بالتفاصيل.. “داعش” طلب من أول فتاة أردنية جندها تصفية والدها وشقيقها

آخر تحديث 2015-12-18 00:00:00 - المصدر: وكالة نون الخبرية

خرجت أول فتاة أردنية ” كركية ” جنوبي العاصمة الأردنية عمان لتروي تفاصيل طريقة تجنيدها ضمن صفوف مقاتلي تنظيم ” داعش” ولاية الرقة، والالتحاق بمخيم سري للتنظيم المتشدد في تركيا نجحت لاحقاً الفرار والعودة إلى البلاد بوساطة قادها برلماني أردني سابق، وبتواصل مع دبلوماسي أردني في أحد فنادق اسطنبول ليتم نقلها في وقت لاحق على متن طائرة إلى الأردن.

بوعود حياة جديدة لتملكها منزل في مدينة الرقة السورية ووظيفة هي احد ابرز الأسباب التي دفعت الفتاة 25 عاماً الالتحاق بالتنظيم المتشدد على الأراضي السورية، والمنحدرة من احد ابرز عشائر مدينة المزار الجنوبي بمحافظة الكرك، خاصة وانها انضمت لصفوف البطالة التي شهدت توسع وتزايد في الآونة الأخيرة أرغمت معها العمل في متجر بسيط في بلدتها منذ تخرجها الجامعي 2011 بتخصص علم النفس.

مطلع تشرين الثاني تلقت عائلتها رسالة هاتفيها تخبرها بانها غادرت مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة عمان باتجاه العاصمة التركية اسطنبول بغية الالتحاق بالتنظيم بولاية الرقة السورية بعد ان تسلمت ظرفاً مالي من سيدة بغية تمكنها شراء تذكرة السفر، بقيت الفتاة العشرينية لأيام في معسكر سري في تركيا برفقة العشرات من النسوة جئن من دول عربية مختلفة.

حرص القائمون على المسكر السري للتنظيم على الأراضي التركية تشديد الرقابة على حركة الفتيات القادمات للتو من بلادهن، وتنقل مكان إقامتهن خشية التتبع الاستخباري، قبل ان تفلت من قبضة أفراد الحراسة بمساعدة البرلماني الكركي الأسبق مازن الضلاعين وهو الذي فقد نجله الطبيب للتو بعملية انتحارية على الأراضي العراقية عقب لحاقه التنظيم في مدينة الرمادي مطلع تشرين أول الماضي.

وتروي الفتاة بان التنظيم طلب منها بمراسلات الكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي البدء باستهداف أفراد عائلتها مثل والدها وشقيقها كونهم ينتمون للأجهزة الأمنية الأردنية بوصفهم خارج ولائهم للتنظيم بعد ان استقبلت واطلعت على عشرات الفيديوهات والمقاطع المصورة لعمليات القتل التي ينفذها مقاتلي التنظيم، لتكتشف لاحقاً ان وعود الحياة الافضل ما هي إلا وعوداً كاذبة تتناقض مع ما يتحدث عنه افراد التنظيم قبيل سفرها.

وتستذكر الفتاة الأردنية اثناء وجودها في مركب باسطنبول كانت تعيش مع 50 امرأة جئن من دول عربية مختلفة، حرص التنظيم على نقلهن من مكان إلى آخر ‘لأسباب أمنية’، قبل أن يتم إرسالهن على دفعات إلى الحدود السورية التركية ليلتحقن بمعسكرات وجبهات القتال.

ظلت الشابة تتحين الفرص للهرب رغم الرقابة اللصيقة، لكن في إحدى المرات استطاعت مخادعة ثلاث نسوة كن معها، والتحقت بدبلوماسي أردني في أحد فنادق اسطنبول بمساعدة البرلماني مازن الضلاعين ليتم نقلها في وقت لاحق على متن طائرة إلى الأردن، بعد ان تسلمتها المخابرات التركية ووحدة مكافحة الإرهاب للتحقيق واستخراج وثيقة سفر قانونية لها في ظرفها وصف بالاستثنائي، في ظل عدم رضا القادة الأمنيين في تركيا عن مجريات تسهيل عودتها.

أصبحت بعد فرارها هدفاً للتنظيم ومؤيديه وانصاره من خلال تلقيها رسائل على التواصل الاجتماعي، خاصة وانهم بالأمس كثفوا دعايتهم والترويج بهدف التأثير والاقناع للالتحاق بصفوف المقاتلين على جبهات القتال الدائر في الأراضي السورية.

افلتت الفتاة من قبضة اللحاق بالجبهة السورية بعد ان كادت تسجل أول أردنية في صفوف التنظيم المتشدد، بالعودة الى مسقط رأسها بعد ان استجوبتها السلطات الأمنية الأردنية في مديرية حماية الأسرة لأيام دون توجيه أي تهمة او اعتقال وفق قانون الإرهاب الذي اقره مجلس الأمة بشقيه النواب والاعيان وشح لاحقاً بايجاز مجلس الوزراء.

وتتشابه محاولة الفتاة دخول الأراضي السورية من تركيا مع تجربة نجل البرلماني “الضلاعين” طالب الطب الجامعي “محمد”، والملقب بأبي البراء الأردني في عملية تفجيرية نفذها مع داعش في الرمادي شرقي العراق مطلع شهر أكتوبر (تشرين أول) الماضي، بعد التحاقه بالتنظيم لمدة لم تتجاوز 4 أشهر ودخوله الأراضي السورية ثم العراقية من تركيا مغادراً مكان دراسته في أوكرانيا.

الجدير ذكره ان المئات من الأردنيين التحقوا بجبهات القتال الى جانب بتنظيمي داعش وجبهة النصرة في العراق وسوريا قضى العشرات منهم في عمليات انتحارية، في حين التحق عشرة شبان من مدينة الكرك لوحدها وهي مسقط رأس الفتاة الناجية من التجنيد الداعشي، قتلوا في سورية والعراق.

واعتقلت السلطات الاردنية العشرات من اتباع وانصار التنظيم المتشدد وجبهة النصرة يواجهون احكام مختلفة عقب إقرار قانون الإرهاب.