النبيذ يقلّص خطر الموت بالزهايمر -

آخر تحديث 2015-12-19 00:00:00 - المصدر: ايلاف

 يعرف الجميع الآن عن أهمية التمتع بكأس نبيذ واحد يومياً للوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية، لكن العلماء الدنماركيين يتحدثون الآن عن قدحين يومياً لتقليص خطر الموت بالزهايمر بنسبة 77%.

ماجد الخطيب: تمنح الدراسة الدنماركية سبباً جديداً لمحبذي شرب النبيذ باعتدال للمواصلة، لأن الأمر يتعلق بوقف تقدم داء الخرف والنسيان (الزهايمر)، وقدح الذاكرة، البعيدة والقريبة المدى عند الشيخوخة، بل وبتقليص خطر الموت بسبب الزهايمر.

وينصح أطباء جامعة كوبنهاغن المتقدمين بالسن، نساء ورجالاً، على أساس دراسة طويلة المدى، بتبادل أنخاب النبيذ، سواء كان أحمر أو ابيض، يومياً بكأس أو كأسين للبقاء خارج مرمى نيران الزهايمر.

عامل مساعد

إلى ذلك، لا يعرف الطب حتى الآن علاجاً شافياً لمرض الزهايمر، لكنهم يبحثون في ذات الوقت عن عوامل ما تقلل من أعراضه وعواقبه. ويعرف العلم أن الزهايمر عبارة عن مرض ذاتي النشوء يصيب الأعصاب بالتنكس، وخصوصاً الخلايا العصبية في مناطق معينة من الدماغ. ويعتقد الأطباء من جامعة كوبنهاغن أنهم عثروا على النبيذ كعامل مساعد في صراع الدماغ البشري ضد الزهايمر.

أجرى الباحثون دراستهم على 320 مريضاً يعانون من مرض الزهايمر بدرجات مختلفة واطلقوا على الدراسة عنوان" الدراسة الدنماركية التدخلية المقارنة حول الزهايمر(دايزي DAISY)، دامت 4 سنوات، وتوصلوا إلى أن شرب 2-3 أقداح يومياً من النبيذ يقلل الموت بسبب الزهايمر بنسبة 77%.

قسم الأطباء المرضى في عدة مجموعات، لم يشرب أفراد المجموعة الأولى(8 %) أي نبيذ خلال فترة التجربة، وشرب أفراد المجموعة الثانية(4%) النبيذ الأحمر أو الأبيض بمعدل كأسين في اليوم. مات خلال فترة السنوات الأربع 16,5% من المرضى، وكانت نسبة الموتى بين المجموعة الثانية تقل بكثير عن نسبة الموت بين المجموعة الأولى، كما كانت ذاكرة متعاطي الكحول أفضل من غيرهم.

ليست دعوة للادمان

نشر الباحثون نتائج دراستهم في مجلة BMJ Open وتحدثوا عن تأثير ايجابي ممكن للكحول على تقدم مرض الزهايمر، ودعوا إلى المزيد من الدراسات المعمقة حول الموضوع. وكتبوا أيضاً ان نتائج هذه الدراسة ليست دعوة مفتوحة لتعاطي الكحول باسم تحسين الصحة، لأن تعاطي الكحول بكاس واحدة يومياً لم يتكشف عن نتائج ايجابية، كما ان شرب أكثر من كأسين أو ثلاثة قد يؤدي إلى نتائج معكوسة.

وحذر الدكتور دوغ براون، رئيس جمعية الزهايمر البريطانية، أيضاً من اعتبار الدراسة "ضوء أخضر" لتعاطي الكحول بكثرة. إذ سبق لدراسة دنماركية أخرى شملت 1709 أشخاص ان توصلت إلى ان شرب النبيذ بمعدل كأس أو كأسين في الشهر يقلل خطر الزهايمر بنسبة 50%. هذا في حين ان تعاطي البيرة بنفس الشكل ضاعف مخاطر المرض.

وكانت دراسة ألمانية سابقة نشرتها مجلة الصيدلي الألماني نصحت المعانين من داء السكري-2 بالتخلي عن كأس الماء على مائدة العشاء لصالح شرب كأس صغيرة من النبيذ الأحمر. وذكرت ان ذلك يوازن مستوى السكر مساء في دم المريض، كما يقلل ظاهرة التبول مساء.

غسل الدماغ

وفي هذا الإطار، نجح عالمان، ألماني وسويسري، في استخدام عقار سائد في السوق، لكبح جماح بروتين يلعب دوراً مهماً في نشوء مرض الزهايمر. وكتب الباحثان في مجلة "نيتشر ميدسن" ان التجارب نجحت حتى الآن على الفئران، لكن كل المؤشرات تعد بعلاج لالزهايمر لدى المصابين به من البشر.

وحسب تقرير الباحثين فرانك هيبنر، من معهد باثولوجيا الأعصاب في شاريتيه برلين، و بوركارد بيشر، من معهد الدراسات المناعية في جامعة زيورخ، فان العقار "غسل" أدمغة الفئران من الترسبات الخبيثة، التي تتراكم على خلايا الدماغ، و حسن ذاكرتها أيضاً. 

ركز العالمان في بحثهما على نظام المناعة في أجساد الفئران، وتمكنا من وقف عمل جزيئة مهمة في نظام المناعة، تشكل عماد مادتي انترلويكين 12 و23. وأظهر العقار قدرة أكبر على تنظيف الدماغ من الترسبات الخبيثة حينما عمل على كبح جماح جزيئة المناعة ب40. وعندما توقف عمل انترلويكين 12 و23 توقف أيضاً عمل جزيئة بـ40.

المهم في نتائج البحث هو ان العقار، الذي أوقف آلية عمل وتراكم الترسبات الخبيثة على أنسجة الدماغ، موجود في السوق. وكتب هيبنر ان هذا الدواء يستخدم بنجاح في معالجة بعض أمراض المناعة الذاتية مثل الصدفية والتهاب الأمعاء. وهذا العقار مجاز ولا يحمل مضاعفات خطيرة، أو اختلاطات مهمة، بالنسبة للمريض.

 ويعاني اليوم في ألمانيا نحو 1,3 مليون ألماني من مرض الزهايمر، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد إلى 2,6 مليوناً مع حلول العام 2050. ويتعلق المرض بتقدم العمر، وهكذا تبلغ نسبة المصابين به فوق 65 سنة 2%، لكنها تقفز إلى 3% بعد السبعين، وإلى 6% فوق الـ75 سنة.