رووداو - اربيل
حذر الاستشاري النفسي والتربوي د.مصطفى أبو سعد في دراسة له من خطورة تعرض الأطفال في سن مبكرة لقنوات الأطفال مثل طيور الجنة التي تعرض الأناشيد والغناء والرقص، داقا ناقوس الخطر حول تشابه أعراض الإصابة بالتوحد أو " الذاتية" وأعراض من أسماهم " ضحايا" هذه القنوات.. وشدد الدكتور في علم النفس التربوي، وفق ما أدلى به لإحدى الجرائد البريطانية، أن تعرض الأطفال دون سن الثالثة لهذه القنوات يؤثر على قدراتهم لاسيما في النطق والتواصل الاجتماعي والذاكرة الخيالية.
وأوضح صاحب كتاب " أطفال مزعجون"، إلى أن عددا من الأعراض المرتبطة بمرض التوحد، كعدم استجابة الطفل عند مناداته واللعب بمفرده دوما والحركة المفرطة أو الخمول، إلى جانب عدم إدراك الخطر وعدم التواصل البصري ونوبات من البكاء أو الضحك المفاجأة، سمات أساسية لإصابة الطفل بالتوحد أو لكونه ضحية قنوات الأطفال التي تعتمد على الصورة واللحن والرقص، مؤكدا على أن ذات السمات المذكورة قد لا تكون بالضرورة دالة على إصابة الطفل بمرض التوحد بل هي مؤشرات للإسراع لمراجعة مختص.
وأفاد المتحدث، أن السنوات الأخيرة عرفت تزايد ظاهرة تعسر نطق الأطفال إلى سن متأخرة وظهور أعراض طيف توحدي وتشتت انتباه، مبرزا أنها أعراض ملازمة للطفل الذي يتعرض وبشكل مستمر لشاشة التلفاز، وبخاصة الأطفال ممن هم أقل من عمر ثلاث سنوات والذين لم يبدأوا تعلم النطق والكلام بعد، موصيا بانتقاء ما يناسب عقل الطفل وإدراكه وليس جميع برامج التلفاز، " هناك برامج متخصصة للأطفال في تعليميهم أسماء الأشياء حولهم لا تلك التي تعرض أغاني أو أناشيد متواصلة مع حركات راقصة لا تساهم إلا في صمت الطفل وإبعاده عن محيطه" .
ويلفت أبو سعد أن الطفل يكون تحت تأثير صور سريعة لأطفال وكبار أيضا بين الرقص والحركة، إلى جانب موسيقى والإيقاعات وبلهجات غريبة عن الكلمات المتداولة في حياة الطفل، ليصبَّ كل تركيزه على الإيقاع لكونه لا يفهم الكلمات، ليصبح بعدها مركزا على الشاشة عديم النطق قد يرافقه تشتت في الانتباه لمحيطه بعيدا عن تلك الشاشة.
ويوصي الاستشاري التربوي الآباء بإبعاد أبنائهم كليا عن قنوات الرقص والغناء ومحاورتهم يوميا لمدة ساعة على فترات من 20 دقيقة، وقراءة القصص لهم بصوت مرتفع وبطيء والتركيز على مخارج الحروف وتكرار الجمل، وإشراكهم مع مجموعة من الأطفال في اللعب، مع اعتماد فترات للتلوين واللعب بالطين وضمهم وحضنهم لتهدئتهم من آثار الرقص والغناء.