هالة أسامة
5
Follow @ndivingoddessقد يكون أنَّ مهنتك ليست هي المناسبة لك أمرًا يصعب إدراكه، يتضمَّن رد الفعل العادي مزيجًا من الهلع واليأس والتثبيط، ماذا عن سنوات الجامعة الأربعة (أو أكثر)؟ ضاعوا هباءً، والتدريبات والوظائف الصغيرة التي ساعدتك على الدخول إلى هذا المجال؟ لا قيمة لها، لقد قرَّرت الآن أنَّك تكره المهنة التي أمضيت فيها كل ذلك الوقت وكل تلك الموهبة تمامًا.
ولكن ليس من الضروري أن يكون الوضع هكذا، عندما تدرك أنَّك ربما ترغب في تغيير مهنتك حاول تجنُّب ردود الفعل الشائعة التالية، وتعلَّم أن تنظر إلى الموقف في ضوءٍ مختلف (وأكثر إيجابيةً).
التسرُّع في تنفيذ السيناريو الأسوأ
لقد أدركت أنَّك تعيس في عملك، فتمقت الذهاب إلى مكتبك كل يوم، وتحسب الدقائق حتى تدق الساعة الخامسة مساءً، وتفترض على الفور أنَّك لكي تكون سعيدًا، تحتاج إلى تغييرٍ هائل في مهنتك، لنقل مثلًا الانتقال من تصميم برمجيات للرعاية الصحية إلى امتلاك مخبزك الخاص لصنع الكعك الصغير.
ما عليك فعله بدلًا من ذلك: اكتشف نفسك
انظر من بعيدٍ قليلًا، قبل أن تبدأ التخطيط لانتقالك من كونك مهندس برمجيات إلى خبَّازٍ استثنائي، خذ بعض الوقت لمعرفة ما إذا كانت مهنتك هي حقًّا ما لا تستمتع به، أم أنَّ ببساطة لا تستمتع فقط ببيئتك الوظيفية الحالية. ربما تستمتع بمهام الوظيفة الأساسية ولكنَّك لا تستطيع تحمُّل أغلبية زملائك أو مديرك المباشر الذي يعيق تقدمك المهني. ربما لا تستمتع بتطوير البرمجيات للقطاع المصرفي، ولكنَّك قد تتحفَّز أكثر كثيرًا لأداء نفس الدور لصالح مؤسَّسة غير ربحية ذات مهمة تدعمها.
حاول تحديد السبب الدقيق لاستيائك، إذا كان شيئًا يمكن علاجه بالعمل في دورٍ مشابه في بيئة جديدة مختلفة، فعليك البدء بالبحث عن وظيفة، أمَّا إذا كنت ما تزال مستعدًّا حقًّا لتغيير مهنتك، فلا داعٍ للقلق، استمر في القراءة.
تثبيط نفسك
قد يكون اتِّخاذ قرار تغيير مهنتك مستهلكًا تمامًا للفكر، فتشعر وكأنَّ كل ما أدَّى إلى هذه المرحلة -سنوات التعليم، والتطور العملي، والترقيات، والسهر في المكتب- قد راح هباءً. وهكذا تبدأ في أن تشك في قدرتك على فعل هذا، تبدأ في التفكير في أنَّ البدء من جديد سيكون صعبًا للغاية، وأنَّ لا أحد سيرغب في تعيينك بسبب افتقارك للخبرة، وأنَّك لن تكون ناجحًا مثل الآخرين في مجالك الجديد لأنَّك بدأت متأخرًا، ربما لا يستدعي الأمر المخاطرة.
ما عليك فعله بدلًا من ذلك: حمِّس نفسك
أجل، إنَّ تغيير المهنة مخيف، ولكنَّه ممكن جدًّا. خذ بضع دقائق لتدعيم نفسك، ذكِّر نفسك بأنَّ تغيير مهنتك عادي وأنَّه ليس هناك مِن الناس مَن يسير طريقهم المهني على خطوط مستقيمة تمامًا سوى القليل. لقد استغرق وصولك إلى هذه المرحلة في مهنتك الكثير من العمل الشاق، وذلك إنجاز عظيم. والآن ستنتقل إلى شيء مختلف، وإنجاز عظيم بنفس القدر (إن لم يكُن أفضل).
ربما يكون تغيير المهنة صعبًا، ولكن المكافأة -وظيفة تحبها- تستحق، ربما يبدو تحميس نفسك مبتذلًا، ولكنَّه قد يكون الدفعة التي تحتاجها لإقناع نفسك بتنفيذ القرار.
الاستسلام لفكرة البدء من الصفر
إذا كنت تريد القيام بتغيير ضخم في مهنتك، ربما سيشمل رد فعلك الأول تنهيدة استسلام عندما تفترض أنَّك لكي تحصل على وظيفة في المجال المستهدَف الجديد، ستحتاج إلى العودة إلى الجامعة لأربع سنوات أخرى على الأقل، والتقدُّم إلى وظيفة صغيرة، أو تسليم نفسك لتدريب غير مدفوع الأجر.
ما عليك فعله بدلًا من ذلك: حدِّد المهارات التي يمكنك الاستفادة منها في المهنة الجديدة
لا يعني التغيير أنَّ عليك البدء من الصفر، هناك ما جذبك إلى مهنتك الأساسية، وإذا ركَّزت انتباهك على ذلك، ربما تتمكَّن من تحديد طريق مهني جديد يناسب مهاراتك، ويُحقِّق لك كذلك الرضا الذي تفتقر إليه.
ربما اخترت الصحافة على سبيل المثال تخصصًا في الكلية ومهنةً لأنَّك تحب حكي القصص، والآن ترغب بشدة في الابتعاد عن الصحافة، ولكن ذلك الشغف تجاه القَصّ ما زال موجودًا، عليكَ فقط البحث عن طريقة مختلفة لتطبيقه.
فربما تصبح كاتبًا تسويقيًّا، وتحكي قصص عملاء إحدى الشركات وكيفية استفادتهم من منتج الشركة أو خدماتها، أو ربما تعمل مؤلف إعلانات لموقعٍ ما وتحكي قصص الأعمال الجديدة من خلال التواجد الإلكتروني.
وبتحديدك المهارات التي يمكنك -وترغب في- نقلها إلى مهنتك الجديدة، ستكون مستعدًّا أكثر لتشرح لأصحاب العمل الجديد كيف ستضيف قيمةً إلى شركتهم دون البدء من الصفر.
إنَّ السمات العامة لكل ردود الفعل هذه هي الخوف وعدم اليقين والشك، ولكن لا بد أن يحث قرار الاستعداد لتغيير المهنة على رد فعل يتَّسم بالحماس، لأنَّ هذه قد تكون فرصتك للعثور على مهنة تحبها تمامًا.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».