامر بشأن استخدام طائرات الهليكوبتر الهجومية في معركة استعادة الرمادي. وهذه الخطوة من شأنها تعمّق التورط الامريكي في الحرب بالعراق وتزيد من خطورة تعريض الطياريين لنيران داعش الاكيدة، لكن وزارة الدفاع الامريكية تعتبر هذه الخطوة ضرورية.
وزير الدفاع وفي كلمة له امام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، قال " الولايات المتحدة على استعداد لمساعدة الجيش العراقي بقدرات فريدة من نوعها لانهاء مهمتهم في الرمادي، بما في ذلك استخدام المروحيات الهجومية المرافقة للمستشارين".
المسؤولون العسكريون الامريكان، يتصورون استخدام طائرات الهيلكوبتر انها المحاولة الاكيدة لاستعادة السيطرة على الرمادي رغم انها نقطة حرجة.
وقال مسؤول عسكري امريكي طلب عدم الكشف عن هويته، هناك نيّة من امريكا لتوفير طائرات الاباتشي ونقلها للعراق في الوقت الذي ترسل فيه قوات اضافية من المستشارين العسكريين.
في بغداد وتحديداً مكتب رئيس الوزراء، يرى المسؤولون الامريكان، ان العبادي يتعرض لضغوط سياسية من قبل السياسيين الشيعة المدعومين من ايران لاسيما رفضهم زيادة الدور الامريكي في البلد.
حالياً، يعمل المدربون الامريكان والمستشارين على تقديم المشورة للقوات العراقية مع الاصرار على بقائهم في القواعد العسكرية، لكن في حال زيادة القوات الاستشارية، فهناك ترجيحات بنشر قوات امريكية في الميدان.
ديفيد بترايوس، القائد السابق للقوات الامريكية في العراق، نصح البنتاغون بارسال قوات اضافية للعراق وان ينتشر الجنود بالميدان على مستوى لواء واحد.
إدارة اوباما حكومة العبادي يلعبان لعبة حبل البهلوان بشأن محاربة داعش في ظل انقسام سني ـ شيعي، واضح، وعلى ما يبدو ايضاً، ان قادة الجماعات المسلحة الشيعية والسياسيين القريبين من ايران، يحاولون التنقل بالقتال من جبهة لاخرى في ظل الانقسام الطائفي بالبلد.
وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من ان الهجوم العراقي الذي يجري تنفيذه لاستعادة الرمادي قد يطول.
المسؤولون الامريكان اخيراً، ناقشوا ما اذا كانت طائرات الهليكوبتر الهجومية من طراز اباتشي او لا، لان طبيعة مدينة الرمادي ينبغي استخدام مثل هكذا طائرات، لكن البيت الابيض قرر تخيير العراقيين بين هذه الطائرات او غيرها.
يشار الى ان سقوط الرمادي جاء في شهر آيار الماضي بعد انسحاب القوات العراقية بشكل كامل من المدينة مما سبب حرجاً كبيراً للحكومة العراقية، وهذا ما دفع ايضاً الوزير كاتر الى القول، ان القوات العراقية لا تمتلك الارادة في القتال، مصرحاً بذلك للاعلام في شهر حزيران الماضي. وترى امريكا استعادة السيطرة على مدينة الرمادي، المفتاح الوحيد لهزيمة مسلحي داعش في العراق.
وبين مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية، ان هناك بعض المخاطر في استخدام طائرات الهليكوبتر الهجومية، ورغم ذلك، فان الولايات المتحدة على استعداد لانهاء القتال في الرمادي، والتحضير للخطوة المقبلة.
ويشير مسؤولو البنتاغون، الى ان الولايات المتحدة تضغط على حلفاؤها في اوربا والخليج لتقدم جهودٍ اكبر في مهاجمة مواقع مسلحي التنظيم.
وعزا مسؤولو البنتاغون النجاحات العراقية الأخيرة في الرمادي، نتيجة المعدات الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة والتطور في التدريب لمكافحة التمرد.
ويتحدث سكان الرمادي عن فشل الحكومة العراقية في دعمهم بالسلاح او الدفاع عنهم، مما يعكس هذا الحال عن تنامي النعرات الطائفية التي مكنت تنظيم داعش من الازدهار في مدن واسعة من العراق. ومع ذلك، قاوم سكان الرمادي تطلعات تنظيم داعش لعدة شهور قبل سقوطها بالكامل بيد المسلحين.
وشن المسلحون لحظة دخولهم مدينة الرمادي في الصيف الماضي سلسلة اعدامات فاقت الوصف بين صفوف المدنيين بذريعة تعاون هؤلاء المدنيين مع الحكومة العراقية، وفقاً لزعماء محليين وسكان من الرمادي.
المصدر: صحيفة نيويورك تايمز
ترجمة وتحرير: أحمد علاء