سوريا 2015 : معمل تجارب مفتوح للأسلحة النوعية

آخر تحديث 2015-12-19 00:00:00 - المصدر: ساسة بوست

كما تُجار السلاح، يُحب مصنعوها الحروب؛ لأنها ببساطة تُمثّل لهم معامل تجارب حيّة للأسلحة، وهكذا كانت الحرب السورية على مدار نحو 4 سنوات.

وخلال عام 2015 بدأ رسميًا التدخل الدولي في الحرب الأهلية، سواءً من دول التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، أو من روسيا وإيران، وعلى ذلك شهدت الأراضي السورية خلال هذا العام استخدامًا مكثفًا لأسلحة نوعية ما بين القديم والجديد، إلا أنّ الجديد لا تعرف عنه تفاصيل كثيرة. وفقًا لتقارير فإن مُعظم تلك الأسلحة روسية الصنع، كما سيتضح.

المقاتلة سوخوي سو 30 (SU-30 SM)

طائرة مقاتلة ثنائية المحرك، ثنائية المقاعد. طورت من قبل شركة سوخوي الروسية، وتنتمي إلى الجيل الرابع. وهي مقاتلة متعددة المهام، قادرة على تحقيق السيطرة في الجو، وتوجيه الضربات إلى جميع الأهداف في شتى الظروف الجوية باستخدام الصواريخ الموجهة وغير الموجهة.

تتميز سو 30 بقدرتها على القيام بمهمات بعيدة المدى، كالمتابعة بالرصد الراداري ومساندة القوات الأرضية واستخدام الأسلحة الذكية، بدون الدخول في منطقة الدفاع الجوي المعادية، كما تتميز بالقدرة العالية على المناورة، ومهاجمة عدة أهداف في آن واحد، ومقاومة وسائل العدو الإلكترونية البصرية.

ظهرت سوخوي سو-30 على ضوء التدخل السوري العسكري في روسيا، وبحسب الخبير العسكري المصري محمد منصور، فقد تمّ رصد تحليق مقاتلات سوخوي مكلفة بمهام الحماية الجوية للقاذفات المنفذة للغارات في سوريا، كما رصد تسليحها بصواريخ جو-جو من نوعي “R-27” و “R-72″، بالإضافة إلى رصد استخدامها نوعًا من القنابل العنقودية في منطقة سهل الحولة.

المقاتلة سوخوي سو 34 (SU-34)

هذه الطائرة نسخة مقاتلة – قاذفة من سو-27، طورت في عهد الاتحاد السوفيتي، تحديدًا في ثمانينات القرن الماضي، وكان أول استخدام لها في 13 أبريل 1990.

تتشارك الطائرة مع سو-27 و سو-30 في الكثير من الصفات كالجناح والذيل، فضلًا عن امتلاكها كانارد مثل السو-30 وسو-33 و سو-27 M وسو-35 لزيادة قدرة الطائرة على المناورة.

للطائرة أنف جديد تمامًا في مقدمة هيكلها، حيث تسمح قمرة القيادة بجلوس طيارين اثنين إلى جانب بعضهما. هذا وتستخدم السو- 34 محركات السو-27 ، لكن بسرعة أقل، محددة في 1.8 ماخ.

سوخوي سو-34 شوهدت أيضًا في الأجواء السورية في إطار تدخل روسيا العسكري في سوريا، وتمتلك قاذفات لقصف الأهداف قوية التحصين، كما أنها تستخدم القنابل الموجهة بالأقمار الصناعية “KAB-500” والقنبلة الخارقة للتحصينات “BETAB-500”.

مروحية مي-24 (MI-24) (الدبابة الطائرة)

مي-24 هي مروحية قتالية روسية مزودة بصواريخ موجهة وغير موجهة وقنابل جوية، بالإضافة إلى مدفع رشاش. وفي مطلع سبعينيات القرن الماضي دخلت المروحية ضمن حيازة الجيش الروسي بصفتها مروحية ضاربة تستخدم لدعم القوات البرية بالنيران.

ويمكن استخدام مي-24 أيضًا لنقل الأفراد، إذ إنها قادرة على نقل مجموعة من المشاة (حتى 8 مظليين) بأسلحتهم الخفيفة وذخائرها. بالإضافة إلى ذلك، مي-24 مدرعة قادرة على تحمل رصاص البنادق والرشاشات الثقيلة.

وتكشف التقارير عن تنفيذ مروحيات من نفس النوع لطلعات حراسة ومراقبة في محيط مطار باسل الأسد، كما أنها نفذت عمليات دعم جوي قريب لقوات نظام الأسد في كل من ريف حماة واللاذقية.

الصاروخ المضاد للدروع بي جي إم-71 تاو (BGM-71 TOW)

هو صاروخ موجه مضاد للدروع من إنتاج شركة هيوز الأمريكية. دخل هذا الصاروخ في الخدمة عام 1970 في الجيش الأمريكي كما تم تصديره إلى كثير من دول العالم.

يمكن إطلاق الصاروخ من منصات تركب على المركبات أو إطلاقه من المروحيات. ويصل المدى الأقصى له إلى نحو 3750 متر، كما بإمكانه اختراق دروع بسمك 600 ملم إلى 1000 ملم بحسب فئة الصاروخ.

كان أول استخدام قتالي لهذا الصاروخ عام 1972 في حرب فيتنام، عندما نجحت صواريخ تاو أطلقت من طائرات عمودية في اختراق وتدمير الدبابات السوفيتية الصنع بي تي-76.

تشهد ساحة المعارك المستعرة في سوريا إغراقا لأغلب فصائل ومجموعات المعارضة المسلحة بكميات كبيرة من صواريخ تاو، في الجبهة الشمالية الممتدة من ريف اللاذقية إلى ريف حلب مرورا بحماة وريفها على الحدود مع تركيا، بخاصة مع ما بات يعرف بجيش الفتح الذي يضم جبهة النصرة وحركة أحرار الشام ومجموعات أخرى.

هذا ويرى بعض المحللين أن الولايات المتحدة تسعى لتكرار تجربة صواريخ ستينغر التي أسقطت المروحيات والمقاتلات السوفييتية في حرب أفغانستان مع صواريخ تاو التي شكلت هاجسا حقيقيا لدبابات الجيش السوري وساهمت في فقدانه لمواقع استراتيجية مهمة.

منظومة إس-400 للدفاع الجوي

إس-400 ترايمف، منظومة دفاع جوي روسية طُوّرت في أواخر عقد التسعينيات ودخلت الخدمة في الجيش الروسي عام 2001. المنظومة من تطوير شركة ألماز، والتي طورته عن منظومة الدفاع الجوي الأقدم إس-300، بمدى أكثر بمرتين من مدى إم أي إم-104.

وذكرت مصادر روسية أن الإس-400 قادر على رصد وتدمير الأهداف من على بعد 400 كلم، وتشمل تلك الأهداف الطائرات والصواريخ البالستية وصواريخ كروز، ويصل مدى المنظومة إلى 3500 كلم وبسرعة 3 أميال بالثانية فضلا عن تمكنها من كشف الطائرات الشبحية. وتعد منظومة إس-400 أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورا حتى اليوم.

ظهرت هذه المنظومة لأول مرة في سوريا في قاعدة حميميم الجوية باللاذقية، مباشرة بعد حادث إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية على الحدود السورية التركية. إلا أن كثيرًا من الدلائل والتي من بينها صور الأقمار الصناعية أشارت إلى أن المنظومة تواجدت بالفعل في سوريا قبل الحادثة.

صاروخ كاليبر البحري المجنح

في 7 أكتوبر 2015 أطلقت القوات البحرية الروسية 26 صاروخا من طراز “كاليبر” على مواقع قالت: إنها تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا من حوض بحر قزوين. وقطعت الصواريخ التي تم إطلاقها من على متن 4 سفن حربية روسية مسافة قدرها 1.5 ألف كيلومتر عبر أراضي إيران والعراق وأصابت 11 هدفًا بدقة فائقة.

يعتبر صاروخ “كاليبر” الذي صمم عام 2012 وريثًا لصاروخ “كلاب” المثيل لصاروخ “توموهوك” الأمريكي. وبلغ مدى إطلاقه كيلومترًا ونصف في حال تزويده برأس عادي (بوزن 450 كلغ) و2600 مترًا في حال تزويده برأس نووي (بوزن 100 – 200 كلغ). أما وزن الصاروخ لدى إطلاقه فيبلغ 1700 كيلوغرام.

ويمكن أن يستخدم هذا الصاروخ كصاروخ جوي يحلق منخفضاً حتى ارتفاع 30 مترا. وقد يستخدم كصاروخ باليستي يحلق على ارتفاع عال.


وتزود بهذا الصاروخ حاليًا الفرقاطات الصغيرة التابعة لأسطول قزوين الروسي وبعض الغواصات. كما يخطط لتزويد طرادي إيركوتسك والأميرال ناخيموف به بحلول عام 2018.